الثقة من العوامل اللازمة للأفراد؛ (لسلامتهم وصلاح شأنهم) وللمجتمع؛ (لنهضته ورقيه)، وللصف؛ (لقوته وتماسكه) وللمنهج؛ (لتثمر الاعتزاز به، والحرص عليه، والدعوة إليه، والجهاد في سبيله)..

وتزداد الحاجة إلى هذه الصفة إلحاحًا في أوقات المحن والابتلاءات، فحين تستعر حرب المبطلين، ويشتد تضييقهم على جند الحق تخفف الثقة في معية الله وتأييده ونصره من شدة الوطأة وألم الصراع، وحين تتولى محاوي الدسّ والوقيعة تحبط الثقة المتبادلة بين القيادة والجنود الكيد.. وهكذا.

لماذا نثق في هذا الطريق؟

يجب على كل مسلم قبل أن يخطو في طريق الدعوة أن يتبين سلامته وأصالته ويثق فيه حتى لا ينفق عمره وروحه في طريق منحرف غير سوي.

هذا الطريق ليس بدعًا ولا مستحدثًا ولكنه طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام اقتبسه الإمام البنا رحمه الله وسلكه حتى لقي الله شهيدًا في سبيله، فهو طريق جعل الله غايته ومرضاته مقصده وكتاب الله منهاجه ودستوره والجهاد في سبيله والموت في سبيل الله أسمى أمانيه (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).

هو طريق يتصف بالنقاء والشمول والعمق والثبات فقد أعاد الفهم الصحيح المتكامل للإسلام دينًا ودولة، مصحفًا وسيفًا، عبادة وقيادة، وقدم أمثلة راقية من المجاهدين في سبيل الله والثابتين على طريق الحق.

هو طريق أثبتت الأيام تجرد السائرين عليه لله، ابتعدوا عن المطامع والأهواء الدنيوية، وعن تعظيم الأشخاص والهتاف لهم فلم يعملوا لحساب أحد أيًا كان.

تعرض أصحاب هذا الطريق لضغوط تنوء بها الجبال فما وهنوا وما استكانوا.

طريق يستشرف الأمل فاليأس ليس من أخلاق رواده، بل إنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أن حقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض وجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).

الثقة في القيادة:

وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنهج، فالقائد جدير بكل الثقة، إذا كان يقود غيره على منهج الحق، ويضرب المثل في التزامه، والحرص عليه، والمجاهدة في سبيله.

وقد تجلت الثقة في القيادة في مواقف عديدة قديمًا وحديثًا: فهذا أبو بكر-رضي الله عنه- يرد على من أتَوه مستنكرين أمر الإسراء قائلاً (إن كان قال فقد صدق، والله إني لأصدقه في أبعد من هذا، في خبر السماء يأتيه بكرة وعشيًا) فقرع بهذا الإعلان المدوي للثقة في قائده رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أسماع المترددين في ريبهم، وأطلق به ضوءًا ساطعًا يبدد غشاوة المتخبطين في ظلماتهم؛ علَّهم يفيقون ويرجعون بعد أن زلزل الخبر كيانهم المعلول، وفضح إيمانهم المدخول.

وهذا عمر-رضي الله عنه- نراه في أول الأمر معترضًا على قتال مانعي الزكاة قائلاً: (كيف نقاتل قومًا شهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟!)، فيرد أبو بكر-رضي الله عنه- بلهجة المخلص الصادق: (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة). وهنا يقول عمر-رضي الله عنه-: (فما هو إلا أن شرح الله صدري للقتال، حين رأيت أبا بكر قد انشرح صدره له).

