قالت 80 دولة، الخميس، إن غزة تواجه "أسوأ أزمة إنسانية" منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر2023، محذرة من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر "المجاعة".

جاء ذلك في بيان مشترك وجهته هذه الدول إلى الأمم المتحدة بالتزامن مع "أسبوع حماية المدنيين في أثناء النزاعات المسلحة"، ونشرت نصه وزارة الخارجية الفرنسية عبر موقعها الإلكتروني.

وأضافت الدول الـ80، في بيانها: "لدينا رسالة واضحة تتمثل بأن حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة ليست خياراً، بل التزام قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي، وواجب أخلاقي لا يمكننا إهماله".

حماس ترحب بالبيان

 

من جانبها، رحبت حركة "حماس" بالبيان المشترك، وقالت: "يعد هذا الموقف تأكيدًا لاتساع دائرة الرفض الدولي لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المتواصلة، التي تنفذها حكومة الاحتلال الفاشي في قطاع غزة"، مضيفة أن "تأكيد الدول الثمانين في البيان المشترك عدم قبولها استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية أو عسكرية أو أمنية؛ يستدعي منها الضغط بشكل فعال لإغاثة شعبنا، ووقف جريمة التجويع، وكسر الحصار الوحشي المفروض عليه".

ودعت الحركة دول العالم كافة إلى "إدانة الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني، والتحرك لفرض إجراءات عقابية ملموسة، تُلزم حكومة مجرم الحرب (رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين) نتنياهو بوقف عدوانها الوحشي، وتدفع باتجاه محاسبته على جرائمه ضد الإنسانية".

 

من جانبه، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال في قطاع غزة أدّت إلى 58 وفاة بسبب سوء التغذية، و242 وفاة نتيجة نقص الغذاء والدواء، بينها 26 مريض كلى، و300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل خلال 80 يوماً من الحصار الإسرائيلي عقب خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار.

وعبّر المكتب، في تقرير، عن "بالغ القلق والاستنكار تجاه تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، من جراء استمرار الاحتلال في تنفيذ سياسة التجويع الممنهج، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود منذ 80 يوماً متواصلاً، في جريمة واضحة المعالم ومكتملة الأركان ترتقي إلى الإبادة الجماعية، وتنذر بكارثة إنسانية كبرى تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة المحاصر". وأضاف أنه منذ 2 مارس 2025، لم يسمح الاحتلال بدخول أي شاحنة مساعدات إنسانية أو وقود إلى قطاع غزة، رغم الحاجة الملحة لدخول ما لا يقل عن 44 ألف شاحنة خلال هذه الفترة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان.

 

ودخلت نحو 90 شاحنة إلى القطاع في اليومَين الأخيرَين، وهي تحمل مواد غذائية، ولا سيّما الدقيق، علماً أنّ شاحنة واحدة فقط حُمّلت أدوية لفائدة المستشفيات. وبعد 81 يوماً من الإغلاق الصهيوني المطبق، راحت أفران معدودة تؤمّن الخبز للفلسطينيين الذين طاولهم الجوع فيما تهدّدهم المجاعة، خصوصاً في الشمال، وسط الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، على الرغم من هدنة هشّة لم تدم شهرَين قبل أن تستأنف قوات الاحتلال عدوانها في 18 مارس الماضي.