بوسعنا أن نكون بكرة أفضل من اليابان وألمانيا والولايات المتحدة، بسيطة جدًّا. بداية يستيقظ الإنسان في الصباح، ويقول لنفسه أنا إنسان محترم ولست حيوانًا ولا أقبل أن أعيش كالحيوان، ويبدأ أول شيء بتنظيف ما حوله وحول بيته، ثم يحول بيته إلى حديقة بزراعة نباتات النعناع والطماطم وعشبة الليمون، وكلها أمور لا تكلف سوى ملاليم وسوف توفر له مشروبات ومأكولات بلوشي، وتجعل رائحة بيته ورائحته ملابسه وعفشة من روائح الجنة.

 

بهذه الخطوة البسيطة جدًّا، سوف تتحول مصر إلى دولة نظيفة شوارعها عبارة عن حدائق ترد الروح، وترجم هذا إلى دخل في السياحة بعشرات المليارات من الدولارات، ولأننا قررنا أن نتحول إلى بشر، فلن تكون المراة مفرخة للإنجاب ولن نقبل بأن يكون أولادنا سلعة، وسوف يكتفي كل منا بطفل واحد يخصص له من وقته ما يكفي لكي يربيه وينشئه تنشئة حسنة. أما من ناحية الحكومة، فعليها أن تمنع زراعة الأرز وقصب السكر وتخصص الماء لزراعة عشرات الملايين من النخيل في الصحراء، وهذا سيحسن من مناخ مصر ويقلق من تلوثه بداية وثانيًا سيوفر لنا غذاء صحيًّا رخيصًا من البلح والتمر، وثالثًا سيوفر مادة خام نباتية من سعف النخيل نستغلها عضويًّا في تربية المشروم الذي يمكن أن يغنينا نهائيًّا عن اللحوم الضارة بالجسم ويوفر لنا بروتينًا رخيصًا شهيًّا، وهذا معناه ببساطة أن نوفر للناس طعامًا صحيًّا بملاليم بحيث يختفي الجوع من حياتنا.

 

والأمر الأخير أن ندرك أن الأناقة ليست في نوع الملابس ولا الأثاث، ولكن في النظافة والاتساق، فلماذا لا نتخلص من الأثاث الزائد عن الحاجة وننام على مراتب خفيفة يمكن أن نجمعها في الصباح لتوفر مساحة كبيرة في البيت وأن نستخدمها في الجلوس بعد طيها بحيث لا نحتاج إلى الكراسي ولا إلى الأسرة بما يوفر ثمن الخشب، وسوف يسمح لنا هذا بتوفير مساحة في أي شقة مهما كانت صغيرة لصنع دولاب أو أكثر من دولايب الحائط التي لا تكلف سوى شوية طوب وأسمنت بدلاً من شراء دولاب بألوف الجنيهات.

 

تخيل نفسك بعد شهور قليلة تسير في شوارع نظيفة محاطًا بالخضرة والروائح العطرية الحلوة في كل مكان في جو نظيف خالٍ من التلوث وحولك في الصحراء غابات من النخيل البديع وتستطيع أن تتناول سندويتش بفتيك من المشروم (الأفضل طعمًا من اللحم) بقروش قليلة.

 

أما باقي النقلة الكبرى، فهي أن تبدأ الحكومة في تصنيع ألواح توليد الطاقة الشمسية وتوزعها على البيوت لكي تنتج البيوت حاجتها من الطاقة وتضخ الباقي في الشبكة الرئيسية، وهذا مشروع قومي يمكن أن يحول مصر في خلال سنوات إلى بطارية إنتاج للطاقة، ويتيح إعمار أي نقطة في الصحراء، أيًّا كانت. لست أدري إن كان أحد سيقرأ هذا، ولكن والله هذه الأفكار ليست نبتًا من الخيال ولكنها نتاج جولات وسياحات في العالم ومن واقع خبرتي في العيش في الولايات المتحدة والنمسا، التي تنفذ مشروع توليد الطاقة الضوئية الذي أصفه.

---------

[email protected] النمسا