قتل 4 مدنيين، اليوم السبت، جراء قصف روسي استهدف الريف الغربي لمحافظة حلب الواقع ضمن منطقة "خفض التصعيد"، ونزح نحو 13 ألف مدني شمالي سوريا، رغم وقف إطلاق النار.

وأوضح مرصد مراقبة الطيران التابع للمعارضة أن مقاتلات روسية شنت، فجر السبت، غارات على منطقة دارة عزة وقرى تابعة له،.

وأفادت مصادر بالدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، بمقتل عائلة مؤلفة من أب وأم وطفلين جراء أربع غارات من الطيران الحربي، استهدفت مكان إيوائهم بعد منتصف الليل في جمعية باله في ريف حلب الغربي.

وقال مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: إن مقاتلة روسية قصفت مدينة الأتارب وقرى عنجارة وكفر ناها والقاسمية بريف حلب الغربي.

وأفادت مصادر في الدفاع المدني لمراسل الأناضول، بأن امرأة وطفل قتلوا في القصف على قرية كفرناها.

وفي سماء ريف حلب الغربي، يحلق طيران الاستطلاع التابع للنظام وحلفائه، بشكل كثيف.

وبحسب معلومات حصلت عليها "الأناضول" من جمعية "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، فإن 12 ألفًا و884 مدنيًّا نزحوا من قرى وبلدات ريف حلب الغربي هربًا من القصف.

وتوجه النازحون الذين يشكلون ألفين و386 عائلة، إلى المناطق الحدودية مع تركيا التي امتلأت خلال الأسابيع الماضية بالنازحين بعد أن شهدت المنطقة تصعيدًا كبيرًا.

وفي السياق ذاته رصدت كاميرا "الجزيرة مباشر" الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها السكان والنازحون في قرية "كفتين" بريف إدلب الشمالي في سوريا.

واشتكى النازحون من عدم وجود الخدمات الأساسية، وعدم تمكنهم من توفير التدفئة لعائلاتهم، وحرمان أطفالهم من الالتحاق بالمدارس منذ سنوات، فضلاً عن تردي أوضاع الطرقات الطينية وضيق المساحة التي يعيشون فيها.

كما تخلى عدد من النازحين عن بطاطينهم حتى يغطوا خيامهم لتقيهم الأمطار.

وقال "أبو محمد"، أحد النازحين: إنه نزح مع عائلته 3 مرات منذ أكثر من عامين بسبب قصف قوات النظام والطيران الروسي، ووصف أوضاع النازحين بأنها "مأساوية"، فضلاً عن تعرض العديد من الأطفال لخطر الجفاف بسبب قلة الطعام، مناشدًا الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية التدخل لوقف القصف المستمر الذي يتعرضون له.

وتساءل أبو محمد: "أين الدول العربية والإسلامية؟ هل الشعب السوري غير مسلم؟ انظروا لنا نظرة واحدة. لا نريد سوى إيقاف القصف"، مضيفًا: "نشتكي إلى الله".

ويحيط بقرية كفتين عدد من المخيمات العشوائية التي يقطن بها المئات من الأسر التي نزحت بسبب قصف قوات النظام ريف إدلب الشرقي ومدينة معرة النعمان.

وقال عضو في المجلس المحلي: إن المجلس عاجز عن تقديم الخدمات الأساسية للنازحين بسبب كثافة حركة النزوح الأخيرة وأعدادهم الضخمة واحتياجاتهم الكبيرة، فضلاً عن عدم استجابة المنظمات الخيرية لنداءاتهم.

من جهتها، قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه: إن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب فشل في حماية المدنيين، وأضافت أن من المفجع استمرار مقتل مدنيين يوميًا في قصف صاروخي من الجو والبر.

وأشارت أيضًا إلى أن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال فروا منذ ديسمبر الماضي إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا، عقب هجوم قوات النظام بدعم روسي على إدلب.

وأكدت المنظمة الأممية أن أكثر من 1500 مدني، بينهم أكثر من سبعمائة من النساء والأطفال، قتلوا جراء التصعيد على إدلب بين أبريل العام الماضي ويناير الحالي.

والأربعاء، قتل 15 مدنيا وجرح 50 آخرين، في قصف للنظام السوري على المنطقة شاركت فيه طائرات حربية روسية.

والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أنّ الجانبين التركي والروسي اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، اعتبارا من الساعة (00:01) بالتوقيت المحلي من الأحد الماضي.

وأشار البيان إلى أنّ وقف إطلاق النار يشمل الهجمات الجوية والبرية؛ بهدف منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، ولتجنب حدوث موجات نزوح جديدة وإعادة الحياة لطبيعتها في إدلب.

والخميس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وقف إطلاق نار بدأ الساعة 14:00 (بالتوقيت المحلي) في محافظة إدلب السورية، إلا أن قوات النظام وحلفائه واصلت هجماتها البرية والجوية على المناطق المأهولة في قرى وبلدات بإدلب.