تلقَّى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين رسالةً من جمعية الاتحاد الإسلامي الماليزية (isma) تُعرب فيها عن تعاطفها ومؤازرتها للإخوان المسلمين بعد الأحكام التي صدرت ضد المحالين إلى المحكمة العسكرية، منتقدةً الطريقة التي حوكم بها الإخوان.

 

وأكَّدت الرسالة أن المحاكمة العسكرية هي ملاذُ النظام الظالم الذي لا توجد لديه أية أدلة تُدين الإخوان، وأن هذه المحاكمة الهزلية تشير إلى مدى الهلع الذي استولى على النظام من الإخوان، مؤكِّدةً أنه ليس هناك شيء يمكن أن يكون سببًا وراء هذا التصرف اللا إنساني؛ سوى رغبة النظام الحاكم في أن يحدَّ من نفوذ الإخوان، وبالتالي حفاظ النظام على السلطة المطلقة له!!.

 

ووجَّهت الجمعية الماليزية رسالةً إلى الإخوان الذين صدر في حقهم حكمٌ بالسجن، قائلةً: "ندعو الله أن يعزِّز إيمانَكم، وأن يغمرَكم برعايته في مواجهة هذه المحنة، وقلوبنا ستكون دائمًا معكم"، كما شاطرت أهالي المسجونين المعاناة التي يعيشونها، سائلةً الله أن يلهمهم الصبر الجميل، مؤكِّدةً أنه مهما غلا الثمن فإن الكفاح يجب أن يستمر.

 

نص الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باسم جمعية الاتحاد الإسلامي الماليزية (isma) نودُّ أن نعرب عن تعاطفنا البالغ مع المهندس خيرت الشاطر, النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الشرفاء؛ الذين حُكم عليهم بالسجن على يدَي النظام المصري.

 

وقد جاء الخبر صدمةً لنا، بل نعتقد أنه صدمةٌ للعالم الإسلامي بأسره، وليس الحكم فقط هو الصدمة، بل الطريقة التي جرت بها المحاكمة.

 

إن هذا الإجراء الظالم لَيعكس شعورًا من القلق لدى حاكم البلاد تجاه الصحوة الإسلامية المنتشرة في أوساط الشعب المصري، أما تهمة غسيل الأموال التي اتُّهِم بها أعضاء الإخوان المسلمين فلا أساس لها من الصحة.

 

وحقيقةً.. إن المحاكمة التي صدرت في محكمة عسكرية، بلا أدلة تدين الإخوان، وهذا المكان هو ملاذ النظام الظالم.. هذه المحاكمة الهزلية تشير إلى مدى الهلع الذي فيه هذا النظام.

 

وبدلاً من السماح للمتهمين بالدفاع عن أنفسهم؛ أصدرت المحكمة العسكرية حكمًا متعجِّلاً، حكمت به على الإخوة أحكامًا ما بين 3 إلى 10 سنوات سجنًا، والذي جعل الأمر أسوأ أن المحكمة قد أصدرت أمرًا بتجميد جميع الممتلكات والأعمال التجارية للمتهمين، وبهذا فإن المحكمة ليست فقط تُعاقب الإخوان، ولكن أيضًا أُسَرَهم والعاملين معهم وغيرهم!!.

 

فنحن نعتقد أنه ليس هناك شيء آخر يمكن أن يكون سببًا وراء هذا التصرف اللا إنساني سوى رغبة النظام الحاكم في أن يحدَّ من نفوذ الإخوان المسلمين على شعبها، وبالتالي حفاظه على السلطة المطلقة؛ فهذا التصرف قد لا يكون الأخير.

 

وإلى أحبائنا الإخوة المسجونين.. فنحن ندعو الله أن يعزِّز إيمانكم وأن يغمركم برعايته في مواجهة هذه المحنة؛ فقلوبنا ستكون دائمًا معكم.

 

أما لأسركم.. فنحن نشاطرهم الأحزان والمعاناة التي يعانونها لفقدكم، ونسأل الله أن يهبهم الصبر الجميل؛ فإن الظلم لن يدومَ طويلاً، ونذكِّركم بأن الله سبحانه وعدكم وأزواجكم الجنة إن صبرتم؛ فإنه قال وهو أصدق القائلين ﴿وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: من الآية 155).

 

وينبغي لكم أن تفخروا بما قامت به زوجاتكم من أجل هذا الدين ومن أجل أمة الإسلام، ومهما غلا الثمن فإن الكفاح يجب أن يستمر.

والله غالب على أمره، والله أكبر ولله الحمد.