عندما تراه لأول مرة يجب أن تلفت نظرك ابتسامة تحمل العديد من المعاني، ولأول وهلة لا بد أن يرتاح خاطرك إلى أن صاحب هذه الابتسامة شخص طيب، ودود، وعندما تتحدث إليه لا بد أن تشعر براحة أكثر..

 

هو باختصار المهندس خالد حمزة، رئيس تحرير موقع (إخوان ويب)، وخالد مثل غيره من أبناء الحركة الإسلامية، له طباعٌ محمودةٌ، إلا أن ما يميِّزه أنه بطيء الغضب، بشوش الطلَّة، سريع البديهة، مدافع عن حقه بهدوء وثقة، عندما علمنا خبر اعتقاله لم نبحث كثيرًا عن السبب وراء ذلك.. إنها المحاكمات العسكرية؛ حيث كان له دور كبير في فضح هذه المهزلة التي تعرَّض لها المهندس خيرت الشاطر و39 من قيادات الإخوان المسلمين تحت مسمَّى المحكمة العسكرية، كما كان له دورٌ بارزٌ في توضيح القضية حقوقيًّا ودوليًّا، وكان مرافقًا لمعظم الوفود الحقوقية التي جاءت لتغطية المحكمة.

 

وبالفعل لفت نظرنا هذه الحركة الدءوبة له في ملف المحاكمات، ولعل ذلك أثار تساؤلات عدة في خاطرنا: لماذا يفعل ذلك؟ هل لمجرد أن له أحد الأقارب المعتقلين في القضية أم أن هذا يرجع إلى أسباب أخرى؟! وعندما سألناه عن ذلك قال ببساطة إنها الحرية ولا شيء سواها، وهي الحرية التي بات خالد حمزة أسيرًا لها.

 

طريقة اعتقاله كانت لافتةً أيضًا للنظر ومعبرةً عن مدى ما أحدثه من صداع للنظام في ملف المحاكمات العسكرية؛ ولذلك جاءت طريقة اعتقاله مهينةً، ليس له فقط وإنما لمصر الذي أصبح خالد حمزة سفيرًا لها عند منظمات حقوق الإنسان الدولية؛ حيث تم اعتقاله من الشارع، ثم قامت قوات الأمن بتعصيب عينيه، وتوجَّهت به مباشرةً إلى مقر مباحث أمن الدولة بلاظوغلي، وقام عدد من الضباط بالتحقيق معه والضغط عليه وتهديده، وأن الدولة لن تصمت كثيرًا عن الوفود الحقوقية الكثيرة التي تزور القاهرة لمراقبة المحكمة العسكرية للإخوان، وكل ذلك بعد لقائه بالناشطة سيندي شيهان التي وجَّهت خلال زيارتها للقاهرة رسالةً للسيدة سوزان مبارك رئيس المجلس القومي للمرأة، تطالبها بتحقيق العدالة لأسر وزوجات 40 مدنيًّا يحاكَمون أمام المحاكم العسكرية.

 

وقد استطاع خالد حمزة مع فريق موقع (إخوان ويب) أن يدشنوا صحافةً مميزةً تنقل وجهة نظر الإخوان إلى العالم باللغة الإنجليزية، كما أنه أحد الداعمين لحركة التدوين في مصر.

 

وعندما تم اعتقاله رغم ظروفه الصحية الحرجة التي يعاني منها لم تفارقه ابتسامته، وثقته في نصر الله له ولإخوانه، وكانت الدلالة واضحةً عندما رفع يده بعلامة النصر وهو خارج من مجمع محاكم التجمع الخامس أثناء عرضه على النيابة منذ أيام، والتي أمرت بتجديد حبسه.

 

هو بالفعل نصر رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين؛ فخالد ليس وحده وراء الأسوار، فمعه النقابي النشط الدكتور أحمد رامي عضو مجلس نقابة الصيادلة، والذي كان عنوانًا للانفتاح على كافة الحركات والتيارات السياسية.

 

إنها فعلاً مأساة أن يُعتقل أمثال خالد حمزة وأحمد رامي وغيرهما من قيادات رموز وعموم الإخوان.

 

فتحية لهم وجزاهم الله عنا وعن دعوتنا وعن قضيتنا خير الجزاء.

إخوان أون لاين