كتب- أحمد العجوز

ما حدث في جامعة المنوفية كان أمرًا غريبًا؛ حيث تمَّ خطف 18 طالبًا من أمام الحرم الجامعي، كان من بينهم الطالب معاذ جلال الخور من قرية كفر عشما (الشهداء- منوفية)، وهو طالب بالمرحلة الثانوية؛ مما جعله أصغر معتقل سياسي في مصر، ورغم أنه قضى حوالي 48 ساعة في الحبس إلا أنه يتذكَّر العديد من المواقف التي دفعتنا إلى إجراء هذا الحوار السريع معه حتى يتفرَّغ لمذاكرته.

 

 

معاذ جلال الخور

 

 * وقد بدأنا معه الحوار بسؤال عن الطريقة التي تم بها اعتقاله؟

** فقال: أثناء دخولي من باب المجمع النظري بشبين الكوم استوقفني اثنان من حرس الجامعة، وسألاني عن الكارنيه؟! فقلت لهم: أنا جاي مع صديقي "منذر" لمشاهدة الحفل الفني المعلَن عنه.. فقال الضابط لـ"منذر": "تعال.. إحنا مستنيينك من بدري"، فقال لهم: "اتركوا معاذ لأنه صغير وليس له أي علاقة بالجامعة"، فقال له الضابط: "دا احنا لازم نرحّب بضيوفك كمان"!! وتم اعتقالنا في سيارة الأمن المركزي.

 

* كيف كان إحساسك لحظة الاعتقال؟ وكيف كان تعامل الأمن معكم؟

** كنت هادئًا وطبيعيًّا جدًّا؛ لأن صديقي منذر كان معي وبعض الطلاب الذين تم خطفهم من أمام كلياتهم، وقد تم ترحيلنا إلى قسم بندر شبين الكوم، وسألونا عن أسمائنا، وسحبوا أجهزة المحمول الخاصة بنا، ثم اقتادونا من بندر شبين إلى المحكمة، وعند نزولنا من سيارة الأمن المركزي فوجئت بوجود خمس عربات أمن مركزي وجنود منتشرة حول المحكمة ومحصَّنين بأسلحتهم، وشعرت وقتَها بأنني في فلسطين المحتلة، حتى إنهم منعوا كل أهالي زملائي المعتقلين من رؤية أبنائهم فأُصبت بحالة من الرعب الشديد مِن كلِّ هذه الجيوش العسكرية لـ18 طالبًا بالجامعة!! والأمر لا يستلزم كل هذه المدرَّعات، فلو أن الضابط قال لنا اذهبوا للنيابة وتعالوا على القسم كنا ذهبنا ورجعنا بسرعة، وفي المحكمة كنا "متكلبشين"، وتم حجزنا هناك لمدة ساعتين، وبعدها تم عرضنا على وكيل النيابة..

 الصورة غير متاحة

 قوات الأمن تحاصر طلاب جامعة المنوفية خلال مظاهرة تندد باعتقال زملائهم

 
* ما الأسئلة التي وجهها لك وكيل النيابة؟

**

سألني عن سبب وجودي في الجامعة ووجَّه لي تهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين ثم تدخَّل ضابط المباحث الذي كان موجودًا مع وكيل النيابة، وقال له: "كان معاه لافتتين.. الواحدة طولها 4 أمتار"، فسأله وكيل النيابة: "كانوا ملفوفين ولا رافعهم؟" قال له: "دا كان رافعهم"، فقلت له: "هو أنا لي أربع أيادي علشان أشيل لافتتين؟! ثم إنهم اعتقلوني قبل دخولي الجامعة وقبل بداية الحفل بساعتين!!"، ومن الطريف أنهم أخذوا أوصافي بالكامل من نوع اللبس والشكل والطول حتى لون الحذاء ومقاسه!! وفي حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً انتهت التحقيقات، وكان القرار الحبس 24 ساعة والعرض صباح باكر على النيابة، وقد حبسونا في زنزانة مساحتها حوالي 2م × 2م وبها 18 طالبًا، ولم يكن بها حمام ولم تكن جيدة التهوية.

 

* وماذا حدث في اليوم