في يقيني أن الدهشة أخذتك من عنوان مقالي: وتتساءل عن هذا الشخص الذي صدرت ضده أحكام تزيد عن قرن من الزمان؟؟ وما تلك التهم الخطيرة المنسوبة إليه؟ والمؤكد أنه لم يرتكب جناية واحدة بل عدة جنايات صدرت في كل منها أشغال شاقة مؤبدة مدتها ٢٥ سنة، والمجموع قرن أو يزيد! وهو بالتأكيد في كل الأحوال جدير بالدخول إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، فلا تجد في الدنيا كلها إنسانا صدرت ضده أحكام بهذه المدة الطويلة جدا!!

 

والمفاجأة الثانية أن هذا الرجل من مصر وأنا أعرفه جيدا بحكم عملي الصحفي، وإذا سألتني عن القضايا المنسوبة إليه قلت لك إنه متهم في حوادث وقعت من الإسكندرية شمالاً وحتى أسوان جنوباً، في أكثر من ثلاثين قضية، وهذا سبب آخر يدعوه إلى الدخول في موسوعة الأرقام القياسية، فلا يعقل اتهام إنسان بقضايا من شمال البلاد إلى جنوبها، ولكن مصر بلد العجائب، وكل شيء غريب يمكن أن يحدث فيها!

وقبل أيام احتفل هذا الشخص بعيد ميلاده السابع والسبعين وهو في السجن منذ سنوات!!

والمفاجأة الثالثة التي أقدمها إليك أنني واثق أنه أبعد ما يكون عن العنف، بل له مقولة مشهورة قالها لأنصاره: سلميتنا أقوى من الرصاص!

وفي عشرات القضايا التي تمت إدانته فيها لم يثبت عليه أبداً أنه دعا أنصاره إلى استخدام القوة!! بل كان يتم إدخاله دوما في هذه القضايا باعتباره رئيس هذا التنظيم المتهم بالعنف!!

وأظن أن حضرتك بذكائك علمت من أقصده.. إنه الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ومن حقك أن تختلف معه كما تشاء، وتكره الإخوان كما تريد، لكن انحيازك للظلم أمر مرفوض، والمؤكد أنه إذا أعيدت محاكمته وفقاً لمعايير القضاء وحدها بعيدا عن التأثير السياسي فسيحصل على البراءة وتسقط عنه الاتهامات التي قادته إلى السجن مدة تزيد عن قرن من الزمان.. وصدق من قال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.