الأناضول:
كثف الاحتلال الصهيوني من اعتداءاته على الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة وقطاع غزة، من خلال استمرار عمليات القصف وتشديد الحصار على القطاع، وتكثيف عمليات الهدم للمنازل في القدس والضفة الغربية؛ تطبيقاً لـ"صفقة القرن" ومخطط "الضم" الاستعماري.

لا يمر يوم على قطاع غزة بدون عمليات قصف أو توغل، وقد أدار الاحتلال حتى الآن ظهره لكل المطالبات الدولية بوقف العدوان ورفع الحصار، بل إن الاحتلال أمعن في حصاره من خلال حتى منع الوقود مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن كافة مناطق قطاع غزة بعد توقف محطة توليد الكهرباء الرئيسة عن العمل، يوم الثلاثاء الماضي، بسبب توقف إمدادات الوقود للأسبوع الثاني على التوالي.

المرافق الصحية والبيئية في أزمة
وقد اشتدت حلقات الحصار على مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، وباتت حتى مياه الشرب لا تصل للمواطنين بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقف آبار المياه ومضخاتها عن العمل، وشوهدت طوابير الأطفال والنساء في مناطق عديدة في غزة وهم يحاولون الحصول على المياه للشرب أو الاستهلاك المنزلي.

تقول الحاجة مريم عودة، من سكان شمال قطاع غزة، لـ"المجتمع": إن المياه مقطوعة عن المنزل منذ أسبوع، وإنها هي وبقية أفراد عائلتها يكابدون للحصول على الماء في ظل حرارة الصيف المرتفعة، لقد عدنا للعصور الحجرية بسبب هذا الاحتلال المجرم الذي يقطع عنا الكهرباء والماء وحليب الأطفال والوقود.

وتابعت: لماذا العالم يصمت على هذه الجريمة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى؟! هناك مرضى يعيشون على الأكسجين ولا تتوفر الكهرباء، باتت حياتنا صعبة في غزة، لكن لن يكسروا إرادة الصمود والثبات التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال المجرم.

بدوره، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان، في بيان له حصلت "المجتمع" على نسخة منه: إن أزمة النقص في الكهرباء طالت خدمات أساسية تقدمها البلديات في قطاع غزة، التي تعاني من أزمات مالية وضعف قدرتها على توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية لسد العجز في التيار الكهربائي.

وتحرم هذه الإجراءات السكان من الحصول على مياه الشرب، خاصة وأن الأزمة تتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أعلنت البلديات أن جدول توصيل مياه الشرب يشهد عدم انتظام وصعوبة في توصيلها إلى المنازل، كما توقفت محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية، حيث تضطر البلديات إلى ضخ مياه الصرف الصحي إلى شاطئ البحر من دون معالجة.

آثار كارثية

وحذر المركز من الآثار العميقة لتشديد الحصار على مجمل القطاعات الخدمية والاقتصادية، لا سيما قطاع الصحة وخدمات المستشفيات، وخدمات المجالس البلدية، التي أصبحت تواجه صعوبات في تقديم الخدمات وستسبب الأزمة في خسائر لأصحاب المنشآت التجارية والصناعية، التي تضاعفت كلفة إنتاجها، علاوة على الأثر السلبي على توفر السلع والمواد الأساسية وأسعارها في السوق المحلية في حال استمر الحصار المشدد.

وكان الاحتلال الصهيوني قد اعترف بنشوب 300 حريق في مستوطنات غلاف غزة بسبب البالونات الحارقة، متوعداً برد مؤلم ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، وينفذ الاحتلال للأسبوع الثاني على التوالي غارات جوية على القطاع أدت لإلحاق أضرار جسيمة بممتلكات الفلسطينيين.

هدم في القدس والضفة الغربية

بالتوازي مع عمليات التصعيد المتواصلة في قطاع غزة، واصل الاحتلال سياسة هدم المنازل والاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس، حيث أشارت تقارير حقوقية بتصاعد كبير في عمليات الهدم التي طالت، كما تقول تقارير حقوقية، 650 منزلاً في القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري، منها ما هدم ومنها من تسلم أصحابها إخطارات بعملية الهدم.

ويؤكد مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ"المجتمع" أن الاحتلال الصهيوني يسابق الزمن في تهويد المدينة المقدسة، وهو يحاول تفريغ المدينة المقدسة من سكانها، لافتاً إلى أن الحريق الذي اشتعل في المسجد الأقصى، في 21 أغسطس 1969، ما زال مشتعلاً من خلال استمرار الحفريات والاقتحامات لباحاته من قبل المستوطنين.

وأوضح خاطر أن مجزرة حضارية وتاريخية ترتكب في القدس من خلال محاولة تزوير تاريخها وهويتها العربية والإسلامية، مبيناً أن ثلث منازل القدس على قائمة الهدم، موجهاً نداء صرخة للعالمين العربي والإسلامي لإنقاذ القدس من عمليات التهويد والاستيطان، والحرب الشرسة التي تتعرض لها بهدف السيطرة عليها بشكل كامل.