كتب- أحمد محمود

حذر فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- من نكسة جديدة كالتي شهدها العالم العربي عام 1967م، خاصةً أن اسبابها متوفرة الآن، مؤكدًا أنَّ عوامل انتصار الأمم إنَّما تتحدَّد بمدى الأخذ بأسباب النصر، وبمدى الارتباط بطاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

وقال إنَّ القمع والاستبداد وحكم الفرد وغياب الرؤية العلمية والتخطيط الإستراتيجي وانتهاج سياسة ردود الأفعال.. إنَّما هي الباب الذهبي لهزيمة الأمة أمام أعدائها.

 

وقال فضيلته- في رسالته الأسبوعية التي جاءت تحت العنوان: (سنن النصر والهزيمة)، وجاءت بمناسبة مرور أربعين عامًا على حرب يونيو 1967م-: إنَّ هناك ضرورةً كبرى لمراجعة أسباب الهزيمة العربية في هذه الحرب والخروج بنتائج محدَّدة من هذه المراجعة لتلافي تكرار هذه الهزيمة في مواجهاتٍ قادمة محتومة مع الكيان الصهيوني.

 

وقد حدد عاكف في رسالته أسباب الهزيمة، ومن بينها- بجانب الاستبداد وغياب الرؤية العلمية- المبالغة في تقدير الذات، والتهوين من شأن العدو، وإهمال إعداد القوات المسلحة، واختيار قياداتها على أساس الولاء لا الكفاءات، وضعف الكيان العربي وعجزه؛ بسبب الفرقة وتباين الولاءات، مع عدم وجود رصدٍ صحيح لطبيعة خريطة القوى الدولية وحركة السياسة العالمية.

 

كذلك إعلان الحرب الضروس على الدعاة والمصلحين، وخاصةً الإخوان المسلمين؛ "حيث تعرَّضوا للملاحقة والترويع، والاعتقال والتعذيب، والمحاكمات الهزلية، وأُزهقت الأرواح الطاهرة البريئة على أعواد المشانق تارةً وبالتصفية الجسدية تارةً أخرى".

 

وحذر عاكف في رسالته من أنَّ هذه الأسباب لا يزال الكثير منها موجودًا إلى الآن؛ بما يعطي إنذارًا شديدَ اللهجة لقادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية.

 

وقال المرشد العام للإخوان المسلمين: إنَّ التربية الإيمانية والتبعيَّة لله عز وجل من أهم عوامل الانتصار، وقال عاكف: إنَّه من المهم في هذه المرحلة إعداد عُدة المواجهة في الميدان ومتطلباتها، وعلى رأسها الثبات وذكر الله وطاعته ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وترك الفرقة وجمع الكلمة وتوحيد الصف والصبر، وتجنب البطر والخيلاء، والإخلاص والدعاء.

 

وختم عاكف رسالته بدعوة الأمة إلى التماس أسباب النصر وفق السنن الإلهية؛ "حتى نتخلص من هذا المسلسل المرير من الهزائم والنكسات ونحقق ما نصبو إليه من أهداف وانتصارات".