كشفت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية، أن منظمة "أنقِذوا مسيحيي الشرق" الفرنسية تُقدّم الدعم لميليشيا ما يُعرف بـ"شبيحة" النظام السوري، في محافظة حماة وريفها، منذ 7 سنوات، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول، السبت 19 سبتمبر 2020.

بعد سنوات من قطع فرنسا علاقاتها مع النظام السوري عام 2012، منحت وزارة الدفاع الفرنسية منظمة أنقِذوا مسيحيي الشرق لقب "مؤسسة شريكة في الدفاع الوطني"، في فبراير 2017.

دعم ميليشيا الأسد
نشرت الصحيفة تقريرًا بعنوان "ارتباطات خطيرة بين منظمة أنقِذوا مسيحيي الشرق وميليشيا الأسد"، أفادت فيه أن المنظمة تدّعي تقديم المساعدات لمسيحيي سوريا دون التدخل في الحرب الداخلية هناك، لكنها في الواقع تدعم ميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لنظام الأسد في سوريا منذ عام 2013.
وتمتلك المنظمة الفرنسية علاقات وثيقة مع ميليشيا "الدفاع الوطني" في محردة (MNDF)،  المتهمة بارتكاب جرائم حرب في سوريا، والناشطة في محافظة حماة وريفها، منذ 2013.

يظهر في مقاطع فيديو على يوتيوب، رجل الأعمال السوري سيمون الوكيل، زعيم ميليشيا (MNDF)، وهو يتقدم بالشكر لمنظمة أنقذوا مسيحيي الشرق الفرنسية إزاء المساعدات التي تقدمها لهم.

بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن ميليشيا الدفاع الوطني في محردة شاركت في هجمات النظام السوري على حماة وإدلب عام 2019، ونهبت الأدوات المنزلية في تلك المناطق وباعتها في سوق مدينة السقيلبية المسيحية القريبة من محردة.

تنشط في أكثر من بلد عربي
يستعرض الموقع الإلكتروني للمنظمة الفرنسية نشاطاتها  في العراق وسوريا والأردن ولبنان ومصر وإثيوبيا وباكستان وأرمينيا منذ عام 2013.
عن مهمة المنظمة، يوضح الموقع أنها تتمثل في "إعادة نسج الروابط مع مسيحيي الشرق". ويلفت الانتباه صور ممثلي المنظمة "ألكسندر جودارزي" و"بنيامين بلانشارد" وهما يحملان بنادق الكلاشينكوف في سوريا.

بالرغم من أن المنظمة تدعي أن مهمتها في سوريا تتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، فإن مقطع فيديو سجلته عام 2016 يظهر فيه "جودارزي" وهو يقدم البطانيات والمساعدات الغذائية لشبيحة "الدفاع الوطني" في محردة.

انتهاكات حقوق الإنسان
يقول باحثو "هيومن رايتس ووتش"، إنه من المعروف أن عناصر "الشبيحة" ارتكبوا العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وأن جميع المنظمات غير الحكومية العاملة في سوريا على علم بذلك.
منح ممثلا المنظمة "ألكسندر جودارزي" و"بنيامين بلانشارد" جائزة "إنقاذ محردة" إلى "سيمون الوكيل"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وهذا يظهر أن المنظمة اضطلعت بمهمة "مكافأة المسيحيين الذين يدافعون عن أنفسهم".
كما منحت المنظمة جائزة مماثلة لـ"نابل العبد الله"، قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في منطقة "السقيلبية" (مدينة بحماة) بدعوى "إنقاذ السقلبية".

كما تتهم منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، ومقرها فرنسا، "العبدالله" بافتتاح معسكر تدريب للأطفال في "السقيلبية" و"محردة". وتشير "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أن "العبد الله" و"الوكيل" يهدفان إلى زيادة عدد ميليشيا الدفاع الوطني.
يُتهم "العبد الله" و"الوكيل" الحائزان على تقدير أنقذوا مسيحيي الشرق، بارتكاب 7 جرائم حرب في حماة في 2012 و2014 و2017.

بحسب تقرير أعدته منظمة "مع العدالة Pro-justice" السورية، مقرها في الولايات المتحدة، فقد 25 مدنياً حياتهم في عام 2012، عندما قصفت منازلهم في مدينة "حلفايا" (على بعد 2 كلم من محردة)، بأوامر من "الوكيل".
كما يُتهم عناصر الشبيحة التابعون لـ"العبدالله" و"الوكيل" بمسئوليتهم عن قتل نحو 100 امرأة وطفل طعناً وحرقاً عام 2012، في قرية "القبير"، الواقعة على بعد 6 كيلومترات من محردة.