يقول المربي الرباني العلامة محمد أحمد الراشد

في كتابه الرائع  ( معا نتطور ) نصيحة ربانية

إن الدعوة تعمل في محيط ملغوم، والأعداء يتربصون بنا، وأقاموا أحلافهم في وجهنا، وما زال كيدهم يتجدد ويأتمرون لوضع مخططات التضييق ، ومثل هذه الحالة من الخطر المحتمل ، وجب علينا رص صفوفنا بالطاعة التامة ومراعاة مخططنا الإسلامي ووحدة الكلمة؛ من سرعة الامتثال للأمر ، وحفظ السر ، والحياء من النقباء،  واستكبار فضول من يحاول معرفة ما يجري في أواسط القدماء ، والحزن عند سماع نبأ اختلاف آراء السائرين ، ومغالبة النفس عندما تميل الأوامر إلى ما يخالف اجتهاد الداعية ، والتنفيذ بنية التعبد واستحضار المعنى الأخروي، والاستغفار للأمراء إذا بدرت منهم خشونة في ساعة غفلة أو تعب ، وعيافة النجوى، وعدم مظاهرة المنشق،  والصد عن المخذل ،وترك طلب التولية ، ومحبة الصفوف الأخيرة والأعمال الخفية ، آداب أخرى.

هي الطاعة الواعية وليست التبعية المعطلة للحواس، وهي الشورى وقول الحق، وليس الانقياد الأبكم، ودعوة العزة لا تعلم أتباعها غير التعامل العزيز، ولكن ذلك لا يعفي من كمال الطاعة إذا عزم الأمر وأجمعت الشورى على أمر .

وما نراه اليوم من تساهل بعض الأخوة في هذه المعاني الدعوية الأساسية إنما هو من الابتداع المحدث المؤدي إلى نمط هش من الروابط لا يقوى على احتمال المحن وتكذيب الفتن.

 وما كنا نظن حين كنا ناشئة تلفنا الفورة أن سيأتي يوم يتأخر فيه أحد عن لقاء، أو دفع مال، أو يهفو بتمريض أمر صريح، وكانت الحياة الصارمة قد أدبتنا فأحسنت تأديبنا، وعلمتنا الانضباط الجاد والانفعال المعنوي اللاهب، وكنا نتحرك بأرواح سلسلة وقلوب سوية لم يشبها تعقيد، وتغمرنا العواطف الأخوية والتطلعات الأخروية .

وما زلنا كذلك في خير وافر ودأب عامر حتى انحدر الزمان إلى أواخره، ونبغ جيل يدقق قبل المسارعة، ويجادل قبر الإقرار ، ويفشي للقرين،  ويستنصر على الولاية، ويفرح لخلاف بين المربين يبلغه ليتخذه ذريعة إلى إقلال البذل، ويطبق معادلات السوق الاقتصادية على علاقات أراد الله لها أن تكون سامية، وربما وجدنا في هذا الجيل من يغضب على الأمراء ويرتفع صوته، أو يعرض ويصد متألما،  أو يشترط اعتذارهم له عند خطأ يسير يبدر منهم، وربما تبلغ به الجرأة أن ينظر بالحرام،  وكان فخر المنتسب في الزمان القديم وأوج لذته أن يستعد أمام المربي استعداد الجندي ويقول له إذا ندب: أمرك ، يجري لك ما تريد ، روحي فداء دعوة الإسلام، ووقتي ومالي ملكها، أفندم ، تفضل، يحصل ، نعم ، على عيني ، سمعا وطاعة على خير إن شاء الله ، أدع الله أن يعينني ، حلت البركة ، وأشياء ذلك.

يقول العلامة الربانى الشيخ عبدالخالق الشريف حفظه الله: تاريخ الأخوان شامخ،  هذا ليس تزكية لأحد ولا هو أضاف عصمة لفرد، أو مجموعة؛ فالعصمة ليست لأحد بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم.

وحديثي حول تاريخ لكل من عنده مراجعة ودراسة لقد مرت الجماعة بمحن كثيرة وشق صفها خلق كانوا يوما في صدارتها

١. من عرفوا بعد ذلك بجماعة شباب محمد صلى الله عليه وسلم

٢.الأستاذ السكري-رحمه الله-وقد كان وكيلا للجماعة ومن الأسماء القليلة الذين وردت سيرتهم في الرسائل.

٣. ما حدث من بعض العلماء وبعض الوكلاء في فتنتين منها المناصب الوزارية

٤. فتنة التأييد

٥. فتنة ركون بعض من اعتقلوا بعد الخروج

٦. ابتلاءات محنة ١٩٦٥

٧ .أحداث ١٩٨١

٨ .وفتن بسبب النقابات والمجالس والمناصب

٩. ورأينا فتنا تمت بعد محنة ١٩٩٥وما بعدها من محاكمات

١٠ .وفتنا تمت بعد الانتخابات واليوم من فتنة بسبب الانقلاب هذا أمر لا مفر منه وسنة كونية

(وَمِمَّا توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله) وسوف يزين الشيطان والنفس للبعض أننا لا نريد إلا الحق وبه يفرقون

وسوف تزين النفس..  هذه نصائح وهذا كذا وكذا وكأنه لا يكون إلا ما يريدون وإلا  لا يقبل شيء آخر، وسترون أمواجا عالية. وكلمات مزخرفة.  إنها الفتن تطل برأسها ولا يعرفها الا من تجرد من حظ نفسه وهو أمر شديد ووعر، وقل من ينجو

 اللهم يارب العالمين أنا عبد ضعيف لا أزكي نفسي،  ولا أضمن السلامة والاخلاص  

اللهم احفظ هذه الجماعة وقد تكالبت عليها الدنيا

اللهم سدد ووفق مرشدها الدكتور محمد بديع  وقادتها

 اللهم أصرف عنها من يفرق كلمتها

اللهم ردهم للحق وأنر بصيرتهم

إخوتي العلاج التجرد، واتهام النفس، وليس تزكيتها

اللهم احفظني وإخواني وأخواتي من الفتن ما ظهر منها وما بطن

والامر لله أولا وآخرا

وستبقي جماعة الأخوان شامخة بإذن الله