خلال الأيام القليلة الماضية زجَّت سلطات الانقلاب بأربعة صحفيين جدد في سجونها، بخلاف سبعة صحفيين آخرين اعتقلوا على خلفية احتجاجات سبتمبر الماضي.

إذ اعتقلت قوات الانقلاب الصحفي في صحيفة "روز اليوسف" أحمد شاكر، وقبله الصحفية المستقلة سولافة مجدي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد والصحفي محمد صلاح.

وألقت قوات أمن الانقلاب القبض على أحمد شاكر من منزله، في طوخ في محافظة القليوبية, فجر الثامن والعشرين من نوفمبر الحالي.

شاكر صحفي نقابي، وعمل في عدد من الصحف والمواقع الإخبارية المصرية، بالإضافة إلى عمله في "روز اليوسف" القومية.

وكان شاكر شارك في منتدى الإعلام الأخير الذي نظمه "النادي الإعلامي الدنماركي" في القاهرة، بمداخلة وسؤال حول مستقبل حرية الإعلام ومستقبله في ظل الأوضاع الحالية، خلال ندوة حضرها نقيب الصحفيين المصريين ضياء رشوان.

وجاء اعتقال أحمد شاكر بعد يومين من اعتقال الصحفيين سولافة مجدي وحسام الصياد ومحمد صلاح، وتم ضمهم للقضية رقم 488 لسنة 2019 أمن دولة، المحبوس فيها عدد من الناشطين والسياسيين، وعلى رأسهم الناشط العمالي كمال خليل والمحامية ماهينور المصري، والأكاديميان المعارضان حسن نافعة وحازم حسني، والحزبي الناصري عبد الناصر إسماعيل، والكاتب الصحفي رئيس حزب الدستور سابقًا خالد داود، والصحفي إسلام مصدق، والناشطة السياسية والصحفية إسراء عبد الفتاح، والمحامي الحقوقي عمرو إمام.

ويواجه المتهمون في القضية اتهامات ملفقة تزعم بـ"مشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها"، و"نشر أخبار كاذبة"، و"إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

سولافة مجدي صحفية ومدافعة عن حقوق الإنسان، بدأت العمل عام 2010 في عدد من الصحف العربية والمصرية، وانتقلت بعدها للعمل ما بين منتجة ومراسلة أخبار مع عدد من القنوات مثل 25TV و"الشرقية" و"دويتشه فيلله" و"دايلي نيوز إيجبت" و"بي بي سي". وأسست عام 2017 ما سمتها Everyday Footage، وهي المدرسة الأولى في مصر التي تهتم بتعليم صحافة التليفون المحمول للصحفيين والباحثين والمعنيين بالتوثيق. عام 2019 اختيرت لزمالة "رهام الفرا"ـ لتكون الصحافية العربية الوحيدة من بين 15 صحفيا حول العالم اختيروا من الجمعية العامة للأمم المتحدة. اهتمت مجدي خلال مسيرتها المهنية بتغطية عدد من قضايا حقوق الإنسان والحريات، مثل حقوق النساء والأقليات والهجرة غير الشرعية.

أما زوجها حسام الصياد فهو مصور صحفي حر، يعمل مراسلًا لعدد من الصحف والمواقع الإخبارية العالمية، وكان قد أعلن رفضه لاعتقال صديقتهم إسراء عبد الفتاح التي ألقي القبض عليها في 29 سبتمبر الماضي وتعرضت للتعذيب قبل ظهورها في النيابة ودخلت في إضراب عن الطعام.

والصحفي محمد صلاح كان مع إسراء عبد الفتاح لحظة القبض عليها، واختطافها من سيارتها في الشارع.

كما ظهر الصحفي المصري، حسن القباني، في نيابة أمن الدولة العليا بعد اختفاء دام 67 يوماً.

وكانت قوات أمن الانقلاب في محكمة جنايات القاهرة احتجزت الصحفي حسن القباني، في 18 سبتمبر الماضي، أثناء حضوره جلسة تجديد التدابير الاحترازية، وانقطعت المعلومات كافة عن مكان احتجازه.

وجاء اعتقال القباني بعد 3 أشهر من اعتقال زوجته الصحفية آية علاء، لاتهامها بنشر أخبار كاذبة على خلفية دفاعها عن زوجها خلال فترة اعتقاله. وكان يرعى ابنتيهما، همس وهيا، في ظل اعتقال زوجته.

وكان القباني قد اعتقل في يناير عام 2015، قبل إخلاء سبيله بتدابير احترازية في نوفمبر عام 2017.

يشار إلى أن آخر قائمة محدثة بالصحفيين في سجون الانقلاب الصادرة عن "المرصد العربي لحرية الإعلام"، في 3 يوليو الماضي، تضم أسماء 85 شخصًا، وتشمل صحفيين ومراسلين ومصورين ميدانيين ومتدربين، ما بين حبس حكمي أو حبس احتياطي.

بينما وثقت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" وجود 54 صحفيًا مقيدًا في كشوف نقابة الصحفيين في سجون العسكر.

وبشأن قائمة الصحفيين السجناء الصادر ضدهم أحكام قضائية بلغ عددهم 29 صحفيا وإعلاميا، وفقًا لآخر حصر لـ"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان".

ووفقًا للأرقام الصادرة عن "لجنة حماية الصحفيين"، تحتل مصر المرتبة الثالثة كأسوأ بلد من حيث سجن الصحفيين. والبلدان الخمسة الواردة في مقدمة إحصاء لجنة حماية الصحفيين مسئولة عن سجن أكثر من ثلثي جميع الصحفيين السجناء في العالم، وهي تركيا والصين ومصر والسعودية وإريتريا.

كما تراجعت مصر مركزين في مؤشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة، لـ"منظمة مراسلون بلا حدود" لعام 2019، ووصلت للمركز 163 عالميًا بتراجع مركزين عن العام الماضي، ضمن قائمة تضم 180 دولة.