برحيل القائد البطل يحيى السنوار هناك الكثير ممن يترقب ما تؤول له الأحوال بعد رحيل شخصية مؤثرة مثل أبو إبراهيم .. ووما هي التحديات التي تواجه المقاومة خلال هذه المرحلة خاصة بعد مرور أكثر من عام من العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة وبلا انقطاع ، وهل تؤثر تلك الضربات على مجمل أداء المقاومة ؟ وما هو "إخوان أونلاين" التقى “فؤاد أبو نار”، القيادي في حركة حماس والأسير المحرر
- بداية كيف ترون وضع االمقاومة وخاصة في "القسام" عقب استشهاد القائد الكبير يحيى السنوار ؟
- التأثر لا شك هو تأثر عاطفي نظرا لطبيعة شخصية السنوار وحب الجميع له ، ولكن الحقيقة المؤكدة أنه على المستوى المادي والعسكري فلن تتأثر المقاومة برحيل قائد كبير مثل أبو إبراهيم حال المقاومة رغم مكانته ومحبة الناس له ، فالكتائب اعتادت على هذا الأمر وقد ودعنا الكثير من الشهداء والكثير من القادة ممن سبقوه، قادة كانوا على رأس القسام وعلى رأس الحركة واستطاعت الحركة بفضل الله ثم بشبابها وجنودها، أن يتجاوزوا هذه المرحلة بكل قوة وبكل جدارة.
بل على العكس من ذلك يعتبر استشهاد القادة دافع للكتائب ولأبناء الحركة ولأبناء الشعب الفلسطيني كله، وهو دافع من أجل الاستمرار على نهجهم وعلى طريقهم وعلى جهادهم ومقاومتهم والاستمرار في مكافحة ومقاومة هذا العدو حتى نصل بإذن الله سبحانه وتعالى إلى التحرير.
- برأيك.. من سيخلف مكان السنوار في الداخل الفلسطيني وقيادة الحركة عقب استشهاده؟
- أنا اعتبر هذا شيء سابق لأوانه، الذي نطمئن إليه والذي نستطيع أن نتحدث به، أنه لن يكون هناك مشكلة في هذا الموضوع ولن يكون هناك شاغر لا تستطيع الحركة أن تجد له من يناسبه، بل بالعكس هذه الحركة ولادة وقادرة على الاستمرار، ويوجد فيها من القيادة بفضل الله عز وجل ومن الأكفاء من يستطيعون أن يقوموا بهذا الدور ويعقب الشهيد في سيرته وفي عمله وفي نهجه من يحملون الراية من بعده بكل جدارة بإذن الله سبحانه وتعالى لن تكون هناك أي مشكلة في هذا الأمر.
الذي نتأكد منه أن هناك ارتياح واطمئنان كبير جدا أننا في حركة كبيرة واعية مؤسسية تستطيع أن تجد قيادتها وتنتخب قيادتها وتختارها بكل أريحية حتى في ظل الحرب، وهذا له سابق قريباً بعد استشهاد القائد الشهيد الأخ إسماعيل هنية رحمه الله حيث استطاعت الحركة خلال أيام محدودة وخلال معركة طوفان الأقصى أن تختار القائد أبو إبراهيم السنوار وبكل أريحية، لا استطيع لا أعتقد أن هناك مشكلة في هذا الموضوع، بل بالعكس، سيكون أمرا سلساً وستعلن الحركة في الوقت المناسب عن القائد الجديد وستستمر المسيرة، والقائد يسلم من بعده.
- مازالت هناك قيود كبيرة على المقاومة في الضفة الغربية لأسباب كثيرة فما هو تقييمكم للواقع الميداني هناك بعد عام من طوفان الأقصى ؟
- المقاومة في الضفة الغربية على قدم وساق وفي تفاعل كبير واشتعال أكثر من ذي قبل، استطاعت الكتائب المجاهدة أن يفلتوا من مطاردة السلطة ومطاردة الاحتلال وأن يطوروا في العمل المقاوم، وكل يوم نشاهد مشاهد جديدة ونسمع عن عمل فدائي وعمل بطولي من إخواننا المجاهدين في الضفة الغربية.
