أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، تحت اسم "نبع السلام" بهدف إقامة منطقة آمنة.

وأجرت القوات التركية على مدى الأسابيع الماضية استعدادات مكثفة لهذه العملية التي تسعى من خلالها لإخلاء جزء من الشريط الحدودي الذي تنتشر فيه ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

ومع نبأ انطلاق العملية، أفاد مراسل "الجزيرة" بوقوع أربعة انفجارات في مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة رأس العين شمالي سوريا.

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن استعدادات الجيش التركي للعملية العسكرية شرق نهر الفرات في شمالي سوريا تجري على قدم وساق، بينما أكد الرئيس التركي - خلال اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين - أن حماية حقوق ومصالح الشعب السوري عنصر رئيسي بالنسبة لتركيا.

وقال أكار - في تصريح له صباح اليوم خلال حفل لافتتاح العام الدراسي في الكلية العسكرية بإسطنبول شارك فيه مع قادة الجيش التركي - إن الاستعدادات بخصوص العملية العسكرية ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى أنهم وقادة الجيش التركي يتابعون التحضيرات عن كثب.

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية على الحدود وصول قافلة كبيرة من المركبات إلى بلدة أقجه قلعة في محافظة شانلي أورفا ليلا.

من جانبه، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون - في حسابه على تويتر - إن الجيش التركي على وشك عبور الحدود السورية رفقة الجيش السوري الحر.

وأضاف ألتون أن أمام وحدات الشعب الكردية خيارين: إما أن تحول ولاءاتها، أو أن تركيا ستُضطر لمنعها من تعطيل مساعيها في التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة.

في غضون ذلك، نقلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن مسئولين أمريكيين قولهم إنهم يتوقعون بدء العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا خلال 24 ساعة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو​أن​أنقرة​ ستعلم الدول المعنية بشأن العملية العسكرية في​الشمال السوري، بما في ذلك نظام بشار.

وأشار أوغلو إلى أن الإرهابيين هم الهدف الوحيد في شمال سوربا، وبهذا سنسهم بشكل كبير في تأمين وحدة الحدود السورية، وشدد على أن هذا من حق بلاده الناجم عن ميثاق​الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي.

وتأتي هذه التطورات عقب تصديق البرلمان التركي في وقت سابق على تمديد التفويض الممنوح للحكومة التركية لتنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود في سوريا والعراق.

وتتأهب أنقرة وتركيا للتوغل في شمال شرق سوريا لطرد المقاتلين الأكراد، بعدما بدأت القوات الأمريكية إخلاء جزء من الشريط الحدودي.

وتخشى القوى العالمية أن تكون هذه العملية بداية لفصل جديد من الحرب المستعرة في سوريا منذ أكثر من ثمانية أعوام.

وفي ردها على هذه التحركات التركية، نددت دمشق بنوايا أنقرة "العدوانية" مع استعدادها لشنّ عملية عسكرية وشيكة على مناطق سيطرة الأكراد في شمال البلاد، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي.