بالرغم من أن اختيار أعضاء السلطة التنفيذية في ليبيا، للمرحلة الانتقالية تم بشفافية شهد لها العالم، وتحت إشراف الأمم المتحدة بقيادة "استفاني وليامز"، الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) ،

وبالرغم من أن النظام الانقلابي في مصر قال في بيان للخارجية المصرية بأنه يرحب بنتائج تصويت الملتقى، داعياً "الليبيين إلى الاستمرار في إعلاء المصلحة العليا لبلادهم" وأنه يتطلع إلى العمل مع السلطة الليبية المؤقتة في الفترة القادمة....

إلا أن مخبر أمن الدولة  "مصطفى بكري" أصيب بجنون البقر، وقام بنصب لطمية كربلائية بسبب خسارة مجرم الحرب "عقيلة صالح" الداعم الرئيس لـ"خليفة حفتر" في كل جرائمه بحق الليبيين ، وحصار العاصمة طرابلس بدعم معروف من محور الشر .

"عقيلة صالح" هذا الذي يتباكى عليه "مصطفى بكري" اعترف بنفسه بإنشاء وتعديل قوانين في البرلمان من أجل "خليفة حفتر" بهدف إضفاء الشرعية على "عملية الكرامة".

وقال في أحد الملتقيات في الشرق الليبي : "إن البرلمان ألغى "قانون العزل السياسي" الذي ينطبق على حفتر ، كما عَدّل "قانون الجيش" واستحدث منصب "القائد العام" وأصدر قانونا آخر بإعادة حفتر إلى العمل ، لأنه متقاعد من الجيش .

كما أنه لم يخف تمويل دويلة الإمارات للحرب في ليبيا عبر مجرم الحرب "خليفة حفتر" في هجومه على بنى غازي فيما عرف بعملية الكرامة للانتقام من المجاهدين، وكذلك استخراج جثث الشهداء من المقابر وانتهاك المحرمات2014 .

وأثناء ترشحه لمنصب رئاسة المجلس الرئاسي، وفي رده على سؤال حول العدوان على العاصمة طرابلس .. قال :

"إنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، ويجب طي صفحة الماضي لبدء مرحلة جديدة، دون أن يطالب بمحاسبة المجرمين أو تعويض الضحايا .

لكن "مصطفى بكري" سيقول على الطريقة الانقلابية : "له ماله وعليه ما عليه"!!

ناهيك عن المقابر الجماعية والقتل الممنهج في ترهونة على يد الكانيات .

وهل يغفر الليبيون لـ"عقيلة صالح" و"خليفة حفتر" قصف الكلية العسكرية بطرابلس؟ والذى أودى بحياة ثلاثة وثلاثين طالباً ، وجرح العشرات؟؟؟

وقد اعترف يومها المبعوث الأممي "غسان سلامة" قائلاً : "دولة مساندة" لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قامت بقصف الكلية العسكرية بطرابلس والذي تسبب في مقتل عشرات الطلاب .

وقد وصف "مصطفى بكري" الانتخابات بـ"غير الشرعية" وبـ" المؤامرة الإخوانية التركية الدولية". وكنت أتوقع رداً على نباح هذا الكائن من أحد مسئولي الأمم المتحدة التي أشرفت على الانتخابات لكن دون جدوى !!

وقد نقلت ما كتبه الكاتب الصحفي الموالي للنظام الانقلابى كما هو ، دون تصحيح للأخطاء اللغوية والإملائية ( فهو لا يفرق بين الهاء والتاء المربوطة) لنقف على تردي أوضاع الصحافة الانقلابية في البلاد ، في ظل ولاية النقيب أشرف الخولي والرقيب العسكري .

فقال عبر صفحته على موقع تويتر : "النتائج التي أسفرت عنها نتائج الانتخابات الوهميه والغير شرعيه لانتخاب رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي في ليبيا أقل مايقال إنها مؤامره ضد الشعب الليبي، إنها ضربة موجهة ضد وحدة وأمن واستقرار البلاد. ، مؤامره إخوانيه -تركيه -دوليه تستهدف الجيش الوطني الليبي وقائده المشير خليفه حفتر"

مصطفى بكري ينعت الجيش الذي حاصر طرابلس ونبش القبور وخلف وراءه عشرات المقابر الجماعية ... بالجيش الوطني الليبي .

لا أدري ما هو مقياس الوطنية عند مصطفى بكري؟!! فالتدخل التركي الذي يعتبره مصطفى بكري "مؤامرة" دولية ، هو الذي حال دون سقوط العاصمة طرابلس بيد حفتر وقطعان المرتزقة ، ودحر عدوان حفتر وأفشله وأفشل من يدعمه ، وحقق الكثير من الغنائم، من صفقات الأسلحة الروسية التي مولتها دويلة الإمارات مصداقا لقوله تعالى :(فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (36)

ويعتبر مصطفى بكري أن نتائج الانتخابات أعادت الإخوان إلى المشهد ، على الرغم من أنه كان يعتبر السراج والمشري وباشاغا إخوانا قائلاً : "لقد أعادوا الإخوان إلى صدارة المشهد، ولكن تناسوا في كل ذلك أن الجيش الليبي هو الرقم الصعب في المعادلة، وأنه قطعا لن يسمح بهذا العبث الذي استدرجوا إليه المستشار عقيله صالح، ثم راحوا ينفذون المؤامرة ضده، حتي ينالوا من الجيش وقيادته".

إن الذي اختار هؤلاء، هم ممثلو الشعب الليبي، في اختيار حر شفاف ونزيه، ومن أشرف على هذه المؤامرة (!! ) هي الأمم المتحدة، و"استفاني وليامز" الأمريكية  ( مسئولة الأخوات في قطاع واشنطن !!)

 لكن هذا الكائن لا يعرف الاختيار الحر، ولا يعرف سوى ديمقراطية العسكر، ديمقراطية الدبابة والمدفع، وعندما يختار الشعب من يمثله، يعتبر من اختارهم الشعب إخوانا .

ثم يقول : "محمد يونس الذي تم إختياره رئيسا للمجلس الرئاسي الليبي في الانتخابات غير الشرعيه التي جرت خارج البلاد ينتمي إلي الحركه الإرهابيه المقاتله ، التي يترأسها الإرهابي عبدالحكيم بلحاج ، الإخوان وحركات الإرهاب إستخدموا كل الأسلحة القذره لهزيمة المستشار عقيله صالح وقائمته". ( لاحظ أخي القارئ نفس الأخطاء الإملائية )

وقد حكم على الانتخابات بأنها غير شرعية، وأن من تم اختياره ينتمى إلى الحركة الإرهابية المقاتلة، وأن الإخوان استخدموا كل الأسلحة "القذرة" لهزيمة بطل الحرب والسلام عقيلة صالح !! .

وختم قائلاً ( فض الله فاه) : "الشعب الليبي البطل لن يقبل بهذه المهزله التي تهدف إلي تمكين عملاء تركيا من السيطره علي ليبيا ، لاتنسوا أن الجيش الليبي لن يسمح بتمرير المؤامره ، هذه مؤامره هدفها إطالة أمد الإرهاب علي أرض ليبيا".

( نفس الأخطاء الإملائية)

ويصر على وصف الاختيار الذي تم بطريق ديمقراطي بأنه مؤامرة مع أن النظام الانقلابي اعترف بهذه المؤامرة (!!)، ورحب بها، وهنأ الشعب الليبي بها، وأعلن أنه سيتعاون مع أصحاب المؤامرة التركية الإخوانية!!! .

وهذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما، إما أن مصطفى بكري يتمرد على تعليمات النقيب "أشرف الخولي" وهذا مستبعد ، لأنه (.....)

أو أن تعليمات الكفيل الإماراتي أقوى بكثير من رسائل سامسونج !! .

والطريف أن المتحدث باسم حفتر"الجنرال "أحمد المسمارى" قال في بيان: " بأن القيادة العامة تتقدم بالتهنئة للشخصيات الوطنية التي تم انتخابها لشغل مهام المجلس الرئاسي، الدكتور محمد يونس المنفي، ورئيس الحكومة الوطنية عبدالحميد دبيبة".

وقد كنت فعلاً متخوفاً من نتائج الانتخابات الليبية التي جرت بالأمس، لكن نباح ونعيق "مصطفى بكري" بهذه الصورة الجنونية ، جعلني أطمئن على مستقبل ليبيا والليبيين ، وأن أحفاد عمر المختار لم يخذلوا أمتهم ولا وطنهم وشعبهم باستبعاد كل من تلطخت يده بدماء الأبرياء من النساء والأطفال العزل في طرابلس وحي القلعة في مرزق بالجنوب الليبي .

الشعب الليبي قال كلمته، واختار حكامه لفترة انتقالية تمهيداً لانتخابات رئاسية ونيابية في نهاية العام الجاري بإذن الله تعالى .

فعلام يتباكى بكري ومن على شاكلته؟!!