هددت الأسيرات الراسفات في سجن "الدامون"، والبالغ عددهن 37 أسيرة، بالبدء بخطوات تصعيدية ضد إدارة المعتقل؛ احتجاجا على ظروفهن المعيشية والاعتقالية الصعبة والقاسية.

وأفادت هيئة شئون الأسرى والمحررين، مساء الجمعة، أن الأسيرات تقدمن بمجموعة من المطالب إلى إدارة المعتقل منذ مدة طويلة، لكنها تماطل في النظر بها أو تنفيذها.

وتتلخص مطالب الأسيرات في إزالة كاميرات المراقبة من ساحة "الفورة"، والسماح لهن بإجراء مكالمات هاتفية مع الأهل، في سياق انقطاع الزيارات بادعاء ظروف جائحة "كورونا".

وطالبت الأسيرات بإيجاد حل لقسم المعبار في سجن "الشارون"، حيث تحتجز فيه الأسيرات الموقوفات بظروف سيئة ولا إنسانية، وإصلاح المرافق التالفة في القسم، خاصة ساحة المعتقل، وطلاء أرضيتها بمادة مناسبة لمنع التزحلق.

كما طالبت الأسيرات بتقديم العلاج الطبي للمريضات منهن، كالأسيرة إسراء جعابيص المصابة بحروق وبحاجة لعدة عمليات، وأمل طقاطقة المصابة بخمس رصاصات وبحاجة لإجراء عملية لإزالة البلاتين من ساقها، والأسيرة إيمان الأعور التي تعاني من تضخم في الأوتار الصوتية، وروان أبو زيادة التي تعاني من أوجاع في الرقبة والمعدة.

وأكدت الهيئة، في بيانها، أن الأسيرات بدأن بهذه الخطوات -اليوم- بإعادة وجبة العشاء، وسيتخذن مزيدا من الخطوات التصعيدية التدريجية خلال الأيام المقبلة في حال واصلت الإدارة تعنتها بالنظر في أبسط حقوقهن الحياتية.

انتهاكات بحق الأسيرات

فيما تتعرض الأسيرات الفلسطينيات، منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال للضرب والإهانة والسب والشتم، وتتصاعد عمليات التضييق عليهن حال وصولهن مراكز التحقيق.

ويمارس المحققون بحقهن جميع أساليب التحقيق، سواء النفسية منها أو الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع، دون مراعاة لأنوثتهن واحتياجاتهن الخاصة.

وتحتجز الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون الذي أقيم في عهد الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، بحيث تم عند تشييده مراعاة توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان، وبعد عام 1948 وضع الاحتلال يده عليه، وحوله إلى سجن، وأغلق هذا السجن لمدّة زمنية قصيرة حيث تم إعادة فتحه عام 2001.

حماس تحيي انتصار الأخرس

وفي سياق مواز قالت حركة "حماس"، الجمعة: إن الأسير الفلسطيني، ماهر الأخرس، "فرض إرادته على المحتل المتغطرس".

وعلق الأخرس إضرابه عن الطعام الذي استمر 103 أيام، بعد اتفاق مع السلطات الإسرائيلية يقضي بإطلاق سراحه في 26 نوفمبر الجاري، في انتصار على السجان.

وقال الناطق باسم "حماس" حازم قاسم، في بيان له: "قدم الأسير الأخرس النموذج الأوضح على قدرة الفلسطيني على فرض إرادته على المحتل المتغطرس، وعجز المحتل عن هزيمته حتى في ظروف الاعتقال والسجن".

وأضاف: "هذه الحالة النضالية العظيمة التي قدمها ماهر الأخرس، هي امتداد لمسيرة النضال المتواصلة التي يخوضها شعبنا لانتزاع حقه في الحرية والعودة". ولفت إلى أن "إضراب ماهر الأخرس، دليل جديد على إجرام المحتل والسجان الصهيوني، وانتهاكه لكل القوانين والأعراف الدولية، خاصة فيما يعرف بالاعتقال الإداري".

والأسير الأخرس (49 عاما)، من بلدة سيلة الظهر في جنين (شمال الضفة)، وشرع في إضرابه منذ تاريخ اعتقاله في 27 يوليو 2020؛ رفضا لذلك. ولاحقا، حوّل الاحتلال الأسير الأخرس إلى الاعتقال إداريًّا (دون تهمة أو محاكمة) 4 أشهر، رفضت خلالها محاكم الاحتلال الإفراج عنه رغم تدهور وضعه الصحي.