اعتقلت قوات الاحتلال، ظهر السبت، سيدة فلسطينية (50 عامًا) من باب العمود بالقدس المحتلة، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن.

وذكر شهود عيان أنهم فؤجئوا بجنود الاحتلال يعتدون على المرأة بالضرب ويطرحونها أرضًا، عند غرفة المراقبة في باب العمود.

وأضافوا أن الجنود وضعوا القيود في يدي المرأة، قبل اقتيادها واعتقالها من باب العمود، ثم نقلوها بسيارة الشرطة الصهيونية.

وسادت حالة من الاستنفار بين قوات الاحتلال خلال اعتقال السيدة، وأغلقوا بوابتي العمود والساهرة بالسواتر الحديدية، ومنعوا المواطنين الخروج أو الدخول عبرهما.

يذكر أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال اقتحمت الحرم القدسي بعد صلاة الفجر، أمس الجمعة، واعتدت بوحشية على المصلين لدى خروجهم من المسجد الأقصى وقبة الصخرة، في محاولة لإخلاء الحرم من المصلين.

وتابعت الشرطة أن قائد شرطة الاحتلال في منطقة القدس، دورون يديد، أصدر أوامر بتفريق المصلين، وقال: إن "شرطة الاحتلال لن تسمح بأعمال شغب وخرق النظام العام في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، وستعمل من أجل منع كافة أعمال الشغب أو الهتافات على خلفية قومية"، على حد زعمه.

وشارك عشرات الآلاف فجر أمس الجمعة بحملة "الفجر العظيم" وأداء صلاة الفجر في المسجد الاقصى ومعظم المساجد خاصة المركزية في قطاع غزة، وذلك نصرة للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي بالخليل.

فيما أصيب مصلون بالأعيرة المطاطية ورضوض بعد اعتداء قوات الاحتلال عليهم في ساحات المسجد الأقصى خلال تفريغه من المصلين.

وذكر شهود عيان أن نحو خمسة مصلين أصيبوا بالأعيرة المطاطية وآخرين برضوض وكدمات خلال اعتداء قوات الاحتلال عليهم.

واقتحمت قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى، ولاحقت المصلين ومنعتهم من الحضور بالساحات.

وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على المصلين خلال اقتحام ساحات الأقصى، وأطلقت نحوهم الاعيرة المطاطية.

كما اعتقلت القوات أحد المصلين عند خروجه من إحدى بوابات المسجد الأقصى، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.

وشارك الآلاف من المصلين في أداء صلاة فجر أمس الجمعة، تلبية لدعوة حملة "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى للأسبوع الثاني على التوالي.

وكانت حركة حماس دعت قبل أيام أهالي قطاع غزة إلى النفير العام وأداء صلاة فجر امس الجمعة في المساجد تلبية لنداء أهل مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية ضمن حملة "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي اللذين يدنسهما الاحتلال.

وقال القيادي في حركة حماس بخانيونس حماد الرقب: إنّ "حملة الفجر الكبرى انطلقت في كافة مساجد قطاع غزة؛ وهي استجابة لنداء أهلنا في مدينتي الخليل والقدس المحتلتين، الذي طالبوا بالتوجه للمسجدين الإبراهيمي والأقصى، وأن كل الإجراءات  لمنع الوصول إليهما مرفوضة".

وشدَّد الرقب على أننا "لن نتخلى عن مسجدنا الأقصى ومدينة خليل الرحمن، ولا عن أي مسجد آخر".

وأكد أن هذه الهبة الجماهيرية هي نصرة للدين وللمقدسات، وأن البشريات قادمة لا محال، وسندخل المسجد الأقصى فاتحين، وأن هذه الأرض ستكنس محتلها؛ المستقبل لنا ولديننا وقضيتنا.

وأشار إلى أن غزة في هذه الليلة تعطي إشارة التكاتف مع أهلنا في الخليل والقدس أنكم لستكم وحدّكُم، وأن ما قامت به الجماهير فجًرا هو رسالة للعالم ودفعة قوية لكل المراقبين لقضيتنا أن الفلسطينيين أشداء، أقوياء، ولم ولن يتنازلوا عن أملهم في العودة لديارهم.

في سياق متصل، حذرت شخصيات مقدسية وإسلامية من مغبة اقتحام قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وإطلاق الأعيرة المطاطية نحوهم، مثلما وقع فجر أمس الجمعة.

وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لصفا: "ننظر بعين الخطورة لاقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى، بعد حملة فجر الكرامة الذي دعا إليها الناس لأداء صلاة فجر الجمعة، للأسبوع الثاني على التوالي".

وأضاف أنه "من الطبيعي أن يتواجد الناس داخل مسجدهم لأداء صلاتهم في المسجد الأقصى، ومن غير الطبيعي اقتحام قوات الاحتلال المسجد، والاعتداء على المصلين الآمنين، الذين أتوا لأداء صلاة الفجر بمسجدهم".

ولفت إلى واجب شدّ الرحال للمسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر وكافة الصلوات، لأنه تنفيذ لسنة الرسول محمد عليه السلام.

وبين الكسواني ضرورة شدّ الرحال الى المسجد الأقصى، وخاصة أنه يتعرض لحملة مسعورة من الاحتلال في تهويده واستهدافه.

من جانبه، قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين: "إن الدعوة إلى حملة الفجر العظيم والكرامة هي حملة طيبة ومباركة، لأنها تذكر وتدعو المسلمين إلى إعمار بيوت الله والمساجد وخاصة المسجد الأقصى والمسجد الابراهيمي، اللذين تعرضا لاعتداءات مباشرة من الاحتلال الاسرائيلي".

وأضاف أن "حملة الفجر دعوة إيمانية ونبوية، فقد دعانا النبي عليه الصلاة والسلام للصلاة جماعة في المسجد، فما بالك بالمسجد الأقصى الذي يتضاعف فيه ثواب الصلاة والمسجد الإبراهيمي".

في السياق ذاته، دعا مفتي القدس الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه والقدس والمسجد الإبراهيمي في الخليل.

ووجَّه تحية لجميع الذين شدّوا الرحال إلى المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي الشريف لأداء صلاة فجر وسائر الأيام، وأشار إلى أن هذا الجهد والعبادة والوقفة الإيمانية تستوجب وتستدعي شكر القائمين عليها من سائر أنحاء فلسطين.

وتطرق إلى قضية الأسرى والاهتمام بهم وحيَّاهم على صبرهم وصمودهم، ودعا إلى وجوب العناية بهم ومناصرتهم والوقوف معهم.

وتحدث المفتي عن الاستيطان ومصادرة الأراضي والاعتداءات على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وعلى سائر الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل.

وأشار إلى مصادرة أراضي واسعة من الغور لإنشاء محميات طبيعية، حسب زعم الاحتلال.

ودعا المفتي إلى الصمود والصبر والرباط وإعمار الأرض والمساجد، والوحدة وتوحيد الصف والكلمة.

ميدانيا، أصيب 13 فلسطينيا بجراح بعد ظهر أمس الجمعة بمواجهات مع الاحتلال في كفر قدوم قرب قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب له أن "طواقمه تعاملت مع 13 إصابة منهم 3 مطاط و10 غاز تم علاجهم ميدانيًا".

وتندلع المواجهات في كفر قدوم بشكل أسبوعي عقب مسيرة تخرج كل يوم جمعة؛ تنديدًا بإجراءات الاحتلال ومساعي للسيطرة على الأراضي الفلسطينية.