فما أروع هذه الكلمات التي تنضح بالثقة في خليفة المسلمين أبي بكر!! إذ اعتبر عمر انشراح صدر أبي بكر للقتال دليلاً على أنه حق، وبهذا اعتبر قائده أبا بكر مثالاً للرجال، الذين يعرف الحق بهم، استثناءً من القاعدة المقررة في هذا الشأن: (يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال)، وقد رأينا هذه الثقة كذلك في موقف خالد بن الوليد مع الخليفة عمر (رضي الله عنهما)، إذ بدا لعمر أن يعزل خالدًا وهو في أوج انتصاره إبان فتح الشام حفاظًا على قلوب المسلمين من الفتنة بخالد، الذي لم يذق طعم الهزيمة قط في جاهلية ولا إسلام، وتأكيدًا على الحقيقة الإيمانية الثابتة: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران: من الآية126) وقد كان أمر العزل هذا شديدَ الوطأة على خالد-رضي الله عنه- حيث لم يشفع بإيضاح ولا تبرير، ومع هذا تظهر جنديته المدهشة فيمتثل الأمر توًا، بل يلوم أبا عبيدة-رضي الله عنه-؛ لأنه أجَّل إبلاغه به حتى نهاية المعركة، وتزداد دهشتنا حين قيل له، وهو في هذا الموقف العصيب: (صبرًا أيها الأمير، فإنها الفتنة)، فيرد مؤكدًا ثقته المطلقة في قائده عمر: (أما وابن الخطاب حي فلا).

من هي القيادة الراشدة التي تستحق منا كل هذه الثقة؟

قد يتصور البعض أن القائد الذي يجب موالاته وطاعته والثقة به هو (أقوى الناس وأتقى الناس وأعلم الناس وأفصح الناس).. فذلك مطلب عسير لا نحسبه تحقق للكثيرين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يكفينا أن إخوانه اعتبروه أقدرهم على حمل هذه الأمانة الثقيلة فكلفوه بها، فإذا افترضنا أن أحد الإخوة رأى في نفسه، أو رأى من غيره موهبة أو ملكة لم تكن عند قادته.. فليضع هذه الملكة تحت تصرف القيادة حتى تكون عونا لقائده لا حربا عليه وعلى الجماعة.

ولعلك يا أخي تذكر ما دار بين أبي بكر وعمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال عمر لأبي بكر: ابسط يدك أبايعك، فقال أبو بكر: بل أنا أبايعك، فقال عمر: أنت أفضل مني، فقال أبو بكر: أنت أقوى مني، وهنا قال عمر قوتي لك مع فضلك، ولقد صدق عمر في ذلك فقد كانت قوته دائما من وراء أبي بكر، كان يعينه ويشد أزره ويوليه ثقته.

من أجل هذا كان جواب الإمام حسن البنا رضي الله عنه لمن سأله: إذا حالت الظروف بينك وبين أن تكون بيننا، فمن تنصحنا بأن نوليه علينا؟ أن قال: "يا إخوان، اجعلوا عليكم أضعفكم، ثم اسمعوا له وأطيعوا، فسوف يكون بكم أقواكم".

الثقة في الجندي:

وهي الوجه الآخر في القيادة، وهي حق للجندي مقابل واجبه إزاء قائده، وهي تفجر في الجندي ينابيع العطاء والإبداع والتضحية. وديوان الإسلام العظيم حافل بالشواهد على هذه الصورة من الثقة:

فحين طلب أهل اليمن من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- رجلاً أمينًا يعلمهم أمر دينهم رد عليهم بقوله-صلى الله عليه وسلم- "إني مرسل إليكم برجل أمين حق أمين" وهو أبو عبيدة-رضي الله عنه.

وجلس عمر–وهو الخليفة– مع بعض أصحابه فقال لهم: (تمنَّوا) فتمنى أحدهم بيتًا مملوءًا بالذهب ينفقه في سبيل الله، وتوزعت أماني غيره يمنة ويسرة، فإذا بعمر يختم بإعلان أمنيته قائلاً (أتمنى بيتًا مملوءًا بأمثال أبي عبيدة؛ أستعين بهم على أمر الإسلام).

فانظروا إلى مدى الثقة الذي بلغه أبو عبيدة-رضي الله عنه- عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وعند عمر-رضي الله عنه- حين استوفى مؤهلاتها.

