على طريق الدعوة

أخي الحبيب: ارفع راية الطاعة، والتمسك بالجماعة، والثقة بالقيادة، والالتفاف حولها، واجتهد في جمع القلوب حول الدعوة ومبادئها وقيمها ورموزها وقيادتها ومؤسساتها، واعلم أن الحفاظ على وحدة الصف وتماسك الجماعة من الواجبات، التي تزداد أهميتها في هذه المرحلة، حيث يتزايد مكر الأعداء؛ لبث الفرقة، وزرع بذور الفتنة، وشق الصف، وتشتيت الكلمة، وبلبلة الأفكار، وضرب الثقة، وأن مكائدهم في ذلك يتعلم منها الشيطان، ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ (إبراهيم: 46).

فحصن نفسك بحسن الظن بالله، وحسن الظن بإخوانك، وتأمل قوله تعالي: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ (النور: 12) وقوله تعالي: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ (النور: 16).

أخي الحبيب: القلاع الحصينة لا تسقط إلا من الداخل! إياك أن تؤتي الدعوة من قبلك!

حتى وإن بدَت السماءُبعيدة …. إنّ الذي فوق السماءِ قريبُ

فارفع يديكَ إلى الإلهِ مُناجيًا …. إنّ الجروح مع الدعاءِ تطيب.

أخي الحبيب: إنه لمن الخزي والهوان على أهل الإيمان أن ييأسوا.. أو أن يظنوا أن الله قد استثناهم من النصر.. أو أن الباطل أقوى من حق. والحقيقة أن اليأس لا يجتمع مع الإيمان في قلب المؤمن، لأن اليأس ليس من أخلاق المؤمنين. كما أن الحقيقة أن الحق ظاهر والباطل زاهق.. (إن الباطل كان زهوقا).

أخي الحبيب: اعلم أن للحرية ثمنا.. وللنصر سننا.. والفصل الأخير وهم؛ فهناك دائما فصل قادم.. والحياة تستمر ولا تتوقف عند غرور المنتصر.. ولا عند مآسي المهزوم.

وكل مناضل في هذه الدنيا بإمكانه أن يختار اليأس لأنه الحل الأسهل.. وبإمكانه أن يختار الصبر لأنه الأجدى.

ولأن النصر دون محنة لا معنى له.

أخي الحبيب: أعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه.. ويريدون استغلال المصائب التي نزلت بأمته.. كي يبنوا أنفسهم على أنقاضها.. يريدون بإيجاز القضاء علي أمة ودين.

وقد قررنا نحن الدعاة الصادقين أن نبقى.. وأن تبقى معنا رسالتنا الخالدة.

أو قررنا أن تبقى هذه الرسالة.. ولو اقتضى الأمر أن نذهب في سبيلها.. لترثها الأجيال اللاحقة!! إنها إحدى الحسنيين.. إما نصر وسيادة، أو شهادة وسعادة.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️