- لا أخوض الانتخابات لعمل "شو إعلامي" وهموم الصحافة من أولوياتي

- الحريات المفتقدة هي قضيتنا الأساسية التي يجب أن تنال الاهتمام

- موقف النقابة من قضيتي ضعيف والتضامن المعنوي لا يكفي

 

حوار- حبيبة فرج

أحمد عز الدين.. اسم معروف في الوسط الصحفي منذ كان مديرًا لتحرير جريدة (الشعب)، تنقَّل بين المجلات والجرائد المعارضة داخل مصر وخارجها.. تم اعتقاله منذ عام على ذمَّة قضية قيادات الإخوان الأربعين المحالين للقضية العسكرية، وقد تعرَّض خلال سير القضية للإصابة بانزلاق غضروفي، ولأنه مناضلٌ اعتاد أن يتحدَّى الظلم والظالمين، فقد قرَّر خوضَ انتخابات مجلس نقابة الصحفيين من داخل محبسه.

 

(إخوان أون لاين) التقى الكاتب الصحفي أحمد عز الدين، صاحب القلم الحرّ، أثناء إحدى جلسات المحكمة العسكرية، وكان هذا الحوار السريع؛ عن أسباب خوضه الانتخابات، وبرنامجه، وسير القضية العسكرية..

 الصورة غير متاحة
 

* بدايةً.. رأى البعض أن خوضكم انتخابات مجلس نقابة الصحفيين، الغرضُ منه إحراجُ النظام من أجل القضية التي تحاكَم بسببها وليس من أجل النقابة!!

** القضية الموجود أنا وزملائي بسببها في السجن هي قضيةٌ سياسيةٌ من الدرجة الأولى، تتعلق بالحريات العامة التي يجري حرمانُ الشعب المصري منها، مثل حرية العمل السياسي، وحرية الرأي والتعبير، وحرية معارضة النظام، دون أن ينكل بمعارضيه، ويلفِّق لهم قضايا، وجميع القوى الحية الآن في مصر تحارَب من أجل القضايا ذاتها، وما يحدث في نقابة الصحفيين وما يحدث للصحفيين هو جزءٌ من تلك القضايا العامة؛ لذلك كان ترشيحي لانتخابات مجلس نقابة الصحفيين؛ رغبةً منِّي في المشاركة في تحمُّل جزء من هذا الواجب العام، وقد أرسل لي عددٌ من الزملاء الصحفيين يطلبون مني الترشيح، ووعدوا بأن يحملوا عبء الحملة الانتخابية نيابةً عني، وقد استخرتُ اللهَ سبحانه وتوكلت عليه وقرَّرت خوض الانتخابات.

 

* وكيف تقدمت بأوراق ترشيحك؟

** علمتُ أن اللجنة المشرفة على الانتخابات قبلت أوراق ترشيحي بموجب توكيل لابني عُمر (19 سنة)، وتم ذلك بعد أخذٍ وردٍّ، وكان المحامون قد لجأوا للقضاء تحسبًا لرفض اللجنة المشرفة على الانتخابات بالنقابة قبول أوراق الترشيح.

 

تعسف واضح

* هل رفضت المحكمة السماح لك بالخروج للتوقيع على أوراق الترشيح؟

** المحكمة رفضت الكثير جدًّا من طلبات الدفاع الجوهرية، والتي من شأنها- بموجب القانون- أن توقف سير الدعوى، وأن يتم إعلان الإفراج عن المتهمين، ومع ذلك لم تستجب المحكمة لأي مطلب من مطالب هيئة الدفاع؛ لذا لم أكن أتوقع أن توافق المحكمة على خروجي لتوقيع أوراق الترشيح بالنقابة.

 

* ما موقف إدارة السجن من عملية ترشيحك؟

** في السجن هناك قيود كثيرة تحُول دون مخاطبة الإعلام، ولا يُسمَح للزملاء الصحفيين بالزيارة، فحتى حوارنا هذا نُجريه في قاعة المحكمة.

 

* هل تتوقع الفوز..؟ أم أن الهدف لفت النظر إلى قضيتكم؟

** أعتقد أن قطاعاتٍ واسعةً من الزملاء الصحفيين تنتصر لقضية الحريات وتدعمها، وكان ذلك واضحًا في انتخابات مجلس النقابة الأخيرة قبل أربع سنوات؛ كما أنني لا أنظر للانتخابات على أنها فوزٌ أو هزيمةٌ، ولكنها مسئوليةٌ وتكليفٌ، فإن وافق الزملاء على تحميلي تلك المسئولية، وقيامي بهذا التكليف، فإنني سأقوم بها، وأسأل الله أن يعينني على ذلك، وإن كان لهم رأيٌ غير ذلك فإنني سأستمر في قيامي بواجبي في ميادين أخرى.

 

* بفرض الفوز، كيف ستباشرون العمل وأنتم قابعون في سجن مزرعة طرة؟!

** المحاكمة العسكرية التي أُقْحِمْنا فيها ظلمًا دخلَت مراحلَها الأخيرة، وكلنا ثقة في أن تظهر براءة المتهمين فيما نُسِبَ إليهم زورًا وبهتانًا، ونحن نتطلَّع إلى العودة للمجتمع، والقيام بأدوارنا فيه.

 

البرنامج فعلي

* لم تعلِن بعد برنامجَك الانتخابي رغم اقتراب الانتخابات!!

** حتى أكون صادقًا مع نفسي ومتوافقًا مع الظروف التي أمرُّ بها داخل السجن، آثرت أن لا أتحدث عن برنامجي الانتخابي؛ لأنني لو تحدثت عن برنامجي الانتخابي سيكون الردّ ببساطة: فكيف يمكنك تنفيذ هذا البرنامج وأنت معرَّض لصدور حكم عليك بالسجن؛ ولذلك فالقضية الأساسية التي يجب أن تنال اهتمام الجميع هي قضية الحريات المفتقَدة، والتي بسببها يعاني الصحفيون، ويعاني الشعب المصري كله، ولا أظن أن أحدًا يمكن أن يشكِّكَ في انحيازي لقضية الحريات بعد تلك المعاناة التي أعيشها.

 الصورة غير متاحة

 عبد القدوس يتقدم مظاهرة الصحفيين للمطالبة بالإفراج عن عز الدين

 

* وما هو موقف النقابة من قضيتك؟

** طوال فترة مكْثي في السجن والتي قاربت على العام لم يقُم أحدٌ من مجلس النقابة بزيارتي في السجن سوى مرتين، وللأسف فإن محامي النقابة لم يحضُر ولا جلسة واحدة من جلسات المحكمة العسكرية التي تجاوزت الثلاثين، وأنا أُدرك أن النقيب المنتهية فترة ولايته وعددًا من أعضاء مجلس النقابة يتعاطفون مع قضيتي، ولكن في ظروف السجن لا يكفي التعاطف عن بُعد، ومن المهمِّ أن يشعر أعضاء الجماعة الصحفية بارتباطهم ببعضهم البعض في مثل تلك الأوقات الحَرِجَة.

 

رسالة

 
 

* هل هناك رسالة تريد توجيهها لزملائك الصحفيين؟

** إنها قضية الحريات العامة، التي يطالب بها جميع المواطنين المخلصين؛ حيث الرأي والتعبير، وحرية تشكيل الأحزاب والقوى السياسية.. إنها قضية واحدة، قضيه مواجهة الاستبداد السياسي، الذي ينكل بمعارضيه، رغم أسلوبهم السلمي.

 

وإنني على قناعة تامة بأن قضيتي هي قضية قلم ورأي، وإنني أمْثُل أمام محكمة عسكرية بسبب كتاباتي ونشاطاتي التي لا تخرج عن نطاق العمل الصحفي بأي حال، وقد زُجَّ بي في السجن في قضية أكبر؛ لأن هناك من يرى أن دماءَ الإخوان المسلمين وأعراضَهم وأموالَهم مستباحةٌ، وأنني لن أجد من يقف إلى جانبي ويدافع عني، طالما أنني متهمٌ في قضية الإخوان المسلمين، ولكنني على ثقة في أن الزملاء والزميلات لديهم الوعي الكافي لإدراك محاولات التلبيس والتلفيق، بل إن تلك المحاولات أصبحت مكشوفةً للعامة من الشعب، فضلاً عن قادة الرأي من الصحفيين والكتَّاب.

 

ورغم ظروف السجن والمرض؛ فإنني أتابِعُ- عن كثب- قضايا المهنة وأحوال النقابة، وبخاصةٍ قضايا حبس الصحفيين الأخيرة، التي أراها متطابقةً مع حالتي، مثلما أرى أن قضايا المهنة جزءٌ من قضايا الوطن، الذي يمر بمرحلةِ تحوُّلٍ حرجةٍ، تحتاج إلى مشاركة الجميع بالرأي والقول والعمل.