قال ضابط صهيوني إن حركة حماس "تبدي براغماتية لافتة ومفاجئة في موضوع الانتخابات الفلسطينية، بعد أن أعلنت موافقتها على كل شروط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإقامة هذه الانتخابات، وهي تتطلع للفوز فيها، لكن يبدو أن عباس سيأخذ بالكرة للملعب الصهيوني، واتهامها بإعاقة إجراء الانتخابات".
وأضاف يوني بن مناحيم المستشرق الصهيوني في مقاله على موقع "نيوز ون" الإخباري، أنه بعد أن "ألقى عباس قنبلته السياسية في الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بالدعوة لإجراء الانتخابات العامة، فقد تبين لاحقا أنه تعرض لضغوط كبيرة مارسها الاتحاد الأوروبي عليه، وصلت حد التهديد، بأنه في حال عدم إجراء الانتخابات فإن الدول الأوروبية ستوقف دعمها للسلطة الفلسطينية".
وكشف بن مناحيم، الضابط السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وخبير الشئون الفلسطينية، النقاب عن أن "عباس تأمل كثيرا في أن تعلن حماس شروطها الكفيلة بإعاقة إجراء الانتخابات، خشية أن تفقد سلطتها في قطاع غزة، لكن الحركة فاجأت الجميع بسلوك براغماتي لافت، بحيث حرمت عباس من أي فرصة للتملص من الانتخابات، وتحميله مسؤئولية أي عرقلة متوقعة".
وأوضح أن "المجتمع الدولي يتابع ما يحصل من تطورات فلسطينية داخلية، كي يكون على دراية بالطرف الذي يعرقل العملية الانتخابية".
وأشار إلى أنه "بعد أن أرسل عباس رئيس لجنة الانتخابات إلى غزة، وعقد جملة لقاءات ماراثونية مع قيادة حماس، أصدرت الحركة موافقتها على كل الشروط التي وضعها عباس، ومنها تنازلها عن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بصورة متزامنة، وبات واضحا أن حماس على دراية بالشرك الذي يحضره عباس لها، كي تظهر أمام المجتمع الدولي معرقلة للانتخابات".
وأكد أنه "يمكن الإشارة إلى أن المرونة التي تبديها حماس في التعاطي مع العملية الانتخابية نابعة من ثقتها بتحقيقها الفوز في الانتخابات المقبلة، كما حصل في انتخابات 2006، ولأن هدف حماس الاستراتيجي هو السيطرة على الضفة الغربية، فهذا يجعل الحركة توافق على التوصل لتهدئة مؤقتة مع دولة الاحتلال في قطاع غزة من أجل التمكين لإجراء الانتخابات، والفوز بها".
وأضاف أن "فوز حماس المتوقع في الانتخابات سيمنحها تفوقا استراتيجيا من مختلف النواحي: الفلسطينية المحلية والإقليمية والدولية، ما قد يدفع عباس مبكرا للبحث عن العراقيل المتوفرة لعدم قبوله بالنتائج، وسيجعله يوقف إجراء الانتخابات الرئاسية، مع العلم أن استراتيجية عباس تكمن في أن يظهر للمجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي أنه بريء من أي عرقلة للانتخابات".
وتوقع الكاتب أنه "في حال أتت نتائج الانتخابات البرلمانية على غير ما يتمنى عباس بفوز حماس، فإنه سيبذل كل جهده لعدم إجراء الانتخابات الرئاسية من أجل الاستمرار في منصبه الرئاسي، وهناك احتمالية أخرى تتمثل بأن ينقل عباس الكرة للملعب الصهيوني بإظهارها رافضة لإجراء الانتخابات".
وأكد أن "عباس سرب بعض الأنباء في الأيام الأخيرة مفادها أنه طلب من بعض دول العالم ممارسة الضغوط على إسرائيل كي تسمح بإجراء الانتخابات في القدس، وعباس يأمل أن ترفض إسرائيل كل الدعوات الدولية، كما استجابت مضطرة لذلك زمن إدارة الرئيس جورج بوش الابن في 2006، حين وافقت على تمكين المقدسيين الفلسطينيين من المشاركة في الانتخابات".
وختم بالقول: "في هذه الحالة، فإن المجلس الوزاري الصهيوني المصغر مدعو للتعامل مع هذه المعضلة مبكرا، في ظل أن دولة الاحتلال تعيش أزمة سياسية مستعصية، ما يدفع إلى القول إن حماس أبدت براغماتية لتفويت الفرصة على السلطة الفلسطينية، فيما الأخيرة تتحضر للإيقاع بدولة الاحتلال في الشرك المتوقع".
ومن جهة اخرى أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية، استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بقطاع غزة، مبينا في الوقت ذاته أن المستشفى الأمريكي الميداني الذي يجري تجهيزه قرب معبر بيت حانون "تحت الاختبار".
وشدد الحية خلال لقاء متلفز أجراه مع قناة "الميادين" الفضائية، الجمعة، على أن "قرار الفصائل وكل قوى الشعب الفلسطيني بغزة على أن تبقى مسيرات العودة حالة وطنية مقاومة كفاحية بصورتها الشعبية السلمية".
وحول أسباب تأجيلها ثلاثة أسابيع متتالية، ذكر الحية أن "إدارة المسيرات تخضع لتقديرات قيادتها"، مضيفا أنه "بعد عملية اغتيال القيادي بهاء أبو العطا وما تبعه من تصعيد إسرائيلي، هناك حالة من التوجس والترقب داخل قيادة المسيرات".
وقال إنه "جرى تأجيلها لكبح جماح الاحتلال خاصة في ظل فشله في إنجاز حكومة صهيونية... لا نريد لشعبنا أن يبقى مصيدة أمام الرغبات الصهيونية؛ للخروج من أزماته".
وأوضح أن قرار التأجيل كان ذاتيا وصائبا، وتقديرا للمصلحة الوطنية "لكن باعتقادي أن هذه الأسابيع الثلاثة كافية.. أعتقد أنه في الأسبوع القادم ستنطلق هذه المسيرات مجددا بعنفوانها وبقوة، لتبقى حالة وطنية بمواجهة الاحتلال واستنزافه عبر المقاومة الشعبية السلمية".
وفي سياق اخر شيع مئات الفلسطينيين، ظهر السبت، جثمان الفتى الشهيد فهد الأسطل الذي استشهد برصاص إسرائيلي الجمعة، شرقي مدينة خانيونس في قطاع غزة.
وانطلق موكب تشييع الأسطل (16 عاما) من مجمع ناصر الطبي (حكومي)، حتى منزله بمدينة خانيونس.
وهتف المشيعون بشعارات غاضبة تطالب الفصائل الفلسطينية بالرد “على جريمة قتل الطفل”.
وأدّى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان في مسجد “أهل السنة” بمدينة خانيونس، قبل مواراته الثرى في مقبرة عائلته.
جانب من تشييع جثمان الطفل فهد الأسطل " 16 عاماً " والذي ارتقى بعد إصابته برصاص الاحتلال شرق خانيونس جنوب قطاع غزة ،أمس الجمعة.#فريق_نبض_الأقصى #فريق_ثوار_فلسطين pic.twitter.com/78BhNLkFSz
— وليد الدردساوي #غزة (@waleed_Emad92) November 30, 2019