أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القرة داغي، الجمعة، وقوفه مع قضية مسلمي الإيجور في تركستان الشرقية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية تضامنية، بإسطنبول، لعلماء المسلمين مع الأويجور المضطهدين في تركستان الشرقية، برعاية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهيئة علماء فلسطين في الخارج، واتحاد علماء تركستان الشرقية، ورابطة علماء أهل السنة.

وقال القره داغي، "نحن كهيئة علماء المسلمين مع استحالة فصل تركستان الشرقية عن الصين، نطالب بحقوق شعب الأويغور الدينية والاجتماعية والسياسية، والمساواة والحرية الدينية والكرامة".

وأضاف أنه "تناقش مع الدول المتعاطفة مع شعب الأويغور مثل تركيا وماليزيا وقطر، ممن أبدت استعدادها للعمل على التوصل إلى مصالحة بين الحكومة الصينية والشعب الأويغوري، وصولاً إلى إعادة الحقوق الإنسانية لهذا الشعب".

وأوصى القرة داغي، علماء الأويغور بالاجتماع وترتيب مطالبهم حول حقوق الشعب الأويغوري، وتطمين الصين بعدم مساعي هذا الشعب للاستقلال، "ذلك لأن بكين تتخوف من المسلمين في إسهامهم بتفكيكها كما حصل في الاتحاد السوفيتي سابقاً، لتكون الولايات المتحدة هي المستفيد الأول".

وتابع متوجها لعلماء الأويغور، "بعد التوصل لمطالبكم في الحصول على الحقوق، سنوصل رسالتكم هذه إلى السياسيين في البلاد التي تحترمكم، ومن ثم سنتعاون جميعاً لإيصالها إلى الصين".

من جهته، شبه عضو اتحاد علماء تركستان الشرقية "عبد السلام عالم"، قضية الإقليم بالقضية الفلسطينية.

وقال "عالم"، في كلمته بالمناسبة نفسها، إن "تركستان الشرقية أرض إسلامية سلبت من أهلها من قبل الشيوعيين منذ عام 1949، كما سلبت فلسطين من أهلها وسط تشويه الحقائق".

وأشار إلى أن أكثر من 5 ملايين مواطن أويغوري يعيشون في المعتقلات والسجون في تركستان الشرقية، دون أن يعرف عنهم شيء وسط صمت الدول الإسلامية.

وطالب "عالم"، بنشر القضية التركستانية في العالم الإسلامي، عن طريق المنابر ووسائل الإعلام، وتنظيم مظاهرات احتجاجية ضد التجاوزات التي ترتكبها الصين بحق الأويغور.

ودعا "لإعطاء مساحة واسعة لهذه القضية في الندوات العالمية الإسلامية، وإقامة مؤتمر عالمي لدعم قضية الأويغور، ومنح اللجوء لهذه الأقلية في الدول الإسلامية، وعدم ترحيلهم منها وتسليمهم للصين".

وشدد "عالم"، على ضرورة نشر ثقافة الأويغور، ودعم الشؤون التعليمية بما يخصهم.

ولفت إلى أن تركيا توفر جمعيات تخدم المهاجرين التركستانيين المتواجدين على أراضيها.

وقال رئيس المجلس القومي لتركستان الشرقية، سيد تورك، إن الصين تمارس "عمليات إبادة لا مثيل لها" ضد 35 مليون من أتراك الإيغور يعيشون في إقليم تركستان الشرقية.

جاء ذلك خلال مشاركته في مظاهرة نظمت في ميدان الجهورية وسط مدينة قيصري التركية، ضد انتهاكات الصين لحقوق الإنسان في إقليم تركستان الشرقية.

وأضاف تورك "بلغ الاضطهاد ذروته في تركستان الشرقية منذ 3 سنوات، وتعرض أكثر من مليون شخص من الإيغور للتعذيب في المعسكرات والسجون الصينية بحسب بيانات أصدرتها الأمم المتحدة والجمعية البرلمانية لمجلس أوربا".

وأشار أن "السلطات تعين موظفين صينين في منازل النساء الإيغوريات العفيفات"، مؤكداً أن "الأيغور يتعرضون لإبادة وسياسات صهر قومي لا مثيل لها في العالم".

ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

ويشهد الإقليم منذ 2009، أعمال عنف دامية، قتل فيها مئات الناس، حسب أرقام رسمية.

وفي 17 نوفمبر الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا كشف وثائق حكومية صينية مسربة احتوت تفاصيل قمع بيجين مليون مسلم من "الأيغور" ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.