أنا ملتزمة، والحمد لله تمَّت خطبتي لأخ نحسبه على خير.. المشكلة تكمن في كوني عاطفيةً، أما هو فعقلاني لأبعد الحدود، ولا يجيد التعبير عن مشاعره مطلقًا، ولا أعرف إن كان يميل إلى شخصي أم لا، وبناءً على ذلك لا أدري هل أستمر في إظهار مشاعري المتمثلة في السؤال عليه والاهتمام به وبرّ أهله في ظل المتاح شرعًا أم  أعامله بمعاملته؟!

 

* يجيب عن الاستشارة د. هند عبد الله، الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

دعيني أسألك أولاً لماذا تصورت أن خطيبك غير عاطفي؟!

فالرجل بصفة عامة عقلاني التفكير والتصرف، بينما المرأة عاطفية، وهذا شيء فُطِرَ عليه كلا الجنسين ولا يعيب أحدهما أنه كذلك.

 

كما أن الخطبة لا تبيح شرعًا لأحد الطرفين التعبير للطرف الآخر عن عاطفته؛ فقد ينتج عن إظهار العاطفة صراحةً الانزلاق بسهولة في أمور محرمة شرعًا، ولا يعني كونكما ملتزمين عدم حدوث ذلك، ولهذا فإن الرجل في مثل هذه المواقف يكون أكثر عقلانيةً وأشدَّ تمسكًا بعدم إظهار عاطفته خشية الانزلاق وعليك أن تعينيه على ذلك.

 

والمطلوب فعلاً في فترة الخطبة إعمال العقل أكثر من إعمال العاطفة؛ فالعقل يُتيح لكِ وضع خطيبك في الميزان الصحيح، والتعرف على ميزاته وعيوبه؛ أما العاطفة فهي تشوِّش عليك ميزانك الصحيح، وتجمِّل ما هو غير جميل، وتخفي العيوب المطلوب معرفتها والتعامل معها، وذلك بعكس فترة عقد النكاح والتي يكون فيها إظهار العاطفة وتكوين علاقة عاطفية حلوة من أشد المطلوبات فيها.

 

ولا يعني ذلك أن تكون الخطبة فترةً جافَّةً كئيبةً، بل يمكن إظهار بعض الاهتمام بالطرف الآخر، وإظهار السعادة بالارتباط به وبأسرته، ولكن يفضَّل أن تكون المبادرة من ناحيته هو؛ فهو الذي يقوم بالاتصال، وهو الذي يطلب الزيارة، وهو الذي يسأل بين كل حين وآخر، وعليك أنت السؤال (المتزن) عن والدته بين كل حين وآخر، فليس من المطلوب في هذه الفترة إظهار حرصك وتلهُّفك على سؤاله من جانبك أنت.

 

أما عن إن كان يميل إليك أم لا؛ فإن استمراره في الخطبة وسؤاله بالهاتف ولو كل فترة وطلبه لزيارتك وطريقة الكلام معك.. كل ذلك يدل على اهتمامه.