أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين أن الجماعةَ لا تعترف بما يُسمى أزمة الغذاء، موضحًا أن الأزمة الحالية سببها سوء الخلق وفساد الدول العظمى التي تتسلط على الدول الصغيرة الفقيرة، وتستغل ثرواتها بهذه الصورة البشعة؛ لدرجة أنهم يستخدمون القمح والذرة في الوقودِ والشعوبُ في حاجةٍ إليها، ثم بعد ذلك سوء التخطيط "فحياتهم قائمة على الاستغلال لا على خدمةِ الشعوب".

 

وفي حواره مع جريدة (طوكيو) اليابانية اليومية ضرب فضيلته مثلاً بمصر والسودان، مشيرًا إلى أن السودان تستطيع أن تنتج من الغذاء ما يكفي لتغطية المنطقة العربية، "وللأسف الشديد.. لسوء التخطيط والصراعات السياسية الحقيرة يحرمون الشعوب من هذه الخيرات، إذن فالغذاء العالمي متوفر، ولكن سوء استغلاله هو الذي يجعل الناس يتحدثون عن أزمة الغذاء العالمي؛ لأنهم نسوا أن الله هو الذي تعهَّد بإطعامِ الناس وإطعام الحيوان والطير، لكنه جحود الإنسان الذي يريد تحقيق استغلاله الشخصي بإفقار الآخرين".

 

وقال فضيلته: "ومن هنا كان للإخوان المسلمين رؤيةٌ، وهي أنهم لا يعترفون بأزمة الغذاء العالمي؛ لأنهم يعتبرون أن غياب الغذاء الكافي جاء نتيجةً لضياع العدل والحرية والأخلاق، مشيرًا إلى أنه لو أطلقت يد الإخوان لفعلوا الكثير، لكن الجماعةَ محاصرة من قِبل نظامٍ مستبدٍ وفاسد".

 

وأكد أن سببَ الفساد كله هو الدول العظمى التي تعتدي على الدول؛ فكم أنفقت أمريكا وحلفاؤها في أفغانستان وفلسطين والسودان والصومال، لافتًا الانتباه إلى أن هذه المليارات كفيلة بتحقيق الرخاء والرفاهية للعالم.

 

وأشار فضيلته إلى إحصاءات معهد بحوث السلام الدولي باستوكهولم التي تؤكد أن الولايات المتحدة أنفقت 546.8 مليار دولار في المجال العسكري عام 2007م، وهو رقمٌ جديدٌ مرتفع، يُمثل 45% من إجمالي الإنفاق العسكري في العالم لتلك السنة، وقال المعهد في كتابه السنوي إنَّ إجمالي الإنفاق العسكري العالمي بلغ 1339 مليار دولار عام 2007م، بزيادة 9% عن عام 2006م.

 

وأضاف أن الرقم يُمثل 2.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي و202 دولار للفرد في شتى أرجاء العالم.

 

وحذَّر فضيلته من أن الأزمةَ الحاليةَ ستكون على كلِّ الدول الفقيرة في العالم ومعظم البلاد العربية ومعظم بلاد أمريكا اللاتينية وبلاد شرق آسيا.. كلها ستتأثَّر بهذه الأزمة العالمية التي سببها سوءُ الخلق.