السجناء على اختلاف أنواعهم لهم حقوق لا فارق بين سياسي وجنائي، لكن يلاحظ أن النظام الحاكم يضيق الخناق بشدة على سجناء الرأي، وكل حقوقهم التي سأذكرها لحضرتك لا تجدها مطبقة إلا قليلًا أو قل استثناء:

١- محاكمة عادلة، ويلاحظ أن كل المحاكمات التي جرت للإخوان وغيرهم غلب عليها الطابع السياسي، وإذا وجدت قضية سياسية تم الحكم فيها وفقًا لمعايير العدل وحده، فهذا يعتبر فريدًا من نوعه ويدخل في دنيا العجائب!
 
٢- الرعاية الصحية، وصدق أو لا تصدق من أن هناك العشرات قضوا نحبهم وذهبوا شهداء عند ربهم بسبب إهمال علاجهم، وكان آخرهم صديقي العزيز الدكتور عصام العريان رحمه الله، ويبدو أن هناك تعمدا في ذلك وكأن الحكومة تقصد أن يموتوا ببطء داخل محبسهم.

٣- الزيارات المنتظمة لعائلات سجناء الرأي، والجدير بالذكر أن هناك سجونا مغلقة، ممنوع فيها الزيارات نهائيا خاصة سجن العقرب وملحق مزرعة طرة، بالإضافة إلى قضايا بعينها ممنوع رؤية المتهمين فيها! والنتيجة أن هناك العديد من العائلات لم ترَ رب الأسرة المسجون منذ أكثر من سنة. وجاء وباء "كورونا" ليزيد الطين بلة، -وكأن الحكومة ما صدقت-فتم منع الزيارات نهائيا منذ شهور، وقبل أيام أعلن عن إعادة فتحها بشروط غريبة جدًا، فلا تزيد عن عشرين دقيقة، ومسموح لشخص واحد فقط بالزيارة، ويتم عن طريق التليفون لحجز موعد الزيارة! وهذا كله بالطبع يدخل في دنيا العجائب!

٤- حقوق أخرى أساسية من أهمها عدم التكدس داخل الزنزانة، وأن تكون هناك تهوية مناسبة، وحقه في التريض والخروج للهواء الطلق فلا يظل محبوسا داخل زنزانته طيلة الوقت، وحقه كذلك في تناول طعام من الخارج والتعامل مع "كانتين السجن" بدلا من الأكل التقليدي للسجناء.

وأخيرًا أقول إن هذه الحقوق وغيرها أحلم برؤيتها في السجون المصرية في أقرب وقت وليس في المشمش، وهي أحلام مصرية مشروعة ١٠٠%.. أليس كذلك؟