ع. أ.  قنا: 

زوجتي تتهمني بالانحراف الأخلاقي بالرغم أني أبعدت كل الوسائل التي يمكن أن تجعلها تشك في ديني وأخلاقي، والله يعلم مدي التزامي وحرصي علي رضاء ربي ..فماذا افعل ؟

يجيب عليه عكاشة عباد استشاري اجتماعي وأسري (إخوان أون لاين):

الأخ الفاضل (ع  أ) 

السلام عليكم

أولاً: كان يجب أن نعلم بعض المعلومات التي تساعد على اقتراح الحل مثل السن والحالة التعليمة والبيئة المحيطة  وأسلوب الحياة وغير ذلك من المعلومات التي تضع تصورا لقناعات وتصورات الأفراد فيما يحدث حولهمثانيًا: في رسالتك تقول (إني أبعدت كل الوسائل التي ممكن أن تجعلها تشك في ذلك)، وهذا يفهم من ذلك:

1ـ أنك كنت تمارس أشياء جعلت زوجتك تشك فيك، ولكن للأسف لم تذكر منها أي مثال.

2ـ  الزوجة لم تكن شك فيك من قبل أي أنك كنت السبب في هذا التحول. ثالثًا: (والله يعلم مدى التزامي وحرصي على رضاء ربي) مثل هذا القول  ليس الدليل الوحيد على إلغاء عدم الشك عند زوجتك، وإن كان أمرًا محمودًا في الأزواج ويرفع من درجاتهم في أعيون زوجاتهم، والدليل الأكبر مع دليل الالتزام عند أي زوجة هو الأقوال والتصرفات التي تُقوي الثقة في نفسها.

لذلك أقول لك: 

1ـ كن كالكتاب المفتوح لزوجتك لا تخفى عنها أي شيء حتى الرقم السري للإيميل أو صفحة (الفيس بوك) أو غير ذلك حتى لا تشعر أن هناك أمورًا تخفيها عنها.

2ـ حدد الأقوال والتصرفات التي كنت تفعلها في الماضي، وكانت سببًا في شكها فيك وابتعد عنها تمامًا.

3ـ أخبرها بالأماكن الذي تذهب إليها ومن هم أصدقاؤك.

4ـ ملاطفتها وإرشادها بأنك سعيدٌ معها، وشكرك الدائم لها على معاملتها اللطيفة.

5ـ التمس لها العذر في فعلها لأنك أنت السبب، وتحمل تصرفاتها أو أقوالها واصبر عليها حتى تعيد لها الثقة فيك.

الأخ الفاضل: (ع  أ)

افعل كل ما ذُكر لك بذكاء وفطنة، واجعله وكأنه أمر طبيعي، وتصرف جديد يصدر منك تجاه زوجتك، وأحذرك من الإفراط أو التفريط في تلك الأفعال، وأشد تحذيري لك ولأمثالك سرعة الملل وتعجل النتائج وقلة الصبر، فالمرأة كيان يحب بكل عواطفه وأحاسيسه ويبغض بكل عواطفه وأحاسيسه، وقلبها أقرب للصفح والعودة لسيرتها الأولى، وإن تذكرت الماضي بسبب طبيعتها.

أتمنى لك ولزوجتك حياةً سعيدةً وبيتًا مستقرًّا وثقهً دائمةً إلى الأبد.

عزيزي، عليك أيضًا أن تجعل زوجتك متأكدة ومقتنعة من أنك ملتزم لا أن تحتفظ بهذه الحقيقة لنفسك.

وكثرة شكها ربما تعود إلى وسواسٍ لفعل ما أو إلى شعورها بالإهمال، ربما، أو يمكن أن يكون بسبب الأحاديث المتداولة مع الأصدقاء، فالحلّ الوحيد هو أن تعلم سبب غيرة زوجتك وشكّها بك إلى هذه الدرجة.

وبعد ذلك عليك أن تقنعها بأنك لا تقوم بأي فعل يجعلها تشكّ بك، وأن كان تكرر هذا الأمر من جهتها واعتمدته بشكلٍ قصدي وافترائي عليك أن تعرضها على طبيبٍ يشخصُّ حالتها ويجعلها تكون أفضل.

كما يمكنك أن تخبرها بالمكان الذي تذهب إليه ومن هم أصدقاؤك.. هي خايفة عليك وأنت المفروض تحسسها بالأمان.. فالزوج هو الأمان والحضن الدافئ لزوجته وقلبها وروحها وحياتها وعمرها، هذا الزمن يُخوِّف، وهي من باب خوفها عليك، وأنت من جهتك أشعرها بالأمان.

أحييك على إخلاصك وأنك صبرت عليها لعلاج الأرق الذي كانت تعاني منه، ولكن أعتقد أن الموضوع أكبر من حالة الأرق، إذ ترسخ في عقلها وكيانها الفشل والإحباط وعدم الثقة مما جعلها تشك في كل تصرف يأتي منك، لذا أقترح:

1 - إعطاءها مزيدا من الاهتمام والتقدير حتى تشعر بالثقة بالنفس التي ستقودها إلى الثقة بالآخرين، وذلك من خلال تشجيعها الدائم على أي فعل تقوم به.

2 - ملاطفتها وإرشادها بأنك سعيد معها، وشكرك الدائم لها على معاملتها اللطيفة لأبنائك مما سيشعرها بأنها تفعل شيئًا نافعًا تنسى به تجربتها السابقة.

3- التحدث معها بهدوء ولطف، وتشجيعها على الثقة فيك وعدم الشك أبدًا؛ لأن الحياة التي تقوم على الشك خالية من السعادة، وتوجيهها بأن الشك طاقة سلبية تؤثر على حياتكما، واحذر أن تتحدث أمامها ولو مطلقًا بكلمات الفشل أو الإحباط؛ لأن هذا يُذكرها بالحالة التي تعانيها.

4 - اجعل تصرفاتك معها كلها أمل وتفاؤل وبهجة بالحياة، واتفقا على نسيان ما فات بكل ما فيه، وبداية حياة جديدة مشرقة، وحاول أن تجعلها تستغرق في هذا الشعور لأنه سيبدل حالة اليأس والإحباط والخوف التي تعاني منه.

5 - لأن الشك معناه عدم يقين بالله، فلا بد من إحياء الوازع الديني، وأن يكون عندها يقين بالله، وما مرت به كان ابتلاء يمتحن به الله صبرها وكافأها الله بحياة أخرى جديدة لتثبت أنها جديرة بها، ولا يوجد إنسان فاشل وإنما هي مجرد خبرات نكتسبها ونجعلها تؤثر فينا، فلنطرد هذا باليقين بالله والاعتقاد الكلي بالنجاح والأمل، وأن كل ما حولنا جميل ومشرق فلننتهزه ونوظفه في سبيل الله.

6 - تشجيعها بكلمات تبين لها نجاحها وتفوقها ومهارتها، وأنها عضو نافع في المجتمع، ولا مانع من إشراكها في الأعمال الاجتماعية النسائية تحت إشرافك ومتابعتك حتى تشعر بأنها تحقق ذاتها في إسعاد الآخرين.

أما فيما يتعلق بموضوع الأدوية.. فأقترح بأن تذهب بها إلى طبيب ترتاح هي إليه، وإفهامها أن ذلك لفترة مؤقتة؛ لأنه من الخطورة أن تقلل الدواء أو تمتنع عنه دون استشارة الطبيب، وتأكد بمجرد أن الطبيب يشعر بتحسن الحالة سيبطل الدواء ولكن بالتدريج، مع متابعتك بتنفيذها إرشادات الطبيب، كما تشجيعها في هذه الفترة أن تتبع إرشادات الطبيب حتى نصل إلى وقف جميع الأدوية، وتعود تدريجيا لحياة هادئة آمنة لها رسالة فيها يجب أن تتفرغ لها حتى تحظى بحب الله ورسوله.

وأوصيك بتشجيعها على قيام الليل والدعاء ومناجاة الله سبحانه وتعالى، والتمسك بالعطاء؛ لأن في العطاء الخير حيث إنه يرد إليها بعطاء آخر.