اهتم "المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب" بتقرير نشرته قناة CNN الامريكية،اليوم الجمعة، يحذر من بناء خندق ضخم عبر ليبيا،  حفرته جماعة "فاجنر" الروسية؛ الأمر الذي أثار شكوكا حول انسحاب المقاتلين الأجانب من البلاد بحلول يوم السبت، 23 يناير 2021، كما هو وارد في اتفاق السلام الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على أن تكون مدينتا سرت والجفرة تحت سيطرة الجيش الليبي "قوات بركان الغضب" في الأيام المقبلة، مع عدم اشتراط كونهما منزوعتي السلاح، ورغم ما في الاتفاق من عوار إلا أن الوفاق قبلته بعدما كشفت في يوليو الماضي اكتشافها محاولات المتمرد حفتر حفر خندق حول سرت والجفرة في محاولة للتجهيز إلى حرب بشأن المنطقتين المحوريتين بين الشرق والغرب الليبي.
وأضاف تقرير القناة الامريكية إن مخاوف أبداها المسئولون الأمريكيون بشأن الأهداف طويلة المدى لحليف الكرملين في ليبيا.

https://twitter.com/BurkanLy/status/1352584029674102788

وأشارت إلى تصريج لأحد مسئولي المخابرات الأمريكية يؤكد أن الخندق هو علامة على أن جماعة "فاجنر"، التي قال المسئول إن وجودها العالمي الأكبر هو في ليبيا، "ستستقر على المدى الطويل".
وفي تقرير حصري نشره موقع “سي إن إن” الذي ينطلق من "دبي"، قال إن المرتزقة الذين تدعمهم روسيا في ليبيا حفروا خندقا كبيرا؛ ما يشير إلى أنهم لن يخرجوا أو لن يغادروا البلد بحلول السبت بناء على اتفاق السلام الذي رعته الأمم المتحدة.
ويمتد الخندق على مساحة عدة كيلومترات إلى جوار المناطق الساحلية المأهولة بالسكان في سرت إلى الجفرة التي تسيطر عليها فاجنر وتم رصده عبر الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية وتم تزويده بحمايات مدروسة.
ونشرت حكومة الوفاق الوطني عبر منصات "بركان الغضب" -لسان حال العملية العسكرية التي أطلقتها حكومة الوفاق لتحرير الغرب الليبي من مليشيات المنقلب خليفة حفتر في ابريل 2019- صورا للحفر والشاحنات التي تقوم ببنائه منذ أشهر، واشارت تقرير "CNN"  إلى مصادر مفتوحة تقوم برصد الوضع في ليبيا قالت: إنها رصدت أكثر من 30 موقعا دفاعيا تم حفرها في الصحراء والتلال التي تمتد على مسافة 70 كيلومترا.

https://twitter.com/taha_hadeed/status/1287807859762364416

وتظهر الصور الفضائية من “ماكسر” إن الخندق الذي يمتد على طول الطريق والحمايات قام بحفره وبنائه مرتزقة "فاجنر" والمتعهدون معهم. وتظهر الصور دفاعات مقامة حول قاعدة الجفرة الجوية وكذلك مطار براك جنوبا حيث تم نصب رادرات دفاعية.
ومن جانبه، شارك وزير الدفاع بحكومة "الوفاق"، صلاح النمروش المسئول المخابراتي تفكيره فقال: “لا يمكنني التفكير بأن من يقوم بحفر الخندق اليوم ويقوم ببناء هذه التعزيزات يفكر بالمغادرة"، بحسب “CNN”.
غير أن المتحدث باسم  ميليشيات خليفة حفتر، خالد المحجوب وصف الخندق بأنه "حاجز رملي “مؤقت” وخنادق في “مناطق مفتوحة للدفاع والقتال”. ونفى وجود ألفي مرتزق من "فاجنر" ووصفهم بأنهم مستشارون "وأعلن عنهم قبل وقت طويل".

مساحات روسية
وأشار التقرير إلى تدخل رأسي من روسيا في حفر الخندق، ونسب إلى محللين قولهم: إن الكرملين حريص على تقوية الوجود العسكري والتأثير في منطقة البحر المتوسط وعلى طول الحدود الجنوبية لحلف "الناتو" وبميزة إضافية وهي تحقيق الربح من الصناعة في ليبيا.
وقالت كلوديا كازيني، الخبيرة بمجموعة الأزمات الدولية في بروكسل إن النشاطات “بالتأكيد مثيرة للقلق” وأن ذلك الحديث “يتم تبادله بين الدبلوماسيين في الأسابيع الماضية. وهو عمل مستمر ويرى أن موسكو راغبة بتعزيز وجودها في ليبيا”.
ونسب تقرير القناة الأمريكية إلى دبلوماسي غربي على معرفة بحركة السلاح إلى ليبيا قوله: إن الطائرات الروسية انخفضت رحلاتها من 93 في وقت الذروة إلى مجموعة قليلة في نهاية 2020. مشيرا إلى أن تركيا كانت تقوم بنفس العدد من الرحلات. ولكن تركيا صريحة حول وجودها العسكري في ليبيا لدعم عمليات التدريب الدفاعي لحكومة الوفاق الوطني.
وأعرب مسئول أمريكي عن تفهمه للدور التركي في ليبيا قائلا: إنها جهود شاملة وقاموا ببناء منشآت، وجلبوا الجنود والمعدات، وأحضروا بطاريات هوك للدفاعات الصاروخية ورادارات 3 دي. وأظهرت صور فضائية تعديلات في ميناء الخمس والتي تؤكد أنه يتم تحضيره لكي يكون قاعدة عسكرية تركية دائمة وهو ما نفاه النمروش.
وقال مسئول دفاعي تركي إن بلاده “تواصل تقديم التدريب والتعاون والنصيحة بناء على احتياجات حكومة الوفاق الوطني”.