تحولت بورسودان إلى العاصمة الفعلية للسودان، في مؤشر على أن البلاد تسير تدريجياً على خطى النموذج اليمني، حيث يسيطر التمرد على العاصمة، بينما تنتقل الحكومة المعترف بها دولياً للميناء الرئيسي المحمي جيداً، وهناك مؤشرات أخرى على أن الحرب قد تطول على غرار الحرب اليمنية.

ومؤخراً، قالت ممثلة وزارة التنمية الاجتماعية السودانية في اجتماع اللجنة الاجتماعية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية إنه تم نقل العاصمة الإدارية لمدينة بورسودان الساحلية، فيما كشفت تقارير إعلامية عن انتقال رئيس مجلس السيادة السوداني إلى بورسودان.

وتحولت مدينة بورسودان الواقعة شرقي السودان إلى "عاصمة مصغرة" و"مركز إداري واقتصادي جديد" للخدمات والعمليات المؤقتة في البلاد الغارقة في الحرب منذ 15 أبريل بسبب المخاوف من تفاقم النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، واستمرار عرقلة الجهود الرامية إلى توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية.

فدور العاصمة الخرطوم يتراجع لصالح مدينة "بورسودان" الساحلية، التي يبدو أن الجيش السوداني يفضّلها كعاصمة جديدة ومقر حكم آمن له.

ففي 27 أغسطس 2023، أي بعد 130 يوماً من اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، غادر رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقر القيادة العامة لقواته، متجاوزاً الحدود الإدارية للخرطوم إلى عطبرة بولاية نهر النيل قبل أن يصل إلى بورسودان مركز ولاية البحر الأحمر، حيث انطلق منها إلى أول جولة خارجية له منذ نشوب الحرب الأهلية السودانية.

وانتقلت رئاسة غرفة العمليات التي تقود العملية العسكرية من مقر قيادة الجيش منذ منتصف أبريل الماضي من البرهان إلى نائبه في قيادة الجيش شمس الدين كباشي، حسب ما نقلت "الجزيرة نت" عن مصادر في وزارة الدفاع السودانية، والتي اعتبرت ذلك مؤشراً على أن العملية العسكرية تمضي وفق الخطة والأوضاع تحت السيطرة، ودليلاً على الثقة المتوفرة بين القيادات العسكرية.

وقالت المصادر إن رئيس مجلس السيادة سيباشر مهامه السيادية والسياسية من مدينة بورسودان الساحلية على البحر الأحمر، لمتابعة شؤون الدولة ومعالجة بعض القضايا الأمنية والسياسية التي تأثرت بانشغاله في قيادة غرفة العمليات العسكرية خلال الفترة السابقة.

كما اتخذ مجلس الوزراء من بورسودان مقراً له منذ اندلاع القتال مع قوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي.