يقول ابن القيم قد يجعل الله- سبحانه وتعالى- تطيّر العبد وتشاؤمه سببًا لحلول المكروه به، كما يجعل الثقة والتوكل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشّر المتطير به، وسر هذا أنّ الطيرة إنما تتضمن الشّرك بالله تعالى والخوف من غيره وعدم التوكل عليه والثقة به.
لذا، على الوالدين بل والمجتمع أن ينشر ثقافة التربية على التفاؤل والأمل وحسن التوكل على الله، بل ويسعى الجميع لغرسها في نفوس الأجيال القادمة، حتى ينهضوا بأنفسهم وأوطانهم من خلال المقررات الدراسية، والوسائل الإعلامية، والخطب المنبرية، وذلك عبر:
التربية الإيمانية وتعميقها في نفوس أولادنا وربط كل الحوادث بقدر الله والأجر العظيم بالصبر عليها وحسن التعامل معها.
والتربية عبر آيات القرآن وأحاديث النبي- صلى الله عليه وسلم- التي تنشر التفاؤل وتبعث الأمل والنصر والعمل على محاربة الروح الانهزامية والسلبية.
ونشر قصص علماء المسلمين وأقوالهم التي تدعو للتفاؤل ومواقفهم التي أعلت شأنهم بفضل اعتمادهم على الإيجابية والتفاؤل والثقة في نصر الله.
وعلى الآباء والأمهات أن يبذلوا كل ما يستطيعونه ليخففوا من السلبية، وأن يصغوا إلى الرسائل السلبية التي قد تبينها كلمات أبنائهم وعلاجها، ولا بد من إبعاد الأبناء عن مشاهدة الأخبار المخيفة، والحديث عن الأشياء السيئة، فالواقع أوضح أن البيوت كلها منشغلة بأخبار سلبية.
إسماع الأبناء تقارير وأخبار جيدة، مع إدخال النظرة التفاؤلية إلى المنزل ليستطيع الأبناء رؤية الجزء المتفائل من الحياة.
الإصغاء إلى كلمات الأغاني التي يسمعها الأبناء، لأنها تعبّر عن حالته النفسية التي يعيشها.
أن يكون الآباء والأمهات قدوة في التفاؤل.
النظر إلى التجارب الناجحة في الحياة من الشخصيات المشهورة، فهذا الأمر سيهون على الشخص الكثير من المصاعب التي من الممكن مواجهتها في المستقبل.
العمل دائما بجهد والتخلي عن الكسل والضعف.
التأكد من أن كل فشل يأتي بعده نجاح جديد، لذا من الأفضل عدم النظر إلى محطة الفشل إلا للتعلم منها ومن ثم مداومة الاستمرار في العمل والتقدم.
عدم النظر إلى قصص وحياة الفاشلين أو مصاحبة الانهزاميين والسلبيين والكسالى، بل الاستماع إلى الأشخاص الإيجابيين والناجحين.
ممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها التخلص من المشاعر السلبية.
الاستماع إلى القرآن بأصوات محببة، فبذكر الله تطمئن القلوب.
أولادنا لا يولدون متشائمين، وهذا يعني أن بمقدور الأهل أن يَحولوا بين أولادهم وبين النظرة السلبية التّشاؤمية وأن يساعدوهم على التفاؤل والإيجابية.
يُريد الله تعالى منا أن نتطلع إلى الأفضل دائما، وأن ننتظر الخير ونتوقعه، ونسعى إليه جاهدين، من ثم يجب على الآباء والأمهات غرس التربية على التفاؤل والأمل في نفوس أبنائهم، ويجب أن تمتلئ جوانحنا بالإحساس بأن القادم أفضل بإذن الله.
كيف تربي ولداً متفائلاً؟
من منا لا يريد أن يربي ولداً متفائلاً، سعيداً ؟ والأهم كيف نستطيع أن نربي ولداً متفائلاً، ناجحاً، مستعداً لخوض غمار الحياة بقلب منفتح متفائل؟
انتبهوا، انتبهوا أيها الأهل لأن التشاؤم ترتفع نسبته عند الأولاد في هذه الأيام بمعدل عشرة أضعاف عن الأجيال السابقة.
وهذا شيء خطر جدأ.
إليكم كيف تربون أولاداً متفائلين:
بينت دراسات جديدة أن التفاؤل يستطيع أن يكبح الاكتئاب عند الأولاد ويمنعهم عن التصرفات السيئة ويحول مستقبلاً دون تعاطيهم المخدرات
فلنواجه الواقع:
إن الأولاد المتشائمين هم أولاد يشعرون بالإحباط أكثر من أي إنسان آخر على وجه الأرض. فهم يستسلمون بسرعة ويصدقون أنهم لن يستطيعوا إحداث أي فرق ويعتقدون أنهم لن ينجحوا. وللأسف أنهم نادراً ما يرون الجانب الجميل من الحياة وغالباً ما يجدون أنهم أشخاص غير كفؤين.
” أنا غبي فلماذا الدرس؟ أنا شخص لا يُعجب به أحد فلماذا أزعج نفسي؟ ما الأهمية طالما سأفشل”
انتبهوا أيها الأهل :
إن نسبة التشاؤم عند الأولاد مرتفعة في هذه الأيام. فأولاد هذه الأيام هم أكثر إصابة بالاكتئاب عمن سبقهم من أجيال بحوالى عشرة أضعاف. ماذا على الأهل أن يفعلوا؟
هناك شيء هام علينا أن نعرفه:
أولادنا لا يولدون متشائمين. وهذا يعني أن بمقدور الأهل أن يَحولوا بين أولادهم وبين النظرة السلبية التشاؤمية وأن يساعدوهم على التفاؤل والإيجابية .
فقد بينت الدراسات أن التفاؤل عند الأولاد يجعلهم ينجحون ويتفوقون في مدارسهم أكثر كما أنهم سينعمون بصحة جسدية ونفسية أكبر.
إليكم أيها الأهل بعض الحلول لتجعلوا ابنتكم وابنكم متفائلاً:
ابدءوا ببذل كل ما تستطيعونه لتخففوا من السلبية .
أصغوا إلى الرسائل السلبية التي قد تبينها كلماته.
ابحثوا عن مصادر تشاؤمه ؟ أهو التلفاز ؟ أهي موسيقى أو أغاني يستمع إليها ؟ أهي أفلام يشاهدها ؟
وعندئذ أوقفوا وجففوا المصادر التي تزيد تشاؤمه وتفاقمه.
إليكم بعض الاقتراحات :
حاولوا إبعادهم عن مشاهدة الأخبار المخيفة ( أو حدّوا من مشاهدتها)
توقفوا عن الحديث عن الأشياء السيئة التي تقرؤونها على صفحات الجرائد
أصغوا إلى السلبية التي تظهرونها وحاولوا إيقافها
أصغوا إلى كلمات الأغاني التي يسمعها ابنكم أو ابنتكم
حاولوا أن تبعدوا عن أولادكم هذه الأحداث العالمية المخيفة التي تتربع على الانترنت والأخبار 24 على 24 ساعة .
وحاولوا التحكم بما تستطيعون التحكم به
حاولوا أن تجعلوهم يستمعون إلى تقارير وأخبار جيدة. حاولوا أن تدخلوا النظرة التفاؤلية إلى منزلكم ليستطيع ابنكم أن يرى هذا الجزء المتفائل من الحياة.
هناك أخبار وتقارير كثيرة عن أشخاص عانوا من عوائق كثيرة في حياتهم ولكنهم لم يغرقوا في التشاؤم .
اسعوا جهدكم لتخبروه أو لتجعلوه يقرأ أو يسمع قصصاً غير مأساوية ملؤها التفاؤل وحب الحياة.
في كل ليلة ابدئي بالحديث عن كل ما مرّ في يومك من أشياء إيجابية. وعندئذ سيغفو ابنك وهو يتذكر أشياء إيجابية عن الحياة. وإذا اعتدت دائماً على القيام بهذا سيتعود ابنك على التفاؤل في نظرته إلى الأمور.
واجهي الأفكار التشاؤمية: لا تدعي ابنك يقع في فخ الأفكار النتنة. حاولي أن تحولي مسار أفكاره إلى وجهة تفاؤلية وعلميه كيف يحارب الأفكار السلبية.
فليكن حديثك متوازناً. إن إحدى الطرق للتغلب على الأفكار السلبية هي إيجاد وجهة نظر متوازنة دائماً.
إليك بعض الاقتراحات:
-إذا فشل ابنك في امتحان الرياضيات وظن أنه شخص غبي قولي له: لا أحد يقدر أن يكون مجتهداً في كل شيء. أنت بارع في التاريخ. ما رأيك لو نجد طريقة لتحسن مستواك بالرياضيات؟
كوني قدوة للتفاؤل. اتخذي من نفسك مثالاً . قولي له مثلاً:” أذكر أنني عندما كنت في مثل عمرك ، كنت أسمع صوتاً يقول لي إنني لن أحسن القيام بشيء. ولكنني تعلمت أن أحارب ذاك الصوت وأرد عليه : ” سأبذل جهدي وسأنجح” وسرعان ما خبا ذاك الصوت لأنني رفضت أن أصغي إليه ” عندما تسمع ذاك الصوت تكلم معه وقل له إنه مخطئ”
علموهم التفاؤل بالخير: علموهم عندما يواجهون أي شيء أن يتفاءلوا بالخير.
مثلاً قولي لها أعرف أن هذا الامتحان صعب. ولكن قولي لنفسك إنك ستستطيعين حله بالتأكيد. وقولي لها إنك متأكدة من نجاحها لأنها درست جيداً.
أهمية التفاؤل فى صنع المستقبل
النجاح في الحياة لا يكون إلا من خلال التفاؤل والأمل فهي من الأشياء التي تحقق النجاح والسعادة للناس، وعلى المرء دائما أن ينظر إلى الحياة النظرة المتفائلة والإيجابية والتي تبعد كل البعد عن التشاؤم في الحياة، وكما يوجد فشل في بعض التجارب في الحياة يوجد أيضا الكثير من النجاحات الأخرى، وعلى كل شخص أن يزرع الأمل في نفسه وفي نفوس من حوله حتى يتمكن من تحقيق المزيد من النجاحات في الحياة.