شنت قوات الاحتلال الصهيوني، ليلة وفجر اليوم الأربعاء، حملة دهم وتفتيش واعتقالات، طالت مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة.

ففي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الأربعاء، 4 مواطنين، من بينهم سيدة، خلال عمليات دهم واقتحام نفذتها في بلدة كوبر. وأفادت مصادر محلية من كوبر، أن عملية الاعتقال طالت كلا من: وائل الطقز، وشادي محمود زيبار، ومحمد يوسف زيبار، ومحمود يوسف زيبار، وزوجة المواطن رائد زيبار.

وفي مدينة البيرة، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، الشاب أيمن أبو سريع، خلال اقتحامها لحي "أم الشرايط".

وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، خمسة شبان خلال مداهمات نفذتها في مخيم الفوار، وبلدة سعير جنوب شرق الخليل. وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال داهمت مخيم الفوار جنوب المدينة، واعتقلت ثلاثة شبان، وهم: جواد زياد اهديب، وإبراهيم علي أبو وردة، وحسن أكرم زغموت، بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها.

وداهمت قوات الاحتلال بلدة سعير شرق الخليل واعتقلت الشاب علي موسى جردات، وفتشت منزلي ذويه وشقيقه شادي، وعبثت بمحتوياتهما. وفي الداخل الفلسطيني المحتل، اعتقلت الشاب معتصم يوسف ماضي (28 عاما) وهو من مخيم العروب.

استشهاد الأسير المريض

وفيما يخص ملف الأسرى استشهد -مساء اليوم الثلاثاء- الأسير المريض بالسرطان، كمال أبو وعر (46 عاما)، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 وقال مكتب إعلام الأسرى: إن استهتار الاحتلال بإصابة أبو وعر بفيروس كورونا أثناء نقله من سجن "جلبوع"، وتعافيه في وقت لاحق، يؤكد تعرضه لسياسة الموت البطيء التي تمارسها إدارة السجون.

وعانى الشهيد أبو وعر في الأيام الأخيرة من مضاعفات طرأت على حالته الصحية، وأوجاع حادة في الرقبة والرأس، وهزال عام، كما فقد الكثير من وزنه، وقد تجاهل الاحتلال جميع المناشدات المطالبة بإطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي الصعب.

وقبل حوالي ثلاثة أسابيع نُقل الأسير أبو وعر إلى مستشفى "أساف هروفية"، وهناك خضع لعملية لوضع أنبوب مخصص للتغذية يدخَل عبر فتحة جراحية في المعدة. وكشف عن إصابة الأسير أبو وعر بالسرطان في الحنجرة والحلق نهاية العام الماضي 2019، وقد خضع لجلسات العلاج الإشعاعي بعد إهمال طبي مقصود من إدارة سجون الاحتلال.

وكان الأسير قبل استشهاده فيما تسمى "عيادة سجن الرملة" أو ما يسميها الأسرى "المسلخ"، في ظروف اعتقالية قاسية وغير إنسانية. والشهيد أبو وعر (46 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين، ومعتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن 6 مؤبدات و50 عاما، وكان واحدًا من عشرات الأسرى المصابين بأمراض سرطانية مختلفة. وباستشهاد أبو وعر يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 226.

زيادة الإصابة بكورونا

كما أفادت جمعية واعد للأسرى والمحررين مساء  الثلاثاء، بتسجيل ثلاث إصابات جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف الأسرى بسجن "جلبوع"، لترتفع حصيلة الإصابات لهذا اليوم إلى 11 إصابة، سُجلت في قسمي 1 و4. وأوضحت جمعية واعد أن العدد الكلي للأسرى المصابين بكورونا ارتفع إلى 123 منذ تفشي الوباء، أكثر من 100 منهم في سجن جلبوع.

وكانت إدارة السجن أغلقت المعتقل بأقسامه كافة، وأعلنته منطقة "حمراء"، وأخذت العديد من العينات لأسرى في عدة أقسام، حيث تبين إصابة 8 أسرى جدد بالفيروس، تم نقلهم وحجرهم في قسم رقم 3 الذي خصص في وقت سابق للحجر والعزل، بعد إصابة أكثر من 90 أسيرا بالفيروس. ويواجه الأسرى في سجن "جلبوع" أوضاعًا صعبة ومقلقة، مع احتمالية تصاعد نسبة الإصابات بفيروس كورونا بينهم.

عملية حد السيف

وفي على صعيد آخر أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "المقاومة على عهدها تواصل الإعداد والاستعداد لصد ومواجهة كل محاولات العدوان من قبل الاحتلال ومقاومة بقائه على الأرض الفلسطينية".

جاء ذلك في بيان للحركة، اليوم الأربعاء، بالذكرى الثانية لإحباط عملية تسلل قوة صهيونية خاصة لقطاع غزة، والتي أطلقت عليها "حد  السيف".

وقالت الحركة: "ما زالت صيحات المغاوير من نخبة المقاومة الفلسطينية يتردد صداها في أرجاء المنطقة الشرقية من خانيونس هناك حيث صنع الأبطال مجداً خالداً وخطّوا بدمائهم على أوراقٍ من بسالتهم تاريخاً جديدا، ووهبوا شعبهم فجراً صادقاً يوم أن مرّغوا في رمال غزة أنوف نخبة النخبة من جيش الاحتلال".

وأضافت: "لقد رسم فدائيو فلسطين يومها صورة عزّ نظيرها من سرعة استجابة ويقظةٍ عالية ومهارةٍ أمنية توّجها ذلك الالتحام من كل فصائل المقاومة التي تواجدت في المكان، فلم تتأخر عن الهجوم، واختلط الدم الفلسطيني الواحد مع تربة أرضنا الزكية ليغرس في عمق الأرض بذور الهبّة القادمة والصولة التي ستُنهي وجود الاحتلال في أرضنا".

وأبرقت الحركة بالتحية إلى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها روح الشهيد نور بركة قائد العملية واحد قادة كتائب القسام الذراع العسكري للحركة وأبناء الشعب الفلسطيني حاضن المقاومة الذين التفوا حول مقاومتهم وحمو ظهرها رغم كل الأثمان والتضحيات.

وقالت الحركة: "لقد حققت هذه المعركة انتصارًا أمنيًا وميدانيًا فارقًا مع الاحتلال، وسجلت تحولاً مهمًا في طبيعة المعركة وتثبيت قواعد الاشتباك، وراكمت نقاط قوة جديدة لقدرات المقاومة تمكنها من مواجهة عدوانه وإفشال أهدافه".

وأضافت: "لا يزال الاحتلال يعيش أزمة داخلية ويعاني من أثار عملية حد السيف، وهو ما يعكس عمق الأزمة التي أحدثتها وحجم الضربة التي تلقاها الجيش وقادته السياسيون والعسكريون بعد فشل العملية".

وشددت الحركة على أن المقاومة ستظل بكافة بأشكالها نهجا مشروعا ومستمرا وسبيلا لتحرير كامل الأرض والمقدسات والأسرى.

وأعلنت "القسام"، في 11 نوفمبر 2018، أنها اكتشفت قوة إسرائيلية متسللة إلى خانيونس، واحباطها لعملية صهيونية نوعية، قتل خلالها قائد الوحدة الصهيونية وتم إصابة آخرين.

وكشفت "القسام" في الذكرى الأولى للعملية، فيديو يظهر تفاصيل عملية "حد السيف" التي تصدت فيها مجموعة من كتائب القسام لقوة صهيونية خاصة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في نوفمبر الماضي، واستشهد على إثرها، سبعة مقاومين فلسطينيين أحدهم قائد في كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العملية وما تلاها، كما قتل قائد القوة المتسللة.

ونشرت "القسام" حينها صورا لأفراد القوة الخاصة، مؤكدة أن عملية التسلل الفاشلة كانت استهدفت مقدرات المقاومة. وعرضت الكتائب عبر موقعها الإلكتروني وقتها، صور ثمانية أشخاص بينهم امرأتان، وقالت إنهم من القوة الإسرائيلية، بالإضافة إلى صور مركبة وشاحنة استخدمتهما هذه القوة، بحسب ما ذكرته "القسام".

وتقول المقاومة الفلسطينية إن العملية حطمت مشروع الاحتلال الأمني الميداني في قطاع غزة للأبد. وتسببت "حد السيف" في كشف العديد من وحدات الموساد والشاباك والمؤسسات التي تتحرك من خلالها الأجهزة الأمنية الصهيونية بعديد من المناطق العربية والإسلامية وضد المقاومة بغزة، بالإضافة لكشف العديد من العملاء وفق ضربة أمنية للحكومة وأجهزة المقاومة الأمنية.