دافع كاتب السلطة في مصر أسامة الغزالي حرب، في جريدة "الأهرام"، 5 يوليو الجاري، عن تصريحات سعد الدين الهلالي التي تنفي فرضية الحجاب، وهاجم د. عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، الذي قال في منشور على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "إن الحجاب فريضة محكمة كالصلاة، ولا ينكر فرضيته إلا جاهل ضال، فقد أجمع على فرضيته علماء المسلمين في كل العصور، فكُفُّوا عن إرضاء البشر على حساب دينكم".

ووصف حرب، د. شومان بـ"السيد شومان" تحقيراً له وازدراء وتقليلاً من وضعه العلمي، وادعى الشيوعي الحكومي أنه يشعر بالضيق والأسف، على "أننا في مصر، ذات الأهمية المركزية المعترف بها في العالم الإسلامي كله، لا نزال ننشغل، ونشغل ملايين المسلمين في العالم كله معنا بتلك القضية، تغطية شعر المرأة المسلمة، أو حجاب المرأة المسلمة".

ويعلم حرب أن إلهاء الناس بالقضايا الدينية تقوم عليه جهات نافذة هو أداة من أدواتها، والغريب أن الغزالي حرب هذا لا يحترم آراء العلماء الدارسين، ولكنه يستشهد بسيدة هندية مسلمة اسمها نجمة هبة الله كانت نائبة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وقد أجابت عن سؤاله: كيف تلبسين هذا الزي الذي يكشف رأسك وبطنك؟ فضحكت، وقالت له: إنني مسلمة نعم، ولكنني أيضاً هندية! وعلق حرب: "اللبس ثقافة وليس ديناً! وشعوب الدنيا كلها لها ملابسها التقليدية الخاصة بها، غير أننا لسوء الحظ ابتلينا بمن يقزّم الإسلام ويختصره في الحجاب! الإسلام أعظم وأكبر وأشمل من ذلك بكثير!".

وهذا سياق المغالطة الذي يجيده كتَّاب السلطة الكارهون للإسلام، وقد ردده عدد كبير في صحف مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية، ومنهم: طارق الشناوي، ووجيه وهبة، وأمينة خيري، وحسن حماد الذي زعم في صحيفة "الوفد" أن هناك من قال: إن ضحية المنصورة قتلت لأنها لا ترتدي الحجاب، وهذه مقولة كاذبة روّجها خصوم الإسلام من خدام الاستبداد والغرب، وأعلن حماد عن تأييده لسعد الدين الهلالي وقوله في برنامج تلفزيوني، يوم الأحد الماضي، بأنه «لا يوجد نص صريح يؤكد فرضية الحجاب»، كما زعم أن الهلالي هو امتداد لهذا الفصيل التنويري الأزهري، الذي يضم أسماء مثل الشيخ محمد عبده، والشيخ علي عبدالرازق، والشيخ مصطفى عبدالرازق! وتساءل: "لِمَ كل هذا الهوس بقضية الحجاب؟ ولماذا أصبحت القضية تبدو وكأنها أهم القضايا المصيرية التي باتت تشغل الرأي العام في مصر، وكأن مستقبلنا وبقاءنا مرتهن بهذه القطعة من القماش التي تغطى بها الأنثى شعرها؟"، وأضاف: "الواقع أن الحجاب ليس مجرد قطعة قماش، بل هو رمز يدل على ثقافة، وهو في رأينا جزء من إستراتيجية متكاملة الهدف منها السيطرة على جسد وعقل المرأة تمهيدًا للسيطرة على جسد الدولة".

من ناحية أخرى، قال الهلالي، في تصريح نشرته المواقع، أول أمس الثلاثاء: "إن معركة الشغب والصخب الخاصة بالحجاب لست طرفاً فيها، وأعلن البراءة منها"!

وكان الأزهر الشريف قد كشف، في 29 يونيو الماضي، صفة الحجاب الشرعي، على خلفية تصريحات الهلالي: إن حجاب المرأة يجب أن يكون ساترًا لجميع البدن عدا الوجه والكفين، ويجب أن يكون سميكًا لا يشف، وأن يكون فضفاضًا غير ضيق، واستدل الأزهر بقوله تعالى: (ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور: 31)، وكذلك قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (الأحزاب: 59).