وهذا أسامة بن زيد-رضي الله عنه- ينال هذا الشرف الرفيع بثقة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فيه حين ولاَّه قيادة الجيش على حداثة سنة، وكلفه أن يوطئ الخيل البلقاء من مملكة الروم؛ لتخويفهم وتأديبهم وإحباط كيدهم للإسلام والمسلمين. وقد امتدت ثقة النبي-صلى الله عليه وسلم- فيه إلى أبي بكر-رضي الله عنه- حين أصرَّ على إنفاذ بعثه بعد وفاة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وقد أثمرت هذه الثقة خيرًا كثيرًا، فنفذ أسامة-رضي الله عنه- التكاليف بدقة، وحقق الأهداف كاملةً من غير أن يصاب أحدٌ من جنده بأذى مع ما جلبوا من غنائم وفيرة، فكان بعثه-رضي الله عنه- أسلمَ وأغنمَ بعْثٍ عرفه تاريخ الجهاد الإسلامي.

وقد رأينا هذه الصورة من الثقة كذلك في موقف خالد بن الوليد مع البراء بن مالك-رضي الله عنهما- أثناء قتال بني حنيفة، أتباع مسيلمة الكذاب، إذ تحصن هؤلاء في حديقة الموت، وظلوا يمطرون المسلمين بنبالهم وسهامهم، فإذا بخالد يستنفرلهم البراء، وهو من أصغر الجند قائلاً له: (إليهم يا فتى الأنصار).

ففجرت هذه الكلمة-المفعمة بالثقة- في البراء طاقات هائلة مذخورة في نفسه، فصاح بأعلى صوته: (يا أهل المدينة، لا مدينة لكم بعد اليوم، وإنما الله والجنة). ثم استرسل، وهو في عنفوان حماسه: (ضعوني على الترس، واحملوني على الرماح، وألقوني إليهم)

ففعلوا.. وإذا بالأعداء يفاجأون به، وكأنه صاعقة إلهية انقضَّت عليهم من السماء، ثم يسرع إلى باب الحديقة محاولاً فتحه، فيحدقون به من كل جانب تتناوشه سيوفهم فى رقابهم، وتُتوَّج هذه البطولة الرائعة بالنصر المؤزر المبين؛ ببركة الثقة في هذا الجندي الصغير.

الثقة بين الأفراد (عمومًا):

فالأصل في كل من ينتمي إلى فريق المؤمنين أنه أهل دين والتزام وخير وصلاح، وأنه أهل للثقة فيه والاطمئنان إليه، وقد أخذ المنافقون على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه يصغي لكل من يحدثه، ويصدقه فيما يقول، ففضحهم الله في كتابه، وأثنى على ثقة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المؤمنين فقال تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (التوبة:61)

وقد سجل تراثنا الخالد كثيرًا من المواقف التي تؤكد هذه الصورة من الثقة: فعندما نزلت آيات تحويل القبلة مر رجل من المسلمين على جماعة يصلون في أحد مساجد المدينة، فصاح قائلاً: (أشهد أني صليت العصر الآن مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- إلى بيت الله الحرام في مكة).

فما إن فرغ من كلامه حتى ماج المسجد بحركة تحول ودروان عجيبة من الإمام، وممن معه من المصلين رجالاً ونساءً وولدانًا، وهم ما زالوا في صلاتهم، ولم يصبروا حتى يفرغوا منها، ثم يستبرئوا الخبر ويستيقنوه، ويتبينوا صدق الراوي، بل افترضوا جميعًا الثقة في هذا القائل، رغم أنه مجهول لهم في تلك اللحظة، ورغم أن الأمر يتعلق باستقبال القبلة، وهو شرط لصحة الصلاة كما هو معلوم، ولا تثريب عليهم إن أتموا صلاتهم، دون تحول.. ولكنهم أبَوا إلا أن يقدموا هذا الأنموذج الفذّ في الثقة بين المسلمين، مع ما فيه من حسن امتثالهم لأمر الله، دون تلعثم ولا تردد. فرضي الله عنهم أجمعين.

وإذا نظرنا إلى هذا النبع الفَيَّاض من سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- نجده قد تكوّن في معظمه بهذه الصورة من الثقة بين المسلمين. فالتلقي من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أولاً، ثم التناقل بين الرواة ثانيًا، إنما تحاكمهما هذه الثقة، وقد قال البراء بن عازب-رضي الله عنه-: (ما كل الحديث سمعناه من رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، كان يحدثنا أصحابه عنه). وقد صارت كلمة ثقة، وصفًا لناقل الحديث إذا عرف بصدقه وأمانته، مع حفظه وتثبته.. فحينئذ يكون أهلاً لهذه الثقة، ويستقبل نقله بالاطمئنان والقبول.

وحين وقعت حادثة الإفك التي تعرضت لشرف الصدّيقة ابنة الصديق، عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-، ألقى القرآن باللوم الشديد بل وبالوعيد الأكيد على المتورطين فيها؛ حتى يرد المجتمع المسلم إلى أصل الثقة المراد تقريره فيه وتأكيده.. فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (النور:11).

فكيف ثار ظن السوء في أهل الصلاح والطهارة ابتداءً دون أن تمنعه الثقة، وكيف سار بين الناس بعد ذلك دون أن تئده الثقة في مهده كذلك، ثم ينبه القرآن إلى ما كان ينبغي أن يكون عليه التصرف في هذا الموقف، انطلاقًا من قاعدة الثقة بين المؤمنين: ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ (النور:12).

ومعلوم مما ذكر، أن هذه الثقة إنما نتعامل بها مع أهل الإيمان والصلاح والخير، وهذا لا يعني أن ننخدع بمسلك المخادعين والمتلونين من غيرهم، بل علينا أن نتبنى المبدأ العملي الحكيم في التعامل مع عموم الناس:(لست بالخب، ولكن الخب لا يخدعني).

عوامل تنمية الثقة:

مما يدعم الثقة في هذا الطريق حاجة البشرية جمعاء لدعوة الإسلام لتنقذه من هذا الشقاء وتلك الحيرة بعد انهيار كل الأنظمة البشرية والمبادئ الأرضية.

1. فلا بد أن تتوفر في الإدارة صفات المدير القدوة في العمل الجماعي من حسن خلق وتواضع ولين جانب وإيثار وحزم وعدل وشورى.

2. معاملة الجميع على قدم المساواة لا فرق بين أحد وأحد فكلهم إخوة متساوون في الحقوق والواجبات.

3. ألا ننسى أننا بشر، والبشر يخطئ ويصيب، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، شريطة ألا يكون الخطأ منهجًا نعيش به.

4. الالتزام بالقواعد والسلوكيات اللازمة للتعامل بين المدير والطلاب من احترام الطالب لمديره واستماع المدير لطالبه عند إبداء رأيه ولو كانت نقضًا لرأيه أو عمله ما دام ذلك يتم دون تجاوز، ويجب عليه النزول على رأي الطلاب إذا تبين فيه الصواب وذلك يزيد من الثقة بينهما.

5. العمل بمبدأ الشورى، خاصة في الأمور التي تتعلق بتنفيذ الطلاب لمهمة ما هم طرف رئيسي فيها والالتزام بما أفرزته الشورى من قرارات.

6. التأكيد دائمًا أن حسن الظن بالآخرين ومنع أي بادرة لسوء الظن فإن ذلك يؤدي إلى اهتزاز الثقة بين الإدارة والطلاب وبين الطلاب وبعضهم بعضًا، فضلاً عن أن اجتناب الظن السيئ طاعة لأمر الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم...).

ملامح الثقة:

1. التسليم للأمر مع بيان وجهة النظر

2. وضع حياته تحت تصرف الدعوة

3. الاستعداد لقبول رأي القيادة في ترجيح المصالح

4. افتراض صواب القيادة

5. لا يردد ولا يتجاوب مع الشائعات

6. يأخذ بأسباب الرد على الشائعات

7. نقده بناء ويقدم المقترحات

8. مستواه جيد من السمع والطاعة

9. علاقاته بالهيئات والأفراد مرتبطة بمصلحة الدعوة

10. يُنزل الكبار من رجال الدعوة منازلهم ويقدمهم ويظهر الاحترام لهم

11. يداوم على الدعاء للقيادة

12. يحمل كلام إخوانه على أفضل المحامل ولا يظن بهم إلا خيرا

13. عدم السؤال عن العلل إذا أخفيت

كيف أعالج خلل الثقة؟

1- المصارحة والوضوح ومواجهة أسباب الخلل

2- ملاحقة المشككين والمحطمين للثقة بسرعة مراجعة الأوضاع، ومعالجة القصور ومحاسبة المدعي

3- نحن جماعة مستهدفة، فلا بد من إعلاء حسن الظن، وسلامة الصدر حتى لا تفتك بالركن الشائعات والافتراءات

4- حسن اختيار القيادات وتوقيفهم على واجباتهم وأداء دورهم (التعرف على اللوائح)

5- تفعيل الشورى والمؤسسية داخل الصف

6- مراجعة آليات اتخاذ القرارات

7- أن يعتبر كل مسئول نفسه قدوة ينظر إليه الأفراد

8- الإعداد والتأهيل الجيدين لكل من المسئول والنقيب

9- مراجعة أداء المسئولين والتقويم الدائم والدوري لهم

10- التأكد والتثبت من صحة ومصدر المعلومات

11- شيوع روح الاحترام بين الأجيال الدعوية

ملاحظات مهمة:

1. الثقة لا تأتي بالمطالبة والمحاضرة، ولكن من خلال إعطاء القائد مهر الثقة، والذي يولد شعور الجندي بكفاءة قيادته، وجدارته، وحكمته من خلال الاحتكاك، والممارسة.

2. القاعد عن العمل، والاحتكاك اليومي، لا يحق له أن يناقش في كفاءة القائد؛ لأن الكفاءة ليست ادعاء، ولكنها عمل، ونحن جماعة لا يصح العمل إلا بالمشاركة، وعندها تتضح ملامح الثقة.

3. من الإيمان: الطاعة والثقة..

قوم يرون الحق نصر أميرهم      ويرون طاعة أمره إيمانًا

ولذلك يسوغ من أجلها اتهام العقل عند اختلاف الاجتهاد، والضغط على القلب عند نداء الراغبات؛ حفظًا لهذا الإيمان من أن ينثلم.. يقول البخاري: "الإيمان يزيد وينقص". فمِن ثَمّ تلك الطاعة والثقة تزيد مع زيادته.

4. لكل عمل فترة ولكل عمل شره" رواه أحمد.. ومن هنا وجب فحص القلب عند قلة الثقة، ونقص الطاعة، ولذلك يقول الجنيد: "انظر ماذا خالط قلبك" فهي أخلاط وشوائب تعكر الصفاء.

5. ومن صفات الحر: حفظ الجميل.. يقول الشافعي: الحر من راعى وداد كلمة أو انتمى لمن أفاده لفظه، وهذه الدعوة علمتك دهرًا معنى الوداد وأفادتك الكثير.

6. نحن نحرص في قيادتنا على الأخلاق، والعفة، والطهارة، قبل شرط العلم والكفاءة.. يقول الشاعر:
سكن الدعاة إلى أمير سلامه         عف الضمير مهذب الأخلاق
أعطته صفقتها الضمائر طاعة قبل الأكف بأوكــــد الميثاق
والخلق تقوى، والتقوى باب الوعي يتعلم بها الساذج ويلهم الصواب.
وهو واجب مزدوج، شعاره قيادة تسبق وداعية يطيع.

7. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة (رواه مسلم). والعمل مَعين الثقة، مثل: المعسكر الذي تسوده البطالة يجيد المشاغبات.
وعند القعود يكثر تحريش الشيطان.. عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم" (رواه مسلم).