شهدت عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، اليوم السبت، تفاصيل ومشاهد عديدة رصدتها عدسات وسائل الإعلام على منصة تسليم الأسرى التي حملت رسائل ورمزيات سياسية وعسكرية أرادات القسام إيصالها للاحتلال الصهيوني.

 

شهدت عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني تفاصيل ومشاهد عديدة رصدتها كاميرا الجزيرة في "ميدان فلسطين" وسط مدينة غزة، حيث أُقيم مشهد عسكري استعراضي.

 

وبخلاف العملية الأولى التي تمت الأحد الماضي، عرفت هذه العملية مشاركة سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إلى جانب كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- بالإضافة إلى رجال الأمن.

 

    تسليم الأسيرات لم يكن مجرد استعراض، بل رسالة للعالم بأن المقاومة لا تزال قوية وتفرض حضورها على الساحة.

وشهدت الترتيبات في الميدان عدة أمور لافتة، سواء من حيث التنظيم المحكم من قبل المقاومة، حيث وضعت حواجز تمنع اختلاط الأهالي مع سيارات الصليب الأحمر، ونصبت منصة، أو من حيث العناصر المشاركة في عملية تسليم الأسيرات الإسرائيلية إلى الصليب الأحمر، والتي تجاوز عددهم عدد من شاركوا في العملية الأولى.

 

وفي مشهد مختلف عن العملية الأولى، وصل عناصر كتائب القسام وسرايا القدس على متن مركبات، وبعضهم على متن دراجات نارية.

 

كما حضر الأهالي إلى "ميدان فلسطين" وهم يحملون أعلام فلسطين لمشاهدة الاستعراض الذي أقامته المقاومة، وكان مشهد السيدة التي ألقت الورود على المكان أحسن تعبير على تلاحم أهالي القطاع مع المقاومة، التي ظلت صامدة طوال شهور الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

 

ويقول صحفي الجزيرة تامر المسحال إن المقاومة من خلال الترتيبات التي وضعتها تريد أن تبعث إلى الاحتلال الصهيوني رسائل من المقاومة نفسها ومن الشارع، ورسائل سياسية تفيد بأن الحرب الصهيونية لم تحقق أهدافها.

 

حسب مراسل الجزيرة إلياس كرام، فإن الرسالة المهمة كانت الشعار الذي وضعته المقاومة على المنصة، وهو "الصهيونية لن تنتصر"، بالإضافة إلى شعارات خاصة بعدد من كتائب جيش الاحتلال التي وجهت لها ضربات قاسية خلال الحرب على غزة.

 

واعتبر أن المقاومة اختارت تلك الشعارات بعناية فائقة جدا، ولها دلالات كثيرة، "فجميعها وحدات وكتائب قتالية نخبوية قتل العشرات من جنودها وقادتها خلال الحرب".

 

وعن اختيار "ميدان فلسطين"، يقول المسحال إن هذا الميدان له رمزية تاريخية عند الغزيين، وكانت قوات الاحتلال قد دخلته بدبابتها، وصدّرت مشاهد لجنودها توهمهم فيها بأنها سيطرت على قطاع غزة.

 

ومن جهتها، أشارت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إلى أن الصهاينة ركزوا على الإجراءات التي اتخذتها المقاومة الفلسطينية في الدفعة الثانية من تسليم الأسرى، وتحدثوا عن تعجيل هذه الإجراءات للإفراج عن الأسرى، وربطوا ذلك برغبة حركة حماس في انسحاب الاحتلال من محور نتساريم، من أجل السماح بعودة النازحين الفلسطينيين من المناطق الجنوبية إلى قراهم وبيوتهم.

ويقول الخبير الإعلامي فايد أبو شمالة إن منصة تسليم المجندات الأربعة حملت أربع رسائل، العلم الفلسطيني فقط على طاولة تسليم الأسيرات للصليب الأحمر، حيث خلت الطاولة من علم الطرف الآخر عند توقيع الاتفاقيات أو المعاهدات كما هو معلوم في البروتوكولات السياسية، وهذا معناه أن هذه الأرض لا تتسع إلا لشعب واحد وهو الشعب الفلسطيني.

وبين أن الرسالة هي ظهور رجال المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس "يفرضون حضورا قويا ومنظما، ويعبر عن تنسيق عالي المستوى في الحضور والتنظيم والالتزام بالوقت"، وثالثاً "لافتة المنصة التي كتب عليها لن تنتصر الصهيونية، وتحتها شعارات الألوية الإسرائيلية التي دخلت غزة وشاركت في حرب الإبادة واندحرت".

 

وأشار إلى أن رسالة رابعة تمثلت في صور قادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين التي وضعت على أرضية المنصة وكتب عليها كلمة "فاشلون"، وهي صورة أتيحت للجميع للدوس على وجوه من في الصورة.

وفي آخر التطورات، تمت عملية تسليم الأسيرات الصهيونيات لدى المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، إلى فريق الصليب الأحمر، في الدفعة الثانية من تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل وفق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي.

 

وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الجمعة، عن أسماء 4 مجندات إسرائيليات سيتم الإفراج عنهن ضمن هذه الدفعة، والمجندات الأربع هن كارينا أرئيف، ودانييل جلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباج.