تواصل السيدة السورية "فوزية"، حياتها في ولاية هطاي التركية (جنوب)، بعدما فقدت 27 من أقربائها في هجوم للنظام السوري وداعميه على ريف حمص (شمال). وتعيش فوزية (47 عاما) في قضاء "ريحاني" بالولاية، رفقة ابنتها وحفيديها، بعد أن فقدت زوجها وأبناءها وأحفادها الآخرين، في هجوم لقوات النظام وداعميه على قرية "الشواهد".

وتقوم بدور الأب والأم في رعاية حفيديها غادة أحمد (4 أعوام) و"عبد الكريم حسان" (6 أعوام)، بينما تعتمد على دعم المحسنين لتلبية احتياجات المعيشة. وقالت فوزية، لوكالة "الأناضول" إنها فقدت جُل أقاربها خلال هجوم لقوات النظام والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران على قريتهم بريف حمص، قبل 4 سنوات. وأردفت: "لا يمكن أن أنسى ذلك اليوم أبدا؛ أبنائي وزوجي وأحفادي قتلوا برصاص الشبيحة، وأنا نجوت لأنهم ظنوني ميتة". 

وتابعت أنه بعد شهر، اتصل بها مسؤول في قوات النظام، وطلب منها تحميل المعارضة مسؤولية قتل أبنائها، مقابل مبلغ من المال. وأضافت: "رفضت ذلك، لأنني لن أفرط في ديني ودم أبنائي وزوجي والشهداء مقابل المال". وأوضحت أنها لاحقا بعد هروبها من القرية، لجأت إلى تركيا.

وأكدت أن ابنتها وحفيديها، هم أفراد عائلتها المتبقين لديها، بعدما فقدت جل أقاربها في ذلك الهجوم، وأحد أبنائها مازال مفقودا منذ 5 سنوات. وأفاد قائلتا: "حفيدتي غادة تنام رفقة الدمية التي أهدتها لها والدتها في عيد ميلادها، تتنشق رائحة أمها من تلك الدمية".

ويصل عدد العرب بشكل عام في تركيا إلى 5 ملايين مقيم، بينهم 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري، بحسب تصريح رئيس "الجمعية العربية" في إسطنبول متين طوران العام الماضي. ويبلغ عدد السوريين في إسطنبول نحو 559 ألف شخص بحسب بيان لـ "المديرية العامة للتعلم مدى الحياة" التركية نشر في عام 2018، وقد يزيد هذا العدد إذا أضيف إليه غير المسجلين.

ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، تدفقت أعداد كبيرة من السوريين إلى تركيا، بعد أن فتحت حكومة أردوغان الأبواب على مصراعيها في البداية أمام السوريين، وسط معارضة من جانب حزب الشعب الجمهوري. وبدأت إجراءات منح السوريين الجنسية التركية في عام 2016 عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخاذ وزارة الداخلية التركية خطوات جادة في سبيل إعطاء الجنسية "لمن يريدها".