لا يمكن أن تتوقف الثعابين عن تغيير جلدها، لأنها تقوم فى فصل الربيع بتغيير جلدها، حين يضيق جلدها بنمو جسدها الذى ينمو، حالة الثعابين التى تغير جلدها في فصل الربيع، قد تفيدنا في معرفة بعض الكائنات التى تغير جلدها حسب المصلحة، لا لأن نموها مستمر، أو أن جلدها لا يساير هذا النمو، ولكنها تحرص على مجاراة الأوضاع المتغيرة مهما كانت.

وقد حاولت أستعيد بذاكرتى، مواقف لبعض هؤلاء المتلونيين، عن جماعة الإخوان المسلمين، عقب ثورة يناير، وتصدر الإخوان للمشهد، وكيف أنهم انقلبوا رأساً على عقب، بعد الانقلاب العسكرى الدموى.

فعلى سبيل المثال لا الحصر قال مصطفى بكرى، والمعروف بمحجوب عبدالدايم، مخبر أمن الدولة صاحب المصادر المطلعة، ومتسلق كل العصور، عند حديثه عن الإخوان في موقعة الجمل قال: "الإخوان المسلمون تصدوا في هذا الوقت وقاتلوا قتال الأبطال دفاعا عن ميدان التحرير، وزحفت جيوش منهم وكانوا يتصدون وكأنهم في حرب ضروس، وكل منهم يريد أن ينال الشهادة"، معتبرا كلامه "شهادة للتاريخ".
ولكن اليوم وقد غير هذا الكائن جلده، تجده يتنفس كذباً وتملقاً لبيادة العسكر، ولا همّ له إلا سب الإخوان ورميهم بكل تهمة حتى ولو كان سقوط "نيزك هوبا".

أما "بلال فضل" هو مُتَقَلِّبٌ كالحِرْباء ولا يثبت على حال، فقد قال عن الإخوان: “الثورة أسقطت وهم شيطنة صورة الإخوان المسلمين الذين نختلف معهم وظهر الإخوان بمظهر حضاري وكان لهم دور كبير في إنجاح الثورة سيكتبه كل الذين شاركوا في هذه الثورة، وأنا منهم، ودورهم يوم الأربعاء في صد البلطجية دور رائع”.

أما زعيم وهم الناصرية، "حمدين صباحى" وكائن هلامى، يتقمص شخصية الزعيم الملهم، ولكنه يعيش البرجوازيا في حياته الخاصة: يقول "لا أدعوا لذعر في غير موقعه، أو تخوف من مجيء تيار الإسلام السياسي لتنفيذ أجندة خاصة"، مضيفا أن "جميع الإخوان المسلمين جزء من الثورة، الجماعة لديها تاريخ سياسي وتجربة سياسية وعلى دراية بالشارع المصري، وحريصة في قراراتها على إرضاء الشارع المصري".

أما "عمرو خالد" صاحب نظرية خلط الدين بدجاج الوطنية لدخول الجنة، فقد قال عن جماعة الإخوان: إن من یحكم مصر الآن وھم الإخوان المسلمون ظلموا كثیراً، وأنا أؤمن بالمقولة "من ذاق طعن الظلم، عرف معنى العدل" وأنا أؤمن أن الإخوان یؤمنون بالتعددیة.
وبعد الانقلاب قال في حوار صحفي: إن "صراعات البشر في شريعة الغاب تحل بالسلاح، أما صراعات البشر في منظومة الأمم المتحدة، والعالم المتحضر، وفي منظومة الأديان تحل بالحوار والنقاش".
و"السلاح كوسيلة للتفاهم غير حضارية ودينية، العالم يتحاور ويتناقش، وأدعي أن القرآن كتاب حواري وأكثر كلمة ذكرت فيه قال وقلنا"، مؤكدا أن "الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم عند احتدام الصراع".
وعندما سأله الصحفي عما إذا كان للإخوان المسلمين نصيب من هذا الحوار، تراجع عن دعوته، وقال له: "خلص الحوار".

أما أبو حمالات "إبراھیم عیسى" صاحب تراتيل إخناتون، وإنكار الديانات السماوية، والذى لا يكف عن التطاول على الصحابة الكرام، وعلماء الحديث، فقد قال بعد أحداث ثورة 25 ینایر 2011م: الثورة أظھرت بشكل بالغ الوضوح أن الإخوان المسلمین جزء من المجتمع المصري ولیس المجتمع المصري، ولا یمكن أن یتجاوز 10-15 %من المجتمع المصري، ومن حق الإخوان المسلمین إنھم يشتغلوا ومن حقھم إنھم ینزلوا في الشارع، ومن حقھم إنھم یتظاھروا، ومن حقھم إنھم یترشحوا في الإنتخابات.
إنما الخیابة بقى والبلاھة بتاعت اللي بیقولوا: أصل الإخوان ھیسیطروا .. ده معناه: العجز البّین لدى القوى الوطنیة والتیارات الوطنیة الأخرى، كده مفیش دیموقراطیة بقى، كده ھنبدأ من الأول ونفتح ورق فاضي ونقوم بدیموقراطیة الاستبعاد والإزاحة؟! لا إنتوا متخشوش لا إنتوا متعملوش، إیه ده؟! دیموقراطیة إیه دي اللي على الدواق دي؟! إحنا بنفتح بطیخة؟!

 أما نجيب ساويرس قارون العصر، الفيروس الرأسمالى، راعى الراقصين والراقصات، في مهرجانات الجونة وشرم الشيخ يقول: "كلمة حق، أنا رأیي الشخصي: الذى حمى الأولاد دول في المعركة الشھیرة دي یوم ما دخلوا علیھم البلطجیة - من غیر ما أعرف - بس إحساسي إن الإخوان حموا الأولاد دول".

أما "عمرو أديب" أحد أرجوزات إعلام مسيلمة الكذاب، والذى يجيد كل أنواع الردح، وفرش الملاية إن لزم الأمر،  قال: "بصراحة الإخوان كانوا جزءا واضحا ولا ينفصل ولا یتجزأ من الحركة التي حدثت یوم 25.. الإخوان كانوا جزء من الناس الموجودین في میدان التحریر، ووقفوا قدام البلطجیة، وفضلوا متمسكین بأماكنھم، وكان لھم دور عظیم وعبقري".

أما أحمد المسلماني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الإنقلاب، الصحفي البهلوان المتلون، قال في حلقة له قبل الانقلاب المشؤوم: الإخوان لیست جماعة إرھابیة.
جماعة الإخوان المسلمین جماعة لھا ما لھا وعلیھا ما علیھا، وبینھا وبین القوى السیاسیة مسافات متعددة تطول وتقصر، لكن وصف الحماعة بالإرهاب یضع حاجزاً على التطور الدیموقراطي في مصر.

والطريف أن كل هؤلاء الثعابين والحرابى، غيروا جلوهم وألوانهم ومواقفهم، واتهموا الإخوان بالفشل، وعدم الوعى السياسى، وباعوهم في محمد محمود، وتواطأوا مع المجلس العسكرى.