في ذكرى وفاة الحاج عز العرب فؤاد نستحضر قول رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم "‏إن الله إذا أحب عبدا دعا ‏جبريل ‏‏فقال إني أحب فلانا فأحبه، قال فيحبه ‏‏جبريل، ‏ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض...".

والأستاذ عز العرب فؤاد قد أحبه كل من رآه وخالطه، كيف لا؟ وهو الذي لم يدع بابا للخير إلا وأتاه، كيف لا وهو الذي عمل لدعوته بكل ما أوتي من قوة، وإخلاص، وإيمان، وضحى في سبيلها بكل ما يملك.

حياته في سطور

في عام 1924 شهدت مدينة بنها مولد الأستاذ المجاهد عز العرب فؤاد حافظ أحمد عبد الكريم، فهنيئًا لمدينة بنها التي شهدت ميلاد هذا الأخ المجاهد، وهنيئًا لأهلها الذين عايشوه، والأستاذ عز العرب من الرعيل الأول للإخوان، وكان عضوًا بمجلس الشعب عام 1987م، ممثلاً لجماعة (الإخوان المسلمين) عن دائرة بنها بمحافظة القليوبية.

كما كان مديرًا لمركز الدراسات الإسلامية بمجلة الدعوة التي كانت تصدرها الجماعة خلال فترة السبعينيات، وأغلقها الرئيس الراحل السادات بقرار منه، تخرج في كلية الدراسات الإسلامية، وبعد ذلك أخذ الماجستير في الاقتصاد الإسلامي بالشريعة والقانون في شهر أكتوبر من عام 1984.

اعتقل عدة مرات وبعد خروجه من المعتقل في المرة الأخيرة فكر في الزواج، ولكنه كان كلما تقدم لأحد أغلوا عليه المهر، وهي إرادة الله التي جعلته يتذكر إخوانه الذين كانوا معه في المعتقل فتذكر الأستاذ عبد اللطيف إبراهيم محبوب من إخوان البحيرة وتذكر أن له بنتًا لم تكن تزوجت بعد، فتقدم إليها، ووافقت ووافق والدها.

وهي الأستاذة خديجة عبد اللطيف إبراهيم حبوب، وتم عقد الزواج في عام 1972، وكان الأستاذ عز العرب يبلغ من العمر 48 عاما، ولهما من الأبناء اثنين يحيي وإيمان.

الأستاذ عز العرب بين دعوته والمجتمع

عمل خطيبًا وإمامًا لمسجد عصفور وبعد ذلك مسجد الطنطاوي ببنها، وكان أثناء الذهاب إلى المسجد يسلم على الأولاد الصغار في الطرقات، وكان يحفظ أسماءهم، وأسس في الثمانينيات لجنة الزكاة في هذا المسجد مع الحاج مندي عيسى، وكان هو رئيس هذه اللجنة، والحاج مندي عيسى أمين الصندوق ومن مهمات هذه اللجنة:

    إعطاء إعانات شهرية للغير قادرين.

    إفطار جماعي في شهر رمضان.

    شنطة رمضان: "فهو صاحب هذه الفكرة التي ما زال الإخوان المسلمون والكثير من محبي الخير يفعلونها حتى الآن".

    مساعدة المتأخرين في دفع إيجارات السكن.

    توصيل المياه والكهرباء للناس.

    بناء المقابر.

    مساعدة الشباب علي الزواج.

كما أنه أسس لجنة زكاة أيضا في قرية إسطنها مركز الباجور محافظة المنوفية، هذه هي العزيمة الماضية والذاتية التي جعلته لم يكتف بمحافظته فقط، ولكن همّ الدعوة الذي ملأ قلبه جعله يفعل الخير في أي مكان ينزل فيه، وفي الثمانينيات سافر إلي قطر ليلقي محاضرات بها.

محنته

اعتقل الأستاذ عز العرب فؤاد عدة مرات منها:

    عام 1954م بعد حادثة المنشية.

    مرة أخرى في عام 1965 وخرج في عام 1971.

    مرة أخرى عام 1981.

مؤلفاته

للأستاذ عز العرب عدة مؤلفات منها:

    الربا بين الاقتصاد والدين Pdf.png.

    الزكاة بين الاقتصاد والدين.

    الاقتصاد الإسلامي والفكر المعاصر.. "رسالة الماجستير التي ناقشها بجامعة الأزهر".

    أفغانستان المجاهدة.

    وصيتي الشرعية.. عز العرب فؤاد.

قالوا عنه:

في جنازته تحدث الكثير من الإخوان فقالوا:

    " الأستاذ المجاهد عز العرب فؤاد عمل لدعوته بكل ما أوتي من قوة، وإخلاص، وإيمان، وضحي في سبيلها بكل ما يملك".

    "لقد أفني الشيخ عز العرب حياته كلها في سبيل هذه الدعوة، وهذا الدين، وهذا الوطن، كنت لا أراه وأنا الذي رافقته أكثر من 22 عامًا، جال الأرض طولاً وعرضًا، ليس له هدف إلا أن تنتشر الدعوة، وأن تنهض الفكرة، ومن هذا المنطلق تردد عليه الشباب والمريدون، لقد كان الشيخ عز العرب ذا عزيمة ماضية، وإرادة قوية، وجهد كبير، لم يبدل، ولم يغير، ما لانت عزيمته، وما تنازل عن ثابتة من ثوابته يوما ما، إنما علمنا الكثير والكثير، جاهد وناضل من أجل هذه الدعوة المباركة، وفي صفحته الكثير والكثير".

    يقول عنه الشيخ خيري ركوة: "وجدناه أخا صابرا محتسبا عاملاً لدعوته، محبا لإخوانه، لقد كان صبورا، سخيا، جوادا، كريما مع إخوانه، لقد قدم لدعوة الإخوان المسلمين الكثير من ماله، ومن صحته، ومن وقته، ومن بدنه".

    " كان تاريخ الأخ عز العرب فؤاد جهاد كله جهادًا في سبيل الله، نصف قرن أو يزيد من الزمان وهو يجاهد لإعلاء كلمة الله، كم لاقى من السجون والمعتقلات وغيرها، فصبر حتى لقي الله".

    " كان مجاهدًا في سبيل الله تعالي، التزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وسار على هديه، فأحبه الله، وحبب الخلق فيه".

وفاته

نعم إن الجنازات تشهد لأصحابها، أصحاب الهمم العالية، وأصحاب الإيمان القوي، وأصحاب العزيمة الماضية، تشهد لهم بحب الناس، ففي يوم الجمعة 14 من شعبان لعام 1424، الموافق 19 أكتوبر 2003 فقدنا قطعة من قلبنا الأستاذ المجاهد عز العرب فؤاد رحمة الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وقد شيع جنازته الآلاف، رحم الله الشيخ المجاهد عز العرب فؤاد، وألحقنا به غير مفرطين ولا مبدلين.