كشف عضو المجلس العسكري العام للقسام وقائد لواء غزة عز الدين الحداد العديد من تفاصيل وخفايا عملية "طوفان الأقصى" وما ترافق معها من جهود استخبارية وعسكرية لكتائب القسام أسهمت في نجاح العملية وتضليل العدو الصهيوني.

 

وقال عضو المجلس العسكري العام للقسام وقائد لواء غزة عز الدين الحداد لـبرنامج "ما خفي أعظم"على قناة الجزيرة مساء الجمعة، إن كل محاولاتنا لم تُجد في دفع الإرادة الدولية إلى لجم الاحتلال بحق القدس والأقصى والأسرى".

 

وأكد على أن القسام استولت على معلومات كشفت لنا خطط العدو وتوقيته لحرب مدمرة على قطاع غزة قبل 7 أكتوبر بأيام.

 

وأضاف أنّ خطة العدو كانت تقضي بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كل فصائل المقاومة يتبعه هجوم بري واسع ومدمر.

 

ولفت إلى أنّ ركن الاستخبارات في القسام اخترق أحد خوادم الوحدة الاستخبارية 8200 الصهيونية واستولى على وثيقة خطيرة.

 

وقال الحداد: اعتمدنا خطة خداع إستراتيجي للعدو وأوهمناه أننا ابتلعنا طعم التسهيلات.

ونوه بالقول: وضعنا الإخوة في محور المقاومة في صورة توجهنا لعملية طوفان الأقصى واحتفظنا بساعة الصفر في أضيق دائرة.

 

التفاصيل الكاملة للمقابلة

في مقابلة حصرية مع عز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري العام للقسام وقائد لواء غزة، كشف التحقيق عن نجاح ركن الاستخبارات في كتائب القسام باختراق خوادم وحدة 8200 الصهيونية، والاستيلاء على وثائق سرية بالغة الأهمية.

 

وأوضح الحداد أن هذه الوثائق تضمنت خططًا للاحتلال لشن حرب جوية مباغتة على قطاع غزة قبل أيام من "طوفان الأقصى"، بهدف تدمير جميع فصائل المقاومة قبل تنفيذ هجوم بري واسع.

 

وأضاف الحداد أن الاحتلال عرض على المقاومة تسهيلات مادية مقابل الانفصال عن المسجد الأقصى والضفة الغربية، إلا أن المقاومة اختارت الرد عسكريًا.

 

تفاصيل العملية

 

وأكدت كتائب القسام عبر التحقيق أن العملية جاءت كرد على محاولات الاحتلال فرض واقع سياسي جديد في غزة، مشددة على أن "قيادة الاحتلال المستقوية بأمريكا والغرب لن يكون أمامها خيار إلا الرضوخ لمطالبنا العادلة في نهاية مراحل التفاوض"، بحسب ما صرح به عز الدين الحداد.

 

وكشف الحداد أن قيادة الجهاز العسكري دخلت منذ الأول من أكتوبر 2023 في حالة انعقاد دائم للتصديق على الخطط، ووضع اللمسات النهائية، وضبط توقيتات التنفيذ بدقة.

 

وأوضح الحداد أن الساعات الـ24 التي سبقت ساعة الصفر شهدت ربط غرف القيادة والسيطرة بغرفة العمليات المركزية المشرفة على التنفيذ، مع بدء حشد القوات المخصصة للهجوم، وتجهيز أسلحة الدعم القتالي حتى الساعة 6:30 صباحاً يوم السابع من أكتوبر.

 

وشرح كيف تم تنسيق عملية الهجوم بدقة، حيث تزامنت الضربات الصاروخية، واستخدام الطائرات المسيّرة والشراعية، وتدخل الوحدات البحرية، مع اقتحام الآلاف من نخبة مشاة القسام للجدار الفاصل بعد انهياره على يد وحدات الهندسة، في مشهد مهيب مستلهمين قوله تعالى: “ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.

وأكد الحداد نجاح كتائب القسام في إسقاط فرقة غزة خلال ساعات قليلة، مشيراً إلى أن الاحتلال فشل في الحصول على أي معلومات مسبقة عن العملية رغم ضخامتها، كما لم تعمل دفاعاته بفعالية.

 

وأشاد الحداد بشجاعة مقاتلي القسام وأخلاقياتهم العالية في الميدان، مؤكداً أنهم أثبتوا براعتهم في المواجهة وتحملهم المسؤولية في جميع مراحل العملية.

 

خطة خداع وتضليل

 

وأكد عضو المجلس العسكري لكتائب القسام عز الدين الحداد، أن معركة "طوفان الأقصى" جاءت "نتيجة تخطيط إستراتيجي محكم شمل تفعيل خطة خداع وتضليل للعدو، حيث تم تمويه الاحتلال بأن المقاومة ابتلعت طُعم التسهيلات، في حين كان الإعداد للقتال مستمرًا على قدم وساق".

 

وأشار إلى أن الهدف الرئيس للعملية كان مهاجمة فرقة غزة وتدمير مواقعها وقواعدها، بالإضافة إلى أسر أكبر عدد ممكن من الجنود الصهاينة لتحرير أسرى الشعب الفلسطيني.

 

وأوضح أن التخطيط للعملية تم بحذر شديد، حيث تم إبقاء توقيت ساعة الصفر في دائرة ضيقة لضمان نجاح الهجوم.

 

وأشار إلى أن "كتائب القسام تمكنت من تأمين عملية أسر الجنود الإسرائيليين بعيدًا عن أعين العدو، مع الالتزام بتوجيهات الإسلام في معاملة الأسرى، في وقت كان الاحتلال يقتل جنوده منذ اللحظات الأولى للمعركة".

 

وأضاف أن "الاحتلال بعد الهزيمة الاستخبارية المذلة بدأ في انتقام وحشي من الشعب الفلسطيني، بدعم من الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية".

 

وتحدث الحداد عن معركة الدفاع عن الأرض، "حيث تم تجهيز الكمائن والأنفاق وحقول الألغام لملاقاة العدو، مؤكدًا أن المقاومة ألحقت به خسائر ضخمة".

وأضاف أن من أبرز معالم الفشل التي عانى منها الاحتلال كانت الاستقالات المتوالية والاعترافات بالإخفاق، مشيرًا إلى أن هذا الجدل سيتصاعد مع تقدم التحقيقات.

 

وأكد الحداد أن شعب غزة هو سر نجاح عملية "طوفان الأقصى"، وأنه سجل ببطولاته في صفحات التاريخ أنه شعب لا يقبل الظلم، مقدمًا تضحيات كبيرة من أجل دينه ووطنه.

 

وفي ختام التحقيق، وجه الحداد التحية العسكرية لشعبنا الفلسطيني على صموده وصبره.

 

نتائج العملية وتأثيرها

 

وفي 7 أكتوبر 2023، نفذت كتائب القسام هجومًا مفاجئًا استهدف قواعد وثكنات ومستوطنات صهيونية في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود والضباط الصهاينة وأسر أكثر من 240 شخصًا.

 

وشكل الهجوم ضربة صادمة للاحتلال، وفتحت جبهة جديدة في الصراع.

 

ومنذ بدء الحرب، أعلن جيش الاحتلال مقتل 850 من الجنود والضباط الصهاينة وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن العدد الحقيقي للخسائر أكبر من ذلك.