بعد أن انتقده العلماء والناشطون مطالبين بمحاكمة شوقي علام، مفتي الدماء في مصر، لأنه بتصريحاته الأخيرة منح الإسلاموفوبيا غطاء، وحرّض ضد مسلمي أوروبا.
غير أنه وقبل اليوم الثلاثاء حاولت دار الإفتاء التي يراسها "علام" تجليه موقفه من خلال بيانا لتوضيح مقصده من التصريح فزادت الطين بلة وقالت: "نحن درسنا هذه المسألة في 2016، وجدنا أن أعداد الأوربيين في تنظيم داعش يتزايد إلى أن وصل إلى ما يقرب من 50 % من المسلمين". بل واتهمت "المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا بتفريخ الإرهاب"!

وقالت دار الإفتاء الموسومة بالعسكرية: "تفاقم قضية الإسلاموفوبيا، أهم أسبابها نشاط المراكز الإسلامية المتطرفة، حيث تمولها تركيا وتسيطر على مساجدها وتوجهاتها في أوروبا ضمن مخطط أردوغان لإعادة الاعتبار لتركيا التوسعية فأصبحت تلك المراكز حاضنة لتفريخ الإرهاب في الغرب".

انتقادات للزلة
واعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني في مداخلة متلفزة تصريحات المفتي شوقي علام بالزلة، وأن كلام مفتي مصر يضع مسلمي أوروبا بدائرة التخويف والتحريض، ويجعل النظر إليهم على أنهم قنبلة وخطر على غيرهم". وقال "للأسف خطأ كبير أن يقع رجل بمثل هذه الصفة والمنصب في زلة كهذه، وعليه أن يعتذر".

أما الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فرد على مفتي مصر شوقي علام، إثر اتهامه مسلمي أوروبا بالتطرف والانتماء إلى تنظيم الدولة، ومطالبته الغرب بإعادة النظر في المراكز الإسلامية ببيان شديد اللهجة، بعدما زعمت دار الإفتاء المصرية، في بيان، الثلاثاء، أن تصريحات المفتي "شوقي علام" عن كون 50% من الجيل الثاني والثالث من المسلمين الأوروبيين أعضاء في تنظيم "الدولة"، جرى تحريفها.

وتحت عنوان "نحتاج التقوى قبل الفتوى" أدان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، تصريحات شوقي علام مشيرا إلى أن تصريحاته الأخيرة "تعكس وضع المؤسسات الدينية في مصر في عهد غياب القانون وسيادة العسكر، وأنها تحولت إلى جهاز وظيفي يخدم دولة لا قضية".

وعلى "فيس بوك" قال "القرة داغي" إن وظيفة المفتي بيان الحق لا أن يكون لسان كذب وتقارير مخابراتية.. وظيفة المسلم أن يكون عونًا للمسلمين في الغرب ولا يكون عونًا لليمين المتطرف، موضحًا أن ما قاله المفتي هو صدى لما قاله السيسي في ألمانيا من تحريض على المساجد".

والأسبوع الجاري، قال "شوقي علام" إن 50% من الجيل الثاني والثالث من المسلمين الأوروبيين أعضاء في تنظيم "الدولة"، وهي تصريحات اعتبرها ناشطون ومرجعيات دينية، حربا على الإسلام، ودعما لتصريحات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

واتفق المفتي علام مع "ماكرون" وهو يتحدث في خطاب له، الجمعة قبل الماضية، عن "إعادة هيكلة الإسلام"، وقال إن "الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم"، وعلى باريس التصدي لما وصفها بـ"الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية".