تتواصل جرائم العسكر ضد الإنسانية برفض الإفصاح عن أماكن احتجاز المختفين قسريًا لمدد متفاوتة، وجدّد عدد من المنصات الحقوقية وأهالي وأسر المختفين قسريًّا بعدة محافظات مطالبتهم بالكشف عن مصير أبنائهم.

فجدَّدت حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" المطالبة بالكشف عن مكان احتجاز الشاب "محمد مختار إبراهيم عبد الوهاب"، 29 سنة، يعمل محاسبًا؛ حيث ترفض عصابة العسكر الإفصاح عن مكان احتجازه منذ اعتقاله يوم 17 أبريل 2019 من أمام محل عمله بحي المرج.

وأدانت مؤسسة "عدالة" لحقوق الإنسان استمرار جريمة الإخفاء القسري للشاب "عمر محمد شحاتة علي رمضان”، البالغ من العمر 18 عاما، منذ اعتقاله في مايو 2019 من أحد شوارع محافظة الإسكندرية، واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن.

وطالبت المؤسسة بضرورة الكشف عن مكان وجوده والإفراج الفوري عنه، ووقف نزيف الانتهاكات والجرائم التي لا تسقط بالتقادم وتعد جرائم ضد الإنسانية.

من جهتها جدَّدت أسرة الشاب "عبد الرحمن أشرف كامل عبد العزيز"، الطالب بالفرقة الثانية بكلية دار العلوم، من أبناء مدينة بني مزار في المنيا.

وتؤكد أسرته عدم التوصل لمكان احتجازه منذ اعتقاله يوم 3 أبريل 2019، دون سند من القانون، من أحد شوارع القاهرة، واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن.

أيضا جددت أسرة الشاب محمد مختار إبراهيم محمد عبد الوهاب، يبلغ من العمر 29 عامًا، من أبناء محافظة الشرقية، المطالبة بالكشف عن مكان احتجازه القسري، منذ اعتقاله في 17 أبريل 2019 دون سند من القانون، بالقرب من منزله بالمرج في القاهرة، حيث كان في طريقه لمحل عمله، وفقا لما ذكره شهود العيان لأسرته.

وذكرت أسرته أنه بعد اعتقاله بساعات، قامت قوات أمن الانقلاب بمداهمة منزله في المرج بعد اعتقاله بساعات، كما قامت بتفتيش المنزل بصورة همجية وإتلاف محتوياته، أيضا تم اقتحام منزل العائلة في محافظة الشرقية بعد اعتقاله بعدة أيام والاعتداء على زوجته ووالدته بالضرب.

وناشدت أسرة الضحية كل من يهمه الأمر التحرك لرفع الظلم الواقع عليه والكشف عن مكان احتجازه وأسبابه، وسرعة الإفراج عنه، ووقف نزيف الانتهاكات والجرائم التي لا تسقط بالتقادم.

كما تخفي العصابة الشاب "عمرو عزب محمد"، الطالب بالسنة النهائية بكلية الطب، منذ اعتقاله تعسفيا يوم 3 مارس 2019 واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن.

ورغم تحرير أسرته للعديد من البلاغات والتلغرافات للجهات المعنية بحكومة الانقلاب، إلا أنها لم تتعاط مع أي منها، بما يزيد من مخاوف أسرته على سلامة حياته.

وكشفت أسرة المواطن محمود حسين ياسين عن إخفاء قوات الانقلاب لمكان احتجازه منذ اعتقاله تعسفيا بتاريخ 12 نوفمبر 2019، وسط قلق وخوف ذويه على سلامة حياته.

كما يتجدّد المصير بالنسبة للمهندس مدحت عبد الحفيظ عبد الله عبد الجواد، من أبناء بني سويف، فمنذ اعتقاله يوم 27 ديسمبر 2017، أثناء وجوده بمنطقة التوسيعات الشرقية خلف مول مصر بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، ولا يعلم مصيره، حيث تم اقتياده إلى جهة غير معلومة حتى الآن.

وكتب عصام خطاب، والد المختفي قسريا محمود عصام "سنتين ونصف وابنى الوحيد مختفٍ قسريا ولا أعرف مكانه حتى الآن، والداخلية أنكرت وجوده لديها رغم أن الأمن الوطني هو اللي أخده بدون تهمة، ابني لا بلطجى ولا لص ولا بتاع مخدرات، ابنى مهندس متخرج بتقدير امتياز".

وتابع: "اسمه محمود عصام محمود أحمد.. والله حرام وعيب، مفيش دولة محترمة في العالم تخفى شخصا قسريًا سنتين ونصف وبدون تهمة.. حسبنا الله ونعم الوكيل" .

أيضا ما زالت قوات الانقلاب بالقاهرة تخفى مكان احتجاز  الشاب "محمود أحمد عبد الظاهر الأمير"، الطالب في الفرقة الثالثة بكلية الشريعة والقانون بأسيوط، والمقيم بمركز الكرنك بمحافظة الأقصر، منذ تم اعتقاله تعسفيًا في 26 مايو 2018 من السكن الجامعي بأسيوط، واقتياده إلى مكان غير معلومة.

أيضا ترفض عصابة العسكر الكشف عن مكان احتجاز الشاب “محمود راتب يونس القدرة”، 28 عامًا، من سكان التجمع الأول بمحافظة القاهرة، منذ القبض التعسفي عليه دون سند من القانون، ضمن جرائم العسكر التى لا تسقط بالتقادم .

وذكرت أسرته- في استغاثتها التي وثقها عدد من مراكز ومؤسسات حقوق الانسان- أنه منذ اختطافه يوم 13 أكتوبر 2019 من أمام بيته أثناء عودته من عمله، لم يُستدل على مكانه حتى الآن.

أفرجوا عن الأطباء

جدَّد فريق "نحن نسجل" الحقوقي المطالبة بإخلاء سبيل الدكتور وليد السنوسي، أستاذ الميكروبيولوجي بالمركز القومي للبحوث، الحائز على جائزة الدولة المصرية في مجال البحوث البيئية.

وكانت صحيفة روز اليوسف قد كشفت، في يناير 2020، عن إسهامات علمية سابقة له في علاج ‫كورونا، ولم تذكر أنه  محتجز في سجن العقرب منذ اعتقاله في يوليو 2018.

وتواصلت المطالبات بضرورة تفريغ السجون من جميع المحتجزين، خاصة معتقلي الرأي والأطباء والعلماء، قبل تحول السجون إلى بؤرة لتفشي وباء كورونا الذي يواصل انتشاره بمعدلات واسعة بمحافظات الجمهورية.

ومن بين القابعين فى سجون العسكر منذ الانقلاب العسكري الدموي الغاشم الدكتور "محمد سعد الكتاتني"، أستاذ الميكروبيولوجي بكلية العلوم جامعة المنيا ورئيس برلمان الثورة فى 2012.

بينهم أيضا الدكتور عصام العريان، أستاذ التحاليل الطبية، يقبع في زنزانة الإعدام لموقفه من رفض الانقلاب العسكري الدموي الغاشم، بعد تلفيق اتهامات ومزاعم لا صلة له بها.

وطالبت حركة "نساء ضد الانقلاب" برفع الظلم الواقع على المعتقلة "علا القرضاوي"، ابنة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، التي تقبع في سجون الانقلاب لمجرد أنها ابنة أبيها، وفقط وتتعرض لعدد من الانتهاكات والجرائم دون مراعاة لسنها، حيث إنها جدة، فضلا عن تجاوز كل الخطوط الحمراء فى التعامل مع المرأة المصرية.

وقالت الحركة: "١٠٢٠ يوما قضتها السيدة علا القرضاوي في سجون الانقلاب، في زنزانة انفرادية تواجه ألمها ولوعة فراق أحبائها وحدها".

وتابعت "فقد تم اعتقالها في ٣٠ يونيو ٢٠١٧، وتم إخفاؤها قسريا حتى ظهرت في نيابة أمن الدولة، وتم إخلاء سبيلها بعد عامين فى ٣ يوليو ٢٠١٩، إلا أن تم إدراج اسمها في قضية جديدة رقم ٨٠٠ لسنة ٢٠١٩".

أيضا طالبت بالحرية للدكتورة بسمة رفعت، ماجستير الطب الطبيعي والروماتيزم، والتى تتعرض لانتهاكات وجرائم تتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان، وسط استنكار وإدانات حقوقية لإصرار العسكر على انتهاك حقوق المرضى والأطباء، دون اعتبار لأزمة مثل وباء كورونا تهدد بفناء العالم.