أكد الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وعضو الجمعية التأسيسية المنتخبة لإعداد الدستور في حواره لـ(إخوان أون لاين) عقب بيان المجلس العسكري الأخير الذي حمل في طياته الكثير من التهديدات أن ما يثار من مفاوضات بين العسكري والإخوان لا أساس له من الصحة، وطالب العسكري بالعدول عن قراراته والاعتراف بأخطائه.

 

* لنبدأ من آخر تحرك لمجلس العسكري.. كيف قرأت بيانه الأخير؟

** المجلس العسكري يصبُّ الزيت على النار، فكان من المفترض أن يكون صاحب نظرة متوازنة؛ لأن حال العقلاء الرجوع عن الخطأ وليس التمادي فيه.

 

أما الاستمرار في لغة التهديد والوعيد فهو أمر غير مقبول بالمرة، وما نطالب به هو الرجوع عن القرار الإداري الخاطئ، ولم نتعرض في أي تحرك أو حديث لإهدار أي حكم قضائي.

 

* وحول ما يثار عن خطأ حملة د. مرسي في إعلان النتائج مبكرًا.. كيف ترى ذلك؟!

** ليس من الخطأ إعلان المؤشرات ومن يقل غير ذلك يعد مخالفًا للأعراف الدولية، كما أحب أن أؤكد أن القضاة المشرفين على اللجان الفرعية هم من أعلنوا النتائج من خلال تسليم نسخة أصلية من محاضر الفرز لمندوبي الدكتور مرسي، وبالتالي فهم من أعلنوها في حضور المندوبين ووسائل الإعلام، والحملة لم تقم سوى بتجميع الأرقام التي وصلتها.

 

* بعض ردود الأفعال على البيان اعتبرت أنه مقدمة لأفعال أخرى ينوي العكسري القيام بها.. ما رأيكم في ذلك؟

** أرى أنها محاولة لتهدئة الموقف، لكنها أصابت في الاتجاه الخاطئ، وكل ما عليه لتصحيح الوضع هو التراجع عن القرارات الخاطئة التي اتخذها في وقت سابق.

 

* ماذا لو زوِّرت النتيجة وأعلن فوز مرشح الفلول؟

** أعتقد أن هذا سيكون خطأً كبيرًا، ولن يتقبلها أي عاقل، ولا يكون إلا صبًّا للزيت على النيران المشتعلة.

 

* ما حقيقة المفاوضات التي تجري بينكم وبين المجلس العسكري في مقابل إعلان فوز د. مرسي بالرئاسة؟

** أؤكد أنه ليس هناك أي مفاوضات بين الجماعة والمجلس العسكري، وما يحدث هو مجرد نقاشات لمسئولين رسميين في الدولة، كما أعلن الدكتور محمد سعد الكتاتني أن لقاءه بقادة المحلس العسكري لينقل وجهة نظر الشعب المصري بصفته رئيسًا لمجلس الشعب، ولا وجود للتنازلات عن حقوق المصريين، وكل ما يثار في هذا الشأن هي شائعات تهدف لبلبلة المواطنين.

 

* ماذا عن توقعاتكم لمدى نجاح الجمعية التأسيسية المشكَّلة من أعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين؟

** كل المؤشرات تبيّن نجاحها بإذن الله بنسبة عالية جدًّا، خاصةً أن ممثلي الكنائس أعلنوا حضورهم للاجتماع المقبل المقرر عقده يوم السبت.

 

* وأين وصلتم في مشاوراتكم مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة التي يتحدث عنها بعض وسائل الإعلام؟

** ليس لديَّ أي معلومات بخصوص المفاوضات حول تشكيل الحكومة؛ لأنها شأن خاص بالدكتور محمد مرسي وحده، والجماعة ليس لها دخل فيها.

 

* وكيف ترى تأثير مليونية اليوم 22/6 قبل أيام من الموعد المقرر من المجلس العسكري لتسليم السلطة؟

** مليونية اليوم حققت أهدافها بنسبة كبيرة، كما عودنا الشعب الذي أعاد للميدان زخمه الثوري، ويستمر في ممارسته دوره الذي لا تتحرك الأمور بغيره من الضغط على الحاكم لتنفيذ رغبات الشعب وإعطائه حقوقه.

 

ما يؤكد ذلك أن الأعداد اليوم تخطت الـ3 ملايين، جاءوا من كل مكان لانتزاع حقوقهم، وفقًا لما أعلنته المنصة الرئيسية بالميدان.

 

* بعد تكذيبكم للأخبار التي تنشرها بعض وسائل الإعلام.. ما رسالتكم لها؟

** اتقوا الله في هذا الشعب ولا تستخدموا أدواتكم كسلاح ضد إراداتهم؛ ولكن استخدموه لصالحه وفيما ينتفع به، فلا بد للإعلام أن يكون ضمير الشعب لا أن يمزق إرادته ويعاديها.

 

وأحذركم أن الكاذب سيظهر ولو بعد حين، فالشعب لديه ذاكرة قوية يستطيع بها أن يميز بين الكاذب فينفر منه، والصادق فيلجأ إليه ويستقي منه معلوماته.