علقت رابطة التضامن مع فلسطين، التي شكلتها مجموعة من المنظمات غير الحكومية في النمسا، أمس الاثنين، على مداهمة الشرطة النمساوية لأكثر من 60 منزلا على خلفية أوامر بتوقيف نحو 30 مسلمًا، والأسئلة المطروحة عليهم من قبل الشرطة خلال التحقيق.

وقالت الرابطة في تدوينة لها عبر "فيس بوك" إنه تم اقتحام منازل المسلمين المشتبه بهم في الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي للنمسا، وكسر أبواب العديد من المساكن واقتحامها، دون مرعاة وجود أطفال فيها.

ووجهت الشرطة أسئلة للأطفال من قبيل "أين يحتفظ والدك بالمال؟"، لافتًا إلى أن وحدة حماية الدستور ومكافحة الإرهاب النمساوية "المخابرات" وجهت للموقوفين أسئلة حول حياتهم الخاصة لا تتعلق بالاتهامات الموجهة لهم.

وأكدت الرابطة أن محاولة المساس بحرية التفكير تمثل إشكالية كبيرة من حيث حقوق الإنسان والقانون، مشيرًا إلى أنه تم طرح أسئلة على الموقوفين من قبيل "هل تذهب إلى المسجد؟ كم مرة تمارس الشعائر الدينية في منزلك؟ وغيرها. وفي 9 نوفمبر  الجاري، داهمت الشرطة النمساوية، أكثر من 60 منزلا على خلفية أوامر بتوقيف نحو 30 شخصا.

يذكر أن الجاليات المسلمة في النمسا تتعرض لاستفزازات في العاصمة فينا، ومخاوف من تعرضهم للاستهداف من قبل اليمين المتطرف عقب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له العاصمة فيينا قبل أيام. وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام مجموعة من أتباع اليمين المتطرف في النمسا، بإذاعة إطلاق نار مرفق بأذان، عبر مكبّرات صوت سيارة تسير في شوارع فيينا، وترافقها الشرطة النمساوية.

ويخشى اللاجئ حسين ايسخانوف الذي حضر لتقديم دعم الجالية الشيشانية لعائلات الضحايا في موقع اعتداء فيينا الإثنين من تصاعد الأعمال المعادية للإسلام في النمسا التي يحاول اليمين القومي القيام بها في معظم الأحيان.

وقال هذا المنشق الستيني، الذي يخشى الخلط بعد الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة أربعة أشخاص، "أطفالنا في المدرسة يشعرون بالفعل بالكراهية ضد الإسلام". ويقول ثمانية بالمائة من سكان النمسا إنهم مسلمون وهي من أعلى المعدلات في دول الاتحاد الأوروبي.

وحتى قبل هذا الاعتداء، ارتفع عدد الحوادث العنصرية ضد المسلمين من 309 في 2017 إلى 1051 في 2019. وخلال الفترة التي أمضاها في السلطة مع المستشار المحافظ سيباستيان كورتس بين ديسمبر 2017 ومايو 2019، ضاعف اليمين القومي الممثل بحزب الحرية تصريحاته المعادية لثاني ديانة في هذا البلد الذي يشهد تراجع في الكاثوليكية.

وكانت الحكومة النمساوية  قررت الجمعة إغلاق مسجدين كان يتردد عليهما منفذ الهجوم في فيينا، في حين تم توقيف رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في العاصمة عن العمل بعد اكتشاف سلسلة ثغرات أمنية.

من جهتها، أكدت "الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا"، أكبر منظمة تمثل المسلمين وتدير 360 مسجدا في هذا البلد، في بيان أنها أغلقت مكانا للعبادة، وقال رئيسها أوميت فورال إن "الحرية رصيد ثمين في بلدنا، يجب علينا حمايتها من الانتهاكات بما في ذلك عندما تخرج من صفوفنا".