من مبادئ العمل المؤسسي: 

١ ـ النظام: وهو  من المبادئ الأساسية للعمل المؤسسي ويتضمن لوائح ضابطة، وقواعد حاكمة، وقيما سائدة، وأدبيات مرعية، وتكون موضع احترام وتقدير والتزام وتنفيذ من جميع أعضاء المؤسسة بغض النظر عن موقعهم التنظيمي، وخاصة المؤسسات التي تتصدى لحمل رسالة الإسلام وتقديمها للناس في عصر المادة، وتربط أفرادها بالله وكتابه ورسوله والدار الآخرة. ويعتبر الإسلام دين النظام يعلم أتباعه كيف يقفون صفوفا منتظمة في الصلاة وكيف يستقبلون عدوهم صفاً واحداً في الجهاد﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص﴾ (الصف،).

٢ ـ المحاسبة: وهي مبدأ قرآني، قال تعالي: ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾ (الرحمن،). وقد أرساها الرسول صلى الله عليه وسلم في محاسبة عامله على الزكاة الذي قال هذا لكم وهذا أهدي إليّ، فقال له صلى الله عليه وسلم: "هلا جلست في بيت أبيك وأمك لتنظر هل يهدي إليك أم لا" ومحاسبته لأسامة بن زيد الذي سبق سيفه إلى رجل نطق بالشهادين فقال أسامة: لقد نطقها تعوذاً فقال له صلى الله عليه وسلم: أين تذهب من لا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة، ومحاسبته له عندما شفع لفاطمة المخزومية عندما سرقت وقال له: "أتشفع في حد من حدود الله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"

وقد كان من سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه محاسبة الولاة سواء باستدعائهم إلي المدينة كما فعل مع عمرو بن العاص وابنه استجابة لشكاية القبطي أو الذهاب إليهم كما فعل مع سعيد بن عامر رضي الله عنه واليه على حمص.

والمحاسبة من أسس العمل التنظيمي فهي تضمن تصحيح المسار، وإثابة المحسن، ومراجعة المقصر، ولكي تحقق المحاسبة أهدافها يجب أن تتم وفق أسس واضحة ومعروفة للجميع، وكذلك وفق أليات محددة، وإجراءات سيلمة، في ظل روح الأخوة والحرص على المشاعر والعلاقات الإنسانية وآداب الإسلام في الكتمان وحفظ السر وتقدير السبق واحترام السن واحترام الخصوصيات. وقد بات تفعيل مبدأ المحاسبة داخل مؤسسات العمل الإسلامي أمراً ملحاً من أجل التركيز على تحقيق الأهداف وتصحيح المسار والاستفادة من الخبرات وعدم تكرار الأخطاء وترسيخ المحاسبة كقيمة مؤسسية.