نحن نعلم أن هناك ملاحقة كبيرة من السلطة ومن الاحتلال وهذا شيء مؤسف أن تقوم السلطة بهذا الدور المخزي إلا أننا نسعى أن يكون لشعبنا في الضفة الغربية وفي كل مكان هدف واحد وقضية واحدة ، والجميع مطالب بأن يكون على ذات الجبهة وعلى نفس الطريق في مواجهة الاحتلال.
حقيقة أنا مستبشر بما أراه أن الأيام القادمة ستشهد تطويرا للعمل المقاوم في الضفة وجهدا وجهادا ولم ينال هذا العدو من شعبنا مهما حدث ، ونحن نعلم جميعا ويعلم أهلنا في الضفة الغربية إنهم مثل غزة فجميعنا على ثغر وهو مقاومة الاحتلال بكل ما نستطيع.
- بمناسبة الضفة الغربية هل هناك محاولات لحدوث نوع من التقارب بين الفلسطينين خاصة بين حماس وفتح ؟
- فيما يخص التقارب بين حماس وفتح والسعي نحو المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة تقوم على شأن الضفة وغزة معا!، هذا الأمر الكل يريده والكل يجب أن يصل إلى هذه المرحلة لكن للأسف الشديد هناك وتجارب كثيرة مرت ولم نتوصل فيها إلى مثل هذا الحلم الذي يهدف إلى توحيد الشعب الفلسطيني في اتجاه مواجهة المحتل ومقاومته للأسف الشديد.
صراحة لا يوجد عندي كثير من التفاؤل في هذا الجانب لأن الممارسة على الأرض تقول غير ذلك، فممارسة السلطة المستمرة ضد المقاومة في الضفة الغربية تفسر لنا أنه لا يوجد نية لدى فتح والسلطة في أن نتوحد في مقاومة المحتل، فالمقاومة هي الطريق الوحيد الذي يمكن أن يوحد الشعب الفلسطيني.
- العملية الاخيرة التي حدثت في البحر الميت فتحت المجال أمام جبهة جديدة في الدعم والمساندة خاصة ، فكيف ترون هذا التطور الجديد ؟
- بخصوص جبهة الأردن هي جبهة مساندة فاعلة، وعملية البحر الميت وقبلها عملية معبر الملك حسين هذا هو الأصل والوضع الطبيعي، الشعب الأردني والشعب الفلسطيني والعرب والمسلمون كلهم يد على من سواهم ، ونحن نستبشر بهذا العمل، وان شاء الله تكون الأيام القادمة فيها الجهد الأكبر والعمل الأفضل، وتأتي النصرة ايضا من إخواننا في الأردن ومن كل بلاد المسلمين.
الحقيقة أن ما يحدث في غزة من هذا الدمار وهذا الهلاك وهذا الموت وهذه المحرقة التي تقوم بها الآلة الصهيونية ضد أبناء شعبنا، الأصل أنها تحرك الحجر وتأخر العرب والمسلمون عن مساندة إخوانهم، في الوقت الذي تأتي فيه مثل هذه الأعمال وهذه المقاومة المشرفة فهو أمر جيد ونستبشر بها خيرا.
- الأوضاع داخل السجون الصهيونية تزداد سوءا فكيف ترون وضع الأسرى وسط الهجمة الوحشية والحرب الدائرة على أهلنا في فلسطين ؟
- في الحقيقة وضع إخواننا في سجون الاحتلال وضع مزري، فهم يتعرضون للتعذيب والضرب والتنكيل والتجويع والأمراض وكثير من المعاناة التي لا توصف في ظل وهجمة وحشية غير مسبوقة وحرب إبادة داخل السجون، ما يحصل في غزة ينعكس أيضا على السجون، فهناك شهداء في السجون وهناك مرضى في السجون وهناك جوعى في السجون.
الأسرى يعانون معاناة شديدة جدا في غياب الزيارات وفي غياب اطلاع الجهات القانونية والدولية بعد أن استفرد بهم الاحتلال ، فكما أطلقت يده في الخارج فهي داخل السجون مطلقة أكثر، ربما تستطيع الكاميرات والإعلام والصحافة أن تنقل شيئا من معاناة الفلسطينيين في غزة مثلا، لكنها لا تستطيع أن تنقل شيئا عما يحدث في السجون، ففي السجون هناك مجزرة وعذاب شديد يصب على إخواننا في سجون الاحتلال لهم الله، وأن الأمر مخزي وما يتسرب أو ما نراه من بعض ممن يطلق سراحهم من الأسرى تشيب لهم الولدان.