طائرات مسيّرة تنسف القرى وتخلّف عشرات الضحايا في سيناء وتعذيب شديد في السجون يفضي إلى الموت وقضاء جائر يحكم بإعدام الشباب.. هذا جانب من حصاد عسكر الانقلاب في يوم واحد؛ حيث يصرُّ على القمع، وتمزيق الوطن، وتشريد أبنائه، وطمْس  الهوية، ويزيد في القتل بصوره المتعددة وأسبابه المتنوعة..

فلا تزال عصابة الانقلاب مُصرّة على لعنة الدم الذي لا يمكنها العيش إلا في مستنقعه، في أرض الكرامة والنخوة.. أرض سيناء الحبيبة.. التي لا يزال المصريون يحيون ذكرى انتصاراتها في العاشر من رمضان / السادس من أكتوبر؛ حيث قررت ميليشيات الانقلاب الانتقام الكيدي من أهل بئر العبد بقصف (قرية تفاحة) وقتل عشرات الأهالي من المدنيين العزل ومن بينهم أسرة كاملة، كل ذنبهم أنهم كانوا عائدين من عملهم الذين يتكسّبون منه لقمة العيش.

وفي سجن بنها وبعد أن رصد الحقوقيون منذ أيام إهمالاً متعمدًا وتعذيبا فجًّا وانتهاكات بالغة.. هاهو الشاب يوسف صلاح الدين يرتقي شهيدًا على يد زبانية الانقلاب ثم يقررون دفنه سريعًا ليدفنوا -بزعمهم- الحقيقة معه، والتي تأبى أرض الدنيا كلها أن تبتلعها حتى يذوق المجرمون عاقبة أمرهم خُسرا.

وها هو قضاء الانقلاب يواصل -كعادته الوقحة- دوره الخسيس في رِكاب العسكر فيقضي ظلما بإعدام 6 مواطنين في هزلية ملفقة "الأهرامات الثلاثة" رغم تهافت الأدلة وتزييف القضية من أساسها.

إن كلمة الفصل في هذا المشهد العبثي -الذي يبدو عليه الوطن في يد عصابة الانقلاب- أن ينتفض الأحرار المخلصون من شعب مصر الأصيل في وجه هذا الزحف الدموي على يد عسكر الانقلاب والذي يقوم -يقينًا- بالوكالة عن أعداء الأمة في الانتقام من مصر، وشعبها، ونيلها، وجزرها، وشبابها الحرّ.. في محاولة فاشلة لإخضاع إرادة الوطن تحت إرادة عدوه وإنفاذ مشاريعه الخبيثة التي تستهدف الأمة في دينها وثرواتها ورجالها ونسائها وهويتها.

علينا جميعًا أن نصطف الآن وليس بعده، وأن نجلس إلى مائدة الثورة من جديد، وأن ننظر إلى الصالح العام من أجل مستقبل مصر وشعبها دون النظر إلى المصالح الشخصية أو الحزبية حتى نسترد وطننا وكرامتنا ونقتلع هذا النبت الخبيث الذي لا تزيده الأيام إلا فسادا ودمارا وخرابا بالوطن.

والله أكبر لله الحمد 
أحمد عاصم 
المتحدث الإعلامى لجماعة الاخوان المسلمين 
الأحد 14 من صفر 1441 هـ الموافق 13 من أكتوبر 2019