تواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم التاسع على التوالي عمليات الاستئصال والإبادة الجماعية شمال غزة، وقتلت أكثر من 300 مواطن في حين لا يزال عشرات الشهداء في الشوارع وأسفل المنازل المدمرة، إلى جانب مئات الجرحى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له، الأحد: إن جيش الاحتلال الصهيوني يشن حرب استئصال وإبادة جماعية شمال قطاع غزة ويمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال عشرات الشهداء من الشوارع ويسعى للقضاء على المنظومة الصحية والمستشفيات بالكامل.
وأكد أن الاحتلال قتل حتى هذه اللحظة أكثر من 300 شهيدٍ على مدار 9 أيام متواصلة من القتل والإبادة، في جريمة قتل ممنهج وحصار مُطبق ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء خصوصاً، وضد الأحياء السكنية.
وأضاف: تسعة أيام متواصلة من حرب استئصالٍ واضحة المعالم يشنها جيش الاحتلال في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها بحذافيرها شمال قطاع غزة.
واتهم الإدارة الأمريكية بأنها تعمل على هندسة الإبادة الجماعية والتغطية الكاملة على مجازر الاحتلال.
ووفق البيان؛ يرتكب جيش الاحتلال مجازر ضد الإنسانية ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء، ويرتكب عدة مجازر فظيعة ضد المدنيين من خلال القصف المقصود لتجمعات الأطفال والنساء، وكذلك يعمل جيش الاحتلال على استهدف كل القطاعات الحيوية بمحافظة شمال غزة ويسعى إلى تحويل المحافظة إلى منطقة خراب وقتل وإبادة.
وحذر من أن الاحتلال الصهيوني يسعى بكل قوة إلى تنفيذ مخططٍ للتهجير بشكل واضح المعالم، وهو أكبر وأخطر مخطط أمريكي صهيوني في القرن الحادي والعشرين والعصر الحديث.
وأشار إلى أن ذلك ما أعلن عنه وزراء في حكومة الاحتلال الصهيوني، منبها إلى أن خطة التهجير الإجرامية وافق عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، حيث منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لتمرير خطة التهجير القسري الخبيثة ضد المدنيين، في خرق فاضح للقانون الدولي، وللقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقيات جنيف وجميع الاتفاقيات الدولية، ويرتكبون بشكل توافقي 19 نوعاً من الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وشدد على أن ما تتعرض له محافظة شمال قطاع غزة وخصوصاً جباليا البلد والمخيم؛ يعد جريمة استئصال واضحة المعالم، خاصة أن الاحتلال يسعى إلى اجتثاث وإحراق والقضاء على كل القطاعات الحيوية.
وأشار إلى أن الاحتلال أخرج جميع مستشفيات الشمال عن الخدمة ويمنع للمرة السابعة على التوالي وصول الوقود إلى تلك المستشفيات التي يعيش فيها عشرات الجرحى والمرضى وخاصة في غرف العناية المركزة الذين باتوا في حكم الشهداء نتيجة الاقتراب من النقطة صفر.
وقال: هذا يعني أن الإدارة الأمريكية والاحتلال قد حكموا على مئات الآلاف بالإعدام.
ووجه التحية والإجلال إلى شعبنا الفلسطيني الكريم على هذا الصمود الأسطوري الذي جسّدوه أمام مخططات الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأمريكية المجرمة، وأفشلوا بصمودهم وإرادتهم كل خطط الاستئصال، ووقفوا سداً منيعاً بأمعائهم الخاوية أمام خطة الاجتثاث الأمريكية الصهيونية لشعبنا الفلسطيني، حيث واجه شعبنا ذلك بصمودٍ وإرادةٍ وصبرٍ يعجز عنه الجبال.
وأطلق نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي وخاصة إلى روسيا والصين، وإلى كل دول العالم الحر، وإلى جميع المنظمات الدولية والأممية وإلى كل الدول العربية والإسلامية بممارسة كل أنواع الضغط على الاحتلال المجرم وبكل الطرق والوسائل من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف حرب الاستئصال، ووقف حرب التطهير العرقي في قطاع غزة، وفي محافظة شمال قطاع غزة على وجه الخصوص.
وطالب بالعمل على إيصال المساعدات الغذائية لعشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني شمال قطاع غزة، والذين يمارس الاحتلال بحقهم سياسة التجويع الممنهج، حيث يمنع الاحتلال عنهم الغذاء وحليب الأطفال منذ أكثر من 170 يوماً بشكلٍ متواصل، حيث قرر الاحتلال قتل عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال سواء بالقصف والاستهداف أو بالتجويع ومنع الطعام والغذاء من الوصول إلى محافظتي غزة وشمال غزة.
وأدان بأشد العبارات ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني جرائم القتل والتجويع ضد المدنيين والنازحين وقتلهم في الشوارع بمحافظة الشمال وخاصة في جباليا البلد والمخيم، كما وندين سعي الاحتلال الحثيث لإسقاط المنظومة الصحية، وتحويل الشمال إلى منطقة خراب ودمار شامل، وندعو المجتمع الدولي وكل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم المستمرة.
وحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية وكل الدول المشاركة في الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني مثل دول: المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول المجرمة؛ نحملها كامل المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم منذ سنة كاملة دون أن يوقف هؤلاء المجرمين الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل.
وحذّر المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية من أن جيش الاحتلال يمارس جريمة استئصال واضحة المعالم وحرب اجتثاث للمدنيين وحرب تطهير عرقي ضد شعبنا الفلسطيني، وطالبهم جميعاً باتخاذ مواقف عملية نحو الوقف الفوري والسريع لهذه الجرائم ضد الإنسانية، وملاحقة مجرمي الحرب في المحاكم الدولية تمهيداً لمحاكمتهم وتقديمهم للعدالة على جرائمهم المتواصلة.