قلوب تعتصر ألمًا ووجعًا وأنهار من الدموع لا تجف، وذكريات جميلة لولدها الغائب الذي كان يرتمي في أحضانها، حاملا هديته البسيطة ليعبر عن مدي حبه وتقديره  ورعايته لها  في عيدها، قبل أن تختطفه يد المنون وتواريه تحت الثري.. أو تغيبه قضبان الاعتقال، في وطن تحكمه عصابه قاتله مجردة من كل مشاعر الإنسانية.


"أمهات الشهداء والمعتقلين" ملف ينزف ألما لمشاعر الأمومة  التى قضي عليها النظام الانقلابي، فمع صباح كل يوم تفقد أم ابنها وتحرم منه  وتودعه إما إلي مثواه الأخبر، أو إلي سجان لا يعرف شيئا عن الرحمه. 


"حية هي لكنها بلا روح، حرة لكن عقلها سجين هناك مع ابنها المعتقل، هذا هو حال الامهات الثكالي  في ذكرى عيدها، كل ما تراه يعيدها إلى قبر ابنها أوزنزانته،  فلا تزال أرواحهن سجينة القضبان التي أسرتهن عن ضم الأبناء ورؤية فرحتهم وهم يشقون طريقهم في الحياة.


 21 مارس تراقب الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن في مثل ذلك اليوم نظيراتهن وهن يستقبلن من أبنائهن الزيارات والهدايا والرعاية في يوم عيدها.. دون أن ترى أبناءها، تلمح في كل حركة وسكنة ما كان يفعله ابنها معها.. لكنها تفتقد ضمة صغيرها وابتسامته، وحتى مزاحه وضحكته. منذ ثورة يناير ومرورا بالانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب وحتى الآن فقدت العديد من الأمهات أبناءهن وبناتهن في مذابح نفذها العسكر بحق أبناء الشعب المصري الأعزل وعلى رأسهم أحداث الثورة ومحمد ومحمود ، ومذبحة الحرس الجمهوري والمنصة وفض أعتصامي رابعة وارنهضة ، وأحداث رمسيس وغيرها من الأحداث.


ورغم كل هذه الأوجاع والآلم نجد أمهات الأبطال من الشهداء والمعتقلين والمطاردين، يقدمن نماذج مشرفة لخنساء هذا العصر، التى تضحي بكل شئ من أجل حرية وطنها.
بكلمات تدمع العين علقت والدة الشهيدة حبيبة عبد العزيز عن فقدانها لآبنائها حبيبة ومصعب في عيد الأم قائلة،  لم نكن نميز يوم 21 مارس بإحتفال خاص ولكن كان يحرص أبنائي علي جلب هدية لي وكان أخر يوم أم لحبيبة معنا أحضروا لي لاب توب الذي أكتب منه الان وأول يوم أم بعد إرتقائها حرص مصعب علي إصطحابي مع أخواته البنات للمطعم الذي أحب و أحضروا لي باقة ورد كبيرة وهدية جميلة بإسمهم الاربعة حبيبة ومصعب و أروي ويارا.


 وتابعت في تدوينة لها و يوم الام العام الماضي كان أول يوم لي في إسطنبول أما هذا اليوم فلا حبيبة معي ولا مصعب الذي أكمل اليوم 5 شهور غياب frown emoticonوالقلب مكسور بسبب أحكام الإعدام بالجملة علي أبنائنا و إخواننا و اخواتنا وعلي حال معتقلينا المخطوفين في سجون العسكر نسأل الله أن يفك أسر مصر ، و أسر كل مخطوفينا ، و أن يعيد الفرحة لقلوبنا.