زوجة مصرية:

مشكلتي هي أخت زوجي، المشكلة أنها ليست متزوجةً، وهي تبلغ من العمر 35 عامًا، لم تتزوج لعيوبٍ في شخصيتها كالكسل؛ ولأنها لا تحب تطوير نفسها أبدًا, هي متعلمة وحاصلة على درجة البكالوريوس، ولكنها لا تعمل حتى الآن؛ وذلك لأنها لا تحب أن تُطوِّر شخصيتها أو مجالها الجامعي أبدًا فهي ليس طموحة أبدًا، هي تقيم معي منذ أن تُوفي أبوها وأمها؛ فهي ليس لها إلا أخ واحد وأختان متزوجتان، لا تحب أن تعمل شيئًا أبدًا.
مللتُ منها في بيتي على الرغم من أنها لا تؤذيني في شيء, اقترحتُ على زوجي أن تذهب لتعيش في بيتهم في بلدهم لوحدها ونبعث لها بالراتب فرفض لأنه ليس لها أحد لا أصدقاء ولا أهل في ذلك البلد، ماذا افعل مللت جدًا من هذا الوضع، لا أريدها في بيتي؟


تجيب عليها الداعية سمية رمضان أحمد


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن, ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، حمدا يدوم بدوامك لا يخبو ولا يمل.
رسالتك أيتها الزوجة المصرية تأثرت بها أيما تأثر، وتذكرتُ على الفور قوله تعالى: (وليخش  الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدًا) (النساء).
أليس لك ابنة يمكن أن تتيتم وتصبح وحيدة؟ ألم تفكري في ذلك فكما تدين تدان وما ستفعلينه مع أخت زوجك سيبقة لك ذخرًا إن أحسنت لها، وإن كانت الأخرى فغالبًا ما ستعاني فلذة كبدك مما عانت منه عمتها.
عزيزتي نحن من الناحية الإنسانية أحيانًا نؤوي أيتامًا في بيوتنا، ونحن لا نعرفهم،  ولا نعرف عنهم شيئًا، تذكرين أن أخت زوجك أكرمها الله وأعزها، هي السبب في عدم زواجها وكأنَّ الأمر بيدها أو بأيدينا فهي لا تحب تطوير نفسها وكسولة،  ولا أدرى لماذا الكثير من العاملات المطورات لأنفسهن وقد وصلن لأعلى المراكز قد تأخَّر زواجهن، حتى أكثر من العمر الذي وصلت إليه أخت زوجك، وتذكرين أنها قد حصلت على البكالوريوس، ولا أدري أين الكسل هنا الذي تتدعينه، إلا إذا كنت تقصدين أنك تريدينها خادمةً لك ولأولادك، وهي لا تفعل ذلك، ثم تَذْكرين بقمة القسوة البشرية أن أباها وأمها قد توفاهما الله، وليس لها إلإ أخاها الذي هو زوجك، وأنك تطلبين منه بالرغم من ذكركِ أنها لا تُؤذيك في أي شيء، أن ينفيها وحيدةً في البلد الذي لا يوجد في أهل ولا أصدقاء وستتعطفون عليها براتبٍ لتأكل وتشرب مكسورةً حزينةً وحيدةً، لمجرد أنكِ مللت منها.
أشعر بغيثان شديد بمجرد إعادة ما كتبت يداك، كيف هانت عليك نفسك عزيزتي لتظلميها كل هذا الظلم، فقد منَّ الله عليك وعلى زوجك بعمةٍ لأولادك ولا تؤذيك، ولا تتسبب في مشاكل سوى وحي من الشيطان إليك أنك لا تريدينها في بيتك، ومن هذا الذي وهبك هذا البيت أصلاً أليس الرزاق؟ ويمكنه أن يسحبه منك في أي لحظة، وتصبحين مثلها تمامًا لا زوج ولا بيت.
عزيزتي رعاية أخيها لها ليست فضلا منك ولا منة، ولكن الشرع والإسلام الذي نعتنقه يحتم عليه ذلك، فهي أخته شقيقته، بنت أمه وأبيه، وسبيل بره بهما وإنسانيًّا فخالقنا من صفاته الرحمة والحنان فكيف لم تتعلمي هاتين الصفتين؟!
عزيزتي لا تطلبي أبدًا من زوجك طرد أخته، ولكن ساعديه وكوني عونًا له على صلة رحمه، وحقك ألا تخدميها بل هي تخدم نفسها، وفي نفس الوقت لا تطلبي منها خدمتكِ، ليس عليها ذلك.

عزيزتي الدنيا راحلة، ولعلك لا تستطيعين دخول الجنة إلا من هذا الباب؛ فاحرصي عليه، وكلما جاءك إحساس بالملل فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واسأليه سبحانك أن يتفضل عليك بحبها وحب مصاحبتها، فالقلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء، لذلك أسموه قلبًا، فيمكنك أن تصبحي حبيبةً لها، ودودةً معها، وتصبح لك وليًا حميمًا، ألفَّ الله بين قلبيكما.