من وقت للنوم والراحة إلى كابوس وخوف وترقب تحوّل ليل قطاع غزة بفعل قصف الاحتلال الصهيوني المكثف ليلاً، تتزايد معاناة المواطنين، خاصة الأطفال والنساء، الذين يواجهون الخوف والفزع مع كل انفجار يطلقه الاحتلال، في ظل الظلام الدامس الذي يحجب أي أمل في النجاة أو الحماية.

 

القصف الهمجي في ساعات الليل

 

تتعمّد قوات الاحتلال تركيز قصفها وإطلاق نيرانها في ساعات المساء والليل، مما يزيد من معاناة المواطنين في غزة.

 

خلال هذه الساعات، يصبح الناس أكثر عرضة للخطر، إذ يعجزون عن الهروب أو حتى الدفاع عن أنفسهم، في ظل انعدام الإضاءة وشح الإمكانيات الطبية.

 

العديد من الجرحى يجدون أنفسهم تحت الركام ينزفون حتى الشهادة بسبب صعوبة الوصول إليهم في مثل هذه الظروف.

 

الصوت الذي يعكر سكون الليل

 

يقول المواطن خالد زقوت: "كان الليل سابقاً موعداً للراحة والنوم، لكنه تحول إلى كابوس يشعل الخوف في قلوبنا ويزيد من فزع أطفالنا ونسائنا”.

 

ويدعو زقوت إلى توفير الحماية في تلك اللحظات العصيبة، لكنه يؤكد عجزهم عن ذلك في مواجهة آلة الحرب الصهيونية التي لا تفرق بين أحد.

 

من جانبه، يشير المواطن سالم شراب إلى معاناتهم المستمرة، قائلاً: "لقد أجبرنا العدوان على السهر خوفًا من أن يصيبنا صاروخ ونحن نائمون. نمنا فترات طويلة من دون راحة تذكر، لا سيما أننا نعيش في خيام غير محمية ولا توفر أدنى مقومات الحياة.”

 

ويضيف شراب: "من الذي سيحمي أطفالنا وزوجاتنا في هذا الوضع؟ لا نجد أي أمل في الحياة ولا نعلم ما تخبئه لنا الأيام من مزيد من الخوف والجوع.”

 

الآلام النفسية والجسدية للأطفال

 

الأطفال في غزة يشهدون معاناة نفسية وجسدية جراء القصف المتواصل.

 

يقول المواطن صالح المدهون: "أطفالي يخشون دخول ساعات المساء، ولا يمكنهم النوم بسبب الخوف من القصف وضيق الخيمة. يظل أطفالنا يرتجفون في حضني طوال الليل، وعندما يسمعون صوت الطائرات أو القصف، يلتصقون بي خوفًا”.

 

وأضاف المدهون: "تسرب الخوف إلى أجسادهم لدرجة أنهم أصبحوا يعانون من تبول لا إرادي أثناء الليل، وهو ما لم يكن يحدث قبل العدوان، هؤلاء الأطفال يعيشون في حالة رعب دائم، ولا يمكنهم حتى الخروج لقضاء حاجاتهم خشية القصف أو هجوم الحيوانات الضالة.”

 

الحياة اليومية في ظل العدوان

 

لا تقتصر معاناة المواطنين في غزة على الخوف من القصف، بل تشمل أيضًا شح الطعام والماء.

 

يعاني المواطنون من ندرة المواد الغذائية والمياه النظيفة، وهو ما يزيد من قسوة حياتهم اليومية.

 

كما يتساءل المواطنون عن كيفية الخروج في الليل للوضوء والصلاة في ظل الخوف الشديد من الاستهداف الصهيوني..

 

مظاهر العبادة محظورة

 

مع استمرار العدوان على غزة، يحرم المواطنون من ممارسة عباداتهم بشكل طبيعي، لاسيما في شهر رمضان.

 

يؤكد المواطن عبد الله حجازي أن العدوان الإسرائيلي يحرمهم للعام الثاني على التوالي من الصلاة وقيام ليالي رمضان، خوفًا من القصف والاستهداف أثناء التجمعات، بينما يفتقر القطاع إلى المساجد بعد أن دمر الاحتلال العديد منها.

 

إحصائيات القتل والإصابة

 

منذ بداية العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى قرابة 49000 شهيد، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 112000 شخص.

 

وتستمر قوات الاحتلال في قصف المدنيين بشكل عشوائي باستخدام الطائرات والمدفعية والزوارق الحربية، مما يضاعف من المعاناة الإنسانية في القطاع.