د. رشاد لاشين

يحاول المراهق في مرحلة من مراحل تطوره لتكوين استقلال شخصيته أن يظهر الاستقلال عن الأسرة بل أحيانا يحاول البعض مقاومة الأسرة والتمرد عليها.. لكن في الحقيقة يبقى المراهق محتاجاً إلي الأسرة وتظل هي حضن الأمان والراعي لاحتياجاته ومشاعره ومنبع الغذاء العاطفي له ؛ والقاعدة التي يأوي إليها و ينطلق منها  .. وفي ظل هذه المرحلة من تطور المراهق ؛ وحتى لا يتم قراءة الصورة خطأ من قبل الطرفين فتتطور الأمور إلى الأسوأ يجب أن تحرص الأسرة دائماً على 3 أمور:

الأمر الأول: ألا تأخذ الأسرة محاولاته الاستقلال بأنه عداء لها فتناصبه العداء وتقف ضده بالمرصاد فيزداد عناده وكراهيته للأسرة ويتجه لعلاقات خارج الأسرة وبالتالي تكون الأسرة مصدر طرد له.

الأمر الثاني : أن تكون الأسرة مصدر جاذبية له فتشعره دائماً بدفء المشاعر وتمتص صدماته وتخفف من مشكلاته وأن تكون مصدر السعادة والخير الوفير له في كل شيء وأن تشترك معه في أنشطة تدخل عليه البهجة والسرور وأن يكون شعار الأسرة في هذه المرحلة (نحبك مهما فعلت ونحرص عليك مهما حصل منك) فيزداد ارتباطه بها لا بعده عنها.

الأمر الثالث: أن يحرص الوالدان على منح المراهق الشعور بالاستقلال ويمنحاه الاحترام والتقدير ويشركاه في قيادة الأسرة ويطلبا رأيه في الأمور الحيوية ويشعراه بأنه إضافة مهمة وأساسية في الأسرة، بل يتعلموا منه أحيانا، ويطلبا منه أن يعلمهما بعض المهارات وبالتالي يشعر بأهميته وكيانه ؛ ويؤكدا له رسالة مهمة أنهما لا يريدان منه أن يكون تكراراً لهما بل هو فريد بذاته وقدراته وأنهما يريدان منه أن يكون أفضل منهما.