أيام قليلة وينتهي أطول مارثون عربي- صهيوني للتفاوض من أجل تبادل الأسرى- خمس سنوات ونصف السنة- بين الجندي الأسير شاليط، وبين 1027 معتقلاً ومخطوفًا فلسطينيًّا من كافة الأطياف والفصائل والجماعات الفلسطينية، مشوار طويل من التفاوض كلف الشعب الفلسطيني فواتير باهظة وعالية من الشهداء والجرحى والمفقودين بسبب حالة السعار التي انتابت الكيان الصهيوني، فقام في السنوات القليلة الماضية بجملة من المعارك، والحملات، والمجازر أملاً في تحرير الجندي الصهيوني الأسير، أيام قليلة وتتم الصفقة تاركة حزمة من الدروس المستفادة في فنون التفاوض وأساليب الدبلوماسية التي حُرم منها غالبية الدبلوماسيين العرب إن لم يكن كلهم، دروس في التفاوض والدبلوماسية منها:

* الإيمان بالله أولاً ثم الإيمان بعدالة القضية والحقوق المتفاوض عليها، وهي أخلاق وصفات حُرم منها المفاوض العربي دائمًا أمام الكيان الصهيوني.

 

* الكفاءة غير المسبوقة عالميًّا في إخفاء الصهيوني الأسير رغم التعاون والتضامن بين أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية والعربية والعالمية.

 

* طول النفس وقوة الإرادة والإصرار الذي اتسم بها المفاوض الحمساوي.

 

* كفاية المعلومات وكفاءة القيادات التي حملت هذا الملف الشائك ما يعطي الثقة في أن الكفاءات موجودة، والفرص محدودة.

 

* التوظيف الأمثل للفرص المتاحة للمفاوض الحمساوي بداية من قوة الجبهة الداخلية لشعب غزة، مرورًا بالتعاطف الشعبي العربي والإنساني، وانتهاءً بالحالة النفسية المنهارة والمتراجعة للكيان الصهيوني.

 

* عدم الرضوخ والاستسلام والإصرار على الثبات والمقاومة بالرغم من أجواء التواطؤ والتباطؤ والانحياز بل والعمالة.

 

* الحس الوطني للمفاوض الحمساوي الذي لم يتعامل بعقلية أو نفسية فصائلية بل بروح وطنية عامة لا يعنيها الانتماء الفصائلي للأسرى.

 

* إصرار المفاوض الحمساوي على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب والحقوق بتحرير أسرى المحكوميات العالية على خلاف ما كان يشترط الكيان الصهيوني، ويدعمه الوسطاء والشركاء.
* إرجاع الفضل إلى أهله بالخطاب الراقي الذي توجه به السيد خالد مشعل لكلِّ من شارك وساهم في هذه الصفقة من الشخصيات والكيانات والدول.

 

* فشل الرهان على إخراج حماس من المعادلة بل ترسيخ قاعدة لا فكاك عنها "لا حل دون حماس".

 

* إهدار الأكذوبة الكبرى التي روجها الكيان الصهيوني لعقود طويلة "إسرائيل قدر لا فكاك منه".

 

* إعطاء المزيد من الأمل للشعوب العربية ولكل أحرار العالم بأن الحقوق لا تمنح لكنها تنتزع.

 

* فرصة وطنية غير مسبوقة لدعم المصالحة الفلسطينية، في ظل ربيع الثورات العربية "كابوس الكيان الصهيوني".

خلاصة المسألة.. نعم نحن نستطيع إذا أردنا.

-----------------

* مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية