عبد الله المجالي
في خطوة غير مسبوقة، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا رسميا مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير.
بحسب الجانبين الأمريكي والباكستاني فقد تطرق اللقاء إلى جهود مكافحة الإرهاب وتوسيع التجارة الثنائية وترسيخ العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وبحسب العلاقات العامة للجيش الباكستاني فقد تبادل الطرفان وجهات النظر بشأن التوترات السائدة بين إيران والكيان، حيث أكد الطرفان “أهمية حل الصراع”.
وبحسب الجيش الباكستاني، فإن الاجتماع امتد لأكثر من ساعتين رغم أنه كان مقررًا سلفًا أن يمتد ساعة واحدة.
ولا يعرف إن كان هذا اللقاء معد له سابقًا أم أنه جاء على خلفية الموقف الباكستاني من العدوان الصهيوني على إيران.
وكانت باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي لم تكتف بإدانة العدوان، بل عبرت عن وقوفها إلى جانب إيران.
ودعا وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، العالم الإسلامي إلى الاتحاد في مواجهة الكيان على خلفية هجماته على إيران. وقال أمام برلمان بلاده إنه “إذا لم تتحد الدول الإسلامية الآن، فإن كل منها سيشهد نفس المصير” (غزة ولبنان وإيران)، وأضاف: “نحن إلى جانب إيران، وسندعم مصالحها على كل المنصات الدولية”.
وصادق مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع على مشروع قرار يدعم إيران في مواجهة عدوان الكيان.
كما يأتي هذا اللقاء غير المسبوق في ظل ركود العلاقات منذ سنوات بين واشنطن وإسلام أباد التي يُنظَر إليها كحليف للصين، في مقابل تطور العلاقات الأمريكية مع الهند العدو اللدود لباكستان، لدرجة أن وزير الدفاع الباكستاني وصف الاجتماع بأنه “يعد نقطة تحول في تاريخ العلاقات الممتدة بين الطرفين على مدار 78 عامًا”. وهو ما يضيف علامات استفهام أخرى حول طبيعة اللقاء ومخرجاته.
من ناحية بروتوكولية ومن ناحية التوقيت، فإن اللقاء يثير الكثير من التساؤلات؛ فلقاء على هذا المستوى ومباحثات بملفات اقتصادية لا يعقد سوى بين زعماء البلدين، وهذا اللقاء يتوج قائد الجيش الباكستاني رئيسًا واقعيًّا للبلاد!
أما من ناحية التوقيت فلا يمكن إغفال أن اللقاء الذي حضره من الجانب الأمريكي: وزير الخارجية ومبعوث ترامب ستيف ويتكوف، ومن الجانب الباكستاني رئيس الاستخبارات محمد عاصم مالك، يأتي في ظل العدوان الصهيوني على إيران، وفي ظل استعدادات أمريكية للانخراط بشكل مباشر في هذا العدوان.
ولا يستبعد أن يكون طلب من الجانب الباكستاني توضيحات بشأن وقوفها مع إيران، وربما استمع الرجل القوي في باكستان إلى مزيج من الإغراءات والتهديدات. كما لا يستبعد أن يكون منير قد شرح لترامب خطورة المواجهة الحالية، خصوصا أن ترامب قال حين سئل إن كانت مباحثاته مع منير قد تطرقت إلى المواجهة العسكرية بين الكيان وإيران: “إنهم (باكستان) يعرفون إيران جيدًا، أكثر من غيرهم، فليس الأمر أنهم سيئون مع إسرائيل. في الواقع، يعرفون كليهما، لكنهم يعرفون إيران أكثر”.
في حين توقع خبراء باكستانيون أن يضغط منير على ترامب لعدم دخول الحرب إلى جانب والسعي إلى وقف إطلاق النار، بحسب وكالة “رويترز”.
لا شك أن باكستان تحتاج أمريكا في عدة ملفات حساسة على رأسها الملف الاقتصادي، لكنها تدرك أن أمنها القومي سيكون مهددًا في حالة انهيار النظام الإيراني، ودخول البلاد في حالة فوضى، كما تدرك أنها ستكون التالية في قائمة الكيان.
المصدر: السبيل