كلمة القدر التي وصفت بها هذه الليلة المباركة تعني المقام والشرف والبركة، لذلك قال تعالى في حقها: *إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ* رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* (الدخان:3-6).

وقال: *إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ* لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ* (القدر:1-5).                                                                      

ويقول رسول الله ﷺ: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"، ويقول: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وعن أم المؤمنين السيدة  عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا".

ومن علامات ليلة القدر الشعور بطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وبلذة الطاعة وحب العبادة، ويصفها رسول الله ﷺ بقوله الشريف: "ليلة القدر ليلة بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها".

ومن ؤ، بالإضافة إلى أنها ليلة مباركة كثيرة الخير تتنزل فيها الرحمات ويفرق فيها كل أمر حكيم. ومن حصل له رؤية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها.

وعن رسول الله ﷺ أنه قال: "إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله، فينزلون من لدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر".

وأفضال هذه الليلة المباركة على كل من يحييها لا يمكن حصرها، وإحياؤها يكون بالإكثار من النوافل فيها، و من تلاوة القرآن والاستغفار والذكر والدعاء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.

أكرمنا الله تعالى بمشاهدة ليلة القدر هذه السنة، وكتب لنا فيها العفو والعافية والمعافاة الدائمة فى الدين والدنيا والآخرة..

